طهران تعاود نشاطها النووي.. ما دلالة استئناف تخصيب اليورانيوم؟

منذ 5 ساعات
طهران تعاود نشاطها النووي.. ما دلالة استئناف تخصيب اليورانيوم؟

تتزايد المخاوف في واشنطن وتل أبيب من أن إيران قد تستأنف العمليات في منشآتها لتخصيب اليورانيوم بعد 12 يوما من الغارات الجوية الأميركية والإسرائيلية المكثفة على منشآت في إيران.

وفي حين يبدو أن العملية العسكرية كانت ناجحة على الأرض، فإن المراقبين يحذرون من أنها لم تخلق توازناً استراتيجياً مستقراً، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مستقبل القضية النووية الإيرانية.

وفي تقرير نشرته مجلة “ناشيونال إنترست”، زعم المحلل الأميركي جريج برادي أن العملية العسكرية لم توفر رادعاً دائماً، وذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قلل من شأن التحدي رغم إقراره بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات مع طهران في المستقبل القريب.

وفي بيانه خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو/حزيران، رد ترامب قائلا “بالتأكيد” على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستهاجم إيران مرة أخرى إذا واصلت إيران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.

تقييم الاستخبارات: “البرنامج تأخر بضعة أشهر فقط”.

وتزامنت تعليقات ترامب مع تسريبات من تقرير صدر في 24 يونيو/حزيران عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، والذي أكد أن البرنامج النووي الإيراني لم يتعرض إلا لاضطراب لبضعة أشهر، لكن بنيته التحتية الحيوية لم تتضرر.

ويعيد التقرير فتح النقاش حول مدى فعالية الضربات الجوية المحدودة، حيث يزعم المحللون أن الهجوم قصير الأمد لن يؤدي إلى وقف البرنامج النووي لطهران بشكل دائم.

وقال النائب الديمقراطي مايك كويجلي من إلينوي لصحيفة واشنطن بوست إن تقارير استخباراتية متكررة على مر السنين أخبرته أن الضربات الجوية لن يكون لها تأثير دائم، وهو ما قد يفسر تأخير إدارة ترامب في تقديم إحاطة سرية للكونجرس حول أحدث التطورات.

إيران تواصل تخصيب اليورانيوم

لقد أوضحت إيران نيتها إعادة بناء برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يهدد بتقويض وقف إطلاق النار الهش القائم حاليا.

ومن المتوقع أن استئناف أنشطة التخصيب قد يتطلب عمليات عسكرية جديدة من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل، خاصة إذا زادت طهران مستوى التخصيب من 60% إلى درجة صنع الأسلحة.

رغم الهجمات الأخيرة، لا تزال إيران تحتفظ بمخزون كبير من اليورانيوم المخصب، مما يمنحها نفوذًا استراتيجيًا في المفاوضات المحتملة. إذا تمكنت من تشغيل مجموعة أجهزة طرد مركزي سرية، فقد تكون أقرب إلى امتلاك سلاح نووي.

مفاوضات صعبة… واحتمال العودة للتصعيد العسكري

يرى المحلل برادي أن وقف إطلاق النار الحالي بعيد كل البعد عن الاستقرار، وأن ترامب بحاجة إلى إقناع إيران بقبول قيود حقيقية في مفاوضات لن تكون أحادية الجانب. لكن طهران ستصر على الحفاظ على حقوق تخصيب محدودة حتى في ظل رقابة صارمة، وهو أمر رفضته إدارة ترامب رفضًا قاطعًا.

وبحسب التقديرات الأميركية، إذا أصرت الإدارة الأميركية على موقفها الرافض لأي تخصيب، فقد تفشل المفاوضات مرة أخرى، ومن المرجح أن تستأنف العمليات العسكرية في غضون أشهر وليس سنوات.

هل هناك مخرج دبلوماسي؟

ويعتقد برادي أن إحدى الطرق القليلة التي يمكن لترامب من خلالها كسر هذه الدورة المتصاعدة هي إظهار بعض المرونة بشأن التخصيب المحدود، مع مراعاة الرقابة الصارمة والضمانات غير القابلة للكسر.

إن أي اتفاق جديد سيكون بمثابة نسخة معدلة من الاتفاق النووي لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، ولكنه يعني قدراً أعظم من الشفافية والإشراف على مخزون إيران من اليورانيوم المخصب للغاية.

ويعتقد المحلل الأميركي أن امتلاك طهران لمواد تقترب من درجة صنع الأسلحة يمنحها ورقة مساومة قوية يمكن استخدامها ضد واشنطن في الأسابيع المقبلة.

وإذا رفضت الولايات المتحدة تقديم أي تنازلات، فقد يتم اللجوء إلى حل مؤقت مثل إنشاء وكالة إقليمية لتخصيب اليورانيوم، وهو خيار تمت مناقشته مؤخراً في دوائر السياسة الخارجية الأميركية.

الهدف على المدى القريب هو ضمان الشفافية وإخراج اليورانيوم المخصب من أيدي إيران، ولكن بالنظر إلى المؤشرات الحالية، فإن العودة إلى التصعيد العسكري تظل احتمالا قائما، ربما قبل وقت أقرب مما يتوقعه كثيرون.

 

اسأل ChatGPT


شارك