وزارة الري توضح سبب الغرق المفاجئ للأراضي والقرى السودانية

منذ 16 ساعات
وزارة الري توضح سبب الغرق المفاجئ للأراضي والقرى السودانية

أعلنت وزارة الموارد المائية والري عن متابعتها لتطورات فيضان نهر النيل لهذا العام، وما يرتبط به من تصرفات أحادية متهورة من جانب إثيوبيا في إدارة سدها الذي يعد غير شرعي ويتعارض مع القانون الدولي.

ممارسات إثيوبيا وتأثيرها

أشارت الوزارة إلى أن هذه الممارسات تفتقر إلى أبسط قواعد المسؤولية والشفافية، وتشكل تهديداً مباشراً لحياة وأمن شعوب دول المصب. كما تكشف عن زيف الادعاءات الإثيوبية المتكررة بعدم الإضرار بالآخرين، مؤكدةً أنها استغلال سياسي للمياه على حساب الأرواح والأمن الإقليمي.

الوضع المائي في أعالي النيل

تشير البيانات إلى أن مياه نهر النيل تنبع من ثلاثة روافد رئيسية، وهي النيل الأبيض، النيل الأزرق، ونهر عطبرة. ويتوقع أن يأتي الفيضان من النيل الأزرق خلال الفترة من يوليو حتى أكتوبر من كل عام، حيث تبلغ ذروته عادة في شهر أغسطس. هذا العام، كانت مستويات الفيضان عند مصادره الرئيسية أعلى من المعدل بنحو 25٪، ولكنها أقل من العام الماضي الذي شهد فيضاناً مرتفعاً.

المخالفات الفنية لإثيوبيا

كان من المفترض أن تبدأ إثيوبيا في تخزين المياه بسدها تدريجياً منذ بداية يوليو وحتى نهاية أكتوبر، ثم تقوم بتصريفها بشكل منظم لتوليد الكهرباء. ولكن لوحظ أن مشغلي السد قد خالفوا القواعد الفنية، حيث قاموا بتخزين كميات أكبر من المتوقع مع تقليل التصريفات. في 8 سبتمبر 2025، انخفضت التصريفات من نحو 280 مليون م³ إلى 110 ملايين م³، مما يدل على إدارة غير منضبطة.

تأثير السد على الزراعة والبيئة

في 10 سبتمبر بعد الاحتفال الذي أطلق عليه “افتتاح السد”، قام المشغل الإثيوبي بتصريف كميات ضخمة من المياه قدّرت بـ 485 مليون م³ في يوم واحد، مما أدى إلى زيادات مفاجئة وغير مبررة في التصريفات. هذا الأمر أدى إلى إغراق أراضٍ زراعية وقرى سودانية، حيث تقابلت كميات المياه المخزنة مع سقوط الأمطار المتأخر داخل السودان.

إجراءات وزارة الموارد المائية

في مواجهة هذه الظروف الطارئة، اختار مشغلو سد الروصيرص السوداني تخزين جزء بسيط من هذه المياه، مما أثار القلق نظراً لمحدودية قدرة السد التخزينية. تؤكد الوزارة أن الإسراع في الملء غير القانوني للسد الإثيوبي لا يعد إجراءً طارئاً بل يعكس سوء إدارة لهذا السد.

تحذيرات الوزارة حول التعديات

التصرفات الأحادية للسد الإثيوبي تسببت في تغييرات في توقيت الفيضان الطبيعي وأحدثت “فيضاناً صناعيًا مفتعلًا” في وقت متأخر من العام. كما تسببت هذه التصرفات في خسائر كبيرة للسودان، حيث أدت إلى تهديد حياة المواطنين. كما حذرت الوزارة من خطر السد الذي يخزن كميات ضخمة دون اتفاق قانوني ملزم.

الإدارة الديناميكية لموارد المياه

تجري إدارة الموقف المائي بصورة ديناميكية تعتمد على الرصد اللحظي والتنبؤات الهيدرولوجية. تتخذ الوزارة قرارات دقيقة بشأن توقيتات التصرفات المائية للحفاظ على توازن المياه في الزراعة وتوليد الكهرباء.

الإجراءات الاستباقية لحماية المواطنين

اتخذت الوزارة إجراءات استباقية مثل مخاطبة المحافظين منذ 7 سبتمبر 2025 للتنبيه على المواطنين بضرورة الحذر. وحيث إن الأراضي المتضررة تعتبر جزءاً من حرم النيل، يجب أن نتذكر أنها معرضة للغمر في حالات الزيادة في مناسيب المياه.

توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على مجرى النهر

التعديات على مجرى النهر تقلل من القدرة التصريفية للنيل، مما يؤثر سلباً على حياة الملايين. وتحذر الوزارة من المخاطر الناتجة عن استمرار هذه التعديات، حيث تهدد سير الحياة الزراعية والاقتصاد الوطني.

متابعة مستمرة لحماية الموارد المائية

تؤكد الوزارة أن الدولة المصرية تتابع الموقف على مدار الساعة، ويعتبر السد العالي الضمانة الأساسية لحماية مصر من تقلبات النيل والفيضانات. وتطمئن الوزارة المواطنين أن إدارة موارد مصر المائية تتم بكفاءة عالية لضمان حماية الأرواح والممتلكات.


شارك