تحولت مدينة الفاشر السودانية إلى كارثة إنسانية ومحاصرة: الأسباب والتداعيات

منذ 3 ساعات
تحولت مدينة الفاشر السودانية إلى كارثة إنسانية ومحاصرة: الأسباب والتداعيات

تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حالة من التوتر الأمني المتزايد في الأيام الأخيرة. يأتي هذا في أعقاب إعلان قوات الدعم السريع استيلاءها على مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، وهو ما يُعتبر من أخطر التطورات في النزاع منذ بدايته قبل أكثر من 550 يومًا.

مواجهات عنيفة في الفاشر

تتواجه في الفاشر قوات الجيش السوداني، المدعومة بعناصر من الحركات المسلحة، مع قوات الدعم السريع في معارك عنيفة. يسعى كل طرف لتأكيد سيطرته على المدينة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع فيها.

أهمية الفاشر الاستراتيجية

تكتسب الفاشر أهميتها كونها آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، مما يجعل السيطرة عليها حاسمة في سياق النزاع. تبلغ مساحة ولاية شمال دارفور حوالي 296 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل 12% من إجمالي مساحة السودان، مما يمنح السيطرة عليها بعدًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا.

موقع رئيسي للجيش

تحتضن المدينة مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة، بالإضافة إلى مخازن الأسلحة والذخيرة ومطار عسكري يُعتبر نقطة لوجستية هامة. وقد كانت الفاشر مركزًا لتنسيق العمليات العسكرية خلال السنوات الماضية، واستيلاء الدعم السريع عليها يعني فقدان القوات الحكومية لأحد أهم مواقعها في غرب السودان.

أوضاع إنسانية مأساوية

تواجه الفاشر أزمة إنسانية غير مسبوقة. المدينة التي كانت تعتبر مركزًا للمنظمات الدولية وتحوي معسكرات للنازحين، أصبحت منطقة منكوبة تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. وتقارير ميدانية تُشير إلى أن بعض السكان اضطروا إلى تناول علف الماشية بسبب ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية، في ظل انقطاع معظم الإمدادات الإنسانية.

التوقعات المستقبلية

يعتبر اللواء المتقاعد عصام عباس، مستشار تكنولوجيا المعلومات وتحليل البيانات، أن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر تمثل نقطة تحول استراتيجية في النزاع. إذ تمنح القوات نفوذًا شبه كامل في إقليم دارفور ويفتح أمامها عمقًا جغرافيًا يمتد إلى ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، مما يعزز من صورتها كقوة ميدانية متقدمة وقد يدفع إلى احتمالات انضمام قبائل ومجموعات جديدة إليها.


شارك