مجزرة في الظلام.. ما الذي وقع فجرًا في مدرسة الجرجاوي بغزة؟

منذ 9 أيام
مجزرة في الظلام.. ما الذي وقع فجرًا في مدرسة الجرجاوي بغزة؟

تحت الأنقاض، وبين رماد الحريق، وبين بقايا دفاتر الأطفال المحروقة مع أحلامهم، لا تزال صرخات الناجين من مذبحة مدرسة فهمي السركافي، تصف آلامهم التي لا تطاق.

كان الليل غير عادي على الإطلاق في حي الدرج المزدحم في وسط مدينة غزة. لم يكن الحريق مجرد حريق قصف؛ كانت ناراً أحرقت الأجساد النائمة والقلوب الحية التي ماتت من الذعر. كان الفجر يقترب عندما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدرسة كان الناس يختبئون فيها من الموت؛ لكنهم وجدوا المدرسة في حضن مكان شعروا فيه بالأمان.

وقال أحد الضحايا لوكالة الأناضول إن “المشهد كان مخيفا للغاية”. كانت بقايا الجثث المحترقة ملتصقة بالجدران. حاولنا إنقاذ من بقي، لكن النار كانت أسرع منا.

جثث صغيرة محترقة وأجسام محترقة

وروت امرأة فلسطينية شهدت المذبحة قصة مفجعة: “رأيت أجساداً صغيرة تحترق… وكان هناك أطفال يتحركون وسط النيران، يصرخون طلباً للمساعدة، وكل ما رأيناه هو الدموع”.

ووصف مدير خدمات الطوارئ في شمال غزة، الذي كان أول من وصل إلى مكان الحادث، المشهد على النحو التالي: “فوجئنا برؤية ثلاثة فصول دراسية للنازحين النائمين تحترق. كانت النيران قد التهمت أجسادهم بالكامل”.

جريمة لا تُنسى… 30 شهيدًا والبحث مستمر

قُتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، في المجزرة التي وقعت في مدرسة فهمي الجرجاوي.

بينما اشتعلت النيران في الصفوف والخيام التي لجأت إليها العائلات، تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين وسط الأنقاض المحترقة.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الكارثة: أطفال يحترقون، وآباء في حالة يأس، وصراخ يتصاعد من وسط النيران. ومن بين الشهداء من لم تعرف أسماؤهم بعد ومن لم تتمكن أمهاتهم من الانتهاء من حزم حقائبهن المدرسية في انتظار انتهاء الحرب.

استهداف متكرر للملاجئ

ولن تكون هذه المجزرة الأولى ولا الأخيرة في تاريخ حرب غزة التي استمرت أكثر من عشرين شهراً. وأعلنت سلطات غزة أن قوات الاحتلال استهدفت 234 ملجأ منذ بداية الحرب، بما في ذلك مدارس ومستشفيات ومساجد وحتى مناطق أعلنها جيش الاحتلال “مناطق آمنة”.

حرب إبادة مستمرة

منذ 7 أكتوبر 2023 يشهد قطاع غزة حرب إبادة راح ضحيتها أكثر من 176 ألف قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 14 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولاً. ويقول الفلسطينيون إن الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل يساعد في إدامة هذا الجحيم المفتوح دون أي محاسبة.

مع كل قصف جديد، ومع كل فصل دراسي يتحول إلى مقبرة جماعية، يضاف إلى غزة ألم جديد… ألم لا تستطيع الكلمات التعبير عنه، ولا تستطيع الصور نقله… وحده صمت الأمهات على الأنقاض يخبرنا بحقيقة ما حدث هناك.


شارك