حمص على مشارف المواجهة الكبرى.. الفصائل تبدأ هجومها بالطائرات المسيرة
أعلنت الفصائل السورية المسلحة عن اقتراب قواتها من مركز مدينة حمص، حيث شهدت المدينة تحليقاً كثيفاً للطائرات المسيرة.
وأفادت تقارير إعلامية، اليوم السبت، إن الفصائل المسلحة بدأت استعداداتها لاقتحام المدينة من خلال إطلاق سرب من الطائرات المسيرة من طراز ‘شاهين’، من جانبها، أفادت التقارير بأن الجيش السوري قد دفع بتعزيزات إضافية أمس إلى قلب المدينة للتصدي لهذا الهجوم.
الصراع في سوريا
وكانت ‘هيئة تحرير الشام’ قد نشرت مساء أمس بياناً عبر تطبيق تليجرام أكدت فيه أن قواتها تمكنت من السيطرة على آخر قرية على أطراف مدينة حمص، مما جعلها تقترب بشكل كبير من أسوار المدينة، بعد أن استعادت مع حلفائها مناطق واسعة من ريف المحافظة الشمال، كما وجهت الهيئة دعوة لأفراد الجيش السوري للانشقاق، معتبرة هذه الدعوة ‘فرصتهم الأخيرة’ للنجاة.
تداعيات السيطرة على حمص
في حال تمكنت الفصائل من السيطرة على مدينة حمص، فإن ذلك سيعني قطع الطريق بين العاصمة دمشق والساحل السوري، وهو ما يمثل ضربة استراتيجية كبيرة للنظام السوري، خصوصاً أن الساحل يضم قاعدة بحرية وجوية روسية، بالإضافة إلى أنه يعتبر معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعتبر هذه المعركة من قبل العديد من المحللين العسكريين ‘المعركة الحقيقية’، حيث يتوقع أن تكون مواجهات عنيفة، خصوصاً مع تعزيز القوات السورية الدفاعات في المنطقة.
من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري سوري أن أي تقدم للفصائل المسلحة نحو شمال حمص سيواجه بقوة من قبل قوات حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، التي تتمركز في تلك المنطقة لتعزيز الدفاعات الحكومية.
الوضع الميداني في الجنوب
تأتي هذه التطورات الميدانية في وقت حساس، حيث تمكنت فصائل محلية من السيطرة على أجزاء واسعة من درعا جنوب سوريا، وكذلك محافظة السويداء.
وحسب ما أفاد به مصدران من الفصائل لرويترز، فقد استولى مقاتلون محليون ومقاتلون سابقون من الفصائل على إحدى القواعد العسكرية الرئيسية في المنطقة، وهي اللواء 52 قرب بلدة الحراك، امتدت المعارك أيضاً إلى الحدود الأردنية.
كما تمكنت تلك الفصائل من السيطرة على أجزاء من معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور وتوقف عشرات الشاحنات وسيارات الركاب.
من جانب آخر، أعلنت ‘قوات سوريا الديمقراطية’ عن سيطرتها على محافظة دير الزور، التي تعتبر نقطة ارتكاز رئيسية للحكومة السورية في مناطق البادية الشرقية، بالإضافة إلى استيلائها على معبر البوكمال الحدودي مع العراق في يوم الجمعة الماضي.
تصاعد تهديدات داعش
وفي تطور مثير للقلق، أعلن مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، عن تحركات جديدة لتنظيم داعش في شرق سوريا، حيث بدأت الجماعة الإرهابية في السيطرة على بعض المناطق في البادية السورية، وهو ما يشير إلى احتمال عودة ظهور داعش في بعض المناطق التي كانت قد تم تطهيرها من قبل التحالف الدولي عام 2017.
المعركة المستمرة
تواصل الفصائل المسلحة، التي شنت هجوماً مفاجئاً من إدلب باتجاه حلب منذ الأسبوع الماضي، السيطرة على المزيد من المدن والبلدات، حيث تمكنت من دخول مدينة حماة وريف حمص وسط البلاد.
ووفقاً لتقديرات بعض المصادر، يقال إن الفصائل قد أصبحت تسيطر على نحو 20,000 كيلومتر مربع من الأراضي السورية، وهو ما يعادل حوالي 10% من المساحة الإجمالية للبلاد (حوالي 185,000 كيلومتر مربع).