رسوم ترامب الجمركية على النحاس تسبب ارتباكًا في السوق العالمية
تسببت الرسوم الجمركية الأميركية المقررة على النحاس في إحداث اضطرابات في الصناعة العالمية، تقدر قيمتها بنحو 250 مليار دولار، قبل أيام فقط من دخول القرار حيز التنفيذ، وفقا لبيان صادر عن شركة كوديلكو التي يقع مقرها في تشيلي، أكبر منتج للنحاس في العالم.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطلع يوليو/تموز عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على النحاس اعتبارًا من الأول من أغسطس/آب، لكنه لم يحدد ما إذا كانت الرسوم ستشمل المواد الخام، أو السلع شبه المصنعة، أو النحاس المكرر. وقد أثار هذا الوضع بلبلة بين شركات التعدين والصناعة.
ووصف رئيس مجلس إدارة شركة كوديلكو ماكسيمو باتشيكو حالة عدم اليقين بأنها مربكة ومثيرة للقلق، قائلا إن عملاء الشركة في الولايات المتحدة “قلقون” وأن الافتقار إلى الوضوح بشأن السياسة التجارية يهدد استقرار سلاسل التوريد الخاصة بهم.
وأضاف أن بلاده مستعدة لتقديم المزيد من النحاس لدعم الصناعة الأميركية، لكن القرارات غير الواضحة تعرقل هذا التعاون.
وحذر المحللون من أن فرض هذه الرسوم الجمركية قد يوجه ضربة قوية لقطاعات حيوية في الولايات المتحدة مثل المركبات الكهربائية والدفاع والتكنولوجيا، خاصة وأن السوق الأميركية تعتمد بشكل كبير على واردات النحاس المكرر، والتي يأتي أكثر من 60% منها من تشيلي بموجب اتفاقية التجارة المشتركة.
وأشار باتشيكو إلى أن الولايات المتحدة لا تملك القدرة الكافية لصهر النحاس محليا، مما يجعل من الصعب استبدال الواردات في الأمد القريب، وأن إنشاء مصافي محلية سيستغرق سنوات.
وأضاف “إذا كانت أميركا جادة بشأن توسيع قدرتها الإنتاجية في منتجات النحاس، فإنها ستحتاج إلى المزيد من الكاثودات المكررة”، في إشارة إلى المادة الأساسية المستخدمة في إنتاج أسلاك وقضبان النحاس.
