هدية الحجاج: تعبير عن الروحانية والروابط الاجتماعية بعد أداء مناسك الحج.

منذ 3 ساعات
هدية الحجاج: تعبير عن الروحانية والروابط الاجتماعية بعد أداء مناسك الحج.

مع انتهاء مناسك الحج، وطوال رحلة الحج، يكثر الحجاج من شراء الهدايا في المراكز التجارية والأسواق المحيطة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة. يُعدّ ذلك تعبيرًا روحيًا عن ارتياحهم واستعدادًا للعودة إلى ديارهم بعد أن منّ الله عليهم بأداء المناسك. إنه مظهر من مظاهر الفرح والسعادة في نهاية الحج، وتعبير روحي عن المحبة، وتقوية للروابط الاجتماعية مع الأهل والأقارب.

موسم الحج

يرمز العديد من هذه الهدايا إلى الأماكن المقدسة، ولها أهمية دينية كبيرة. ومن بين الهدايا الأكثر رواجًا التمر، وخاصةً تمر العجوة، وماء زمزم، والسبح، ونسخ القرآن الكريم، والعطور، والبخور، والمسك.

تشهد أسواق مكة المكرمة والمدينة المنورة انتعاشًا كبيرًا في الأيام التي تلي الحج، حيث تعجّ المتاجر بالحجاج من جميع الجنسيات. وتشمل هذه الأسواق مراكز التسوق في منطقة الحرم، وسوق العزيزية، وسوق الحجاز، وأسواق المدينة المنورة القريبة من المسجد النبوي. يعرض التجار تشكيلة واسعة من المنتجات، مع عروض خاصة للحجاج، وأحيانًا خصومات على المشتريات الكبيرة.

قالت أم عبد الله، بائعة في محل عطور بمكة: “أكثر ما يطلبه الحجاج دهن العود والمسك الأسود، إذ يشترونه بكميات كبيرة لتوزيعه على أهلهم وجيرانهم عند عودتهم. ورغم مشقة الرحلة وتكاليفها الباهظة، لا يغفل الحاج عن أداء هذا الواجب الاجتماعي، ويدخل البهجة والسرور على قلوب أقاربه عند لقائهم بعد أن أنعم الله عليه بمناسك الحج”.

أوضح الحاج أحمد شرف من مصر أن الهدية لها قيمة خاصة في تقوية الروابط الأسرية، كونها من الحرمين الشريفين. وأشار إلى أن هدايا الحج أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تقاليد المسلمين بعد الحج، إذ تجمع بين البركة والمحبة، والروحانية، والبعد الإنساني العميق.

قال الحاج علي من إندونيسيا: “لا أستطيع العودة من مكة دون أن أحضر شيئًا لعائلتي. حتى لو كانت مسبحة أو زجاجة صغيرة من ماء زمزم، فهي تعني الكثير لمن تُهدى إليه”.

قالت الحاجة فاطمة من المغرب إن الهدايا التي تشتريها غالبًا بعد الحج هي السجاد والصور التذكارية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وذلك للحفاظ على هذه الأماكن في نفوس الحجاج، لما لها من قيمة دينية عظيمة، وقدرتها على غرس المحبة في قلوب من لا يستطيع الحج، والشعور بجزء من رحلة الإيمان.


شارك