رئيسا وزراء مصر والصين يرأسان جلسة موسعة للمباحثات لتعزيز التعاون الثنائي

ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اجتماعًا موسعًا بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة اليوم الخميس لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومعالجة مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحضر اللقاء عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين، من بينهم وزيرة التخطيط الدكتورة رانيا المشاط، ووزير الاستثمار المهندس حسن الخطيب، ووزير المالية أحمد كوجك، وعدد من المسؤولين بالسفارة الصينية بالقاهرة.
وفي كلمته الافتتاحية، وصف مدبولي الزيارة بأنها “تاريخية”، وأشاد بالعلاقات القوية بين القاهرة وبكين، وهو ما يتجلى في التنسيق المستمر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج.
وأكد رئيس الوزراء استمرار دعم الصين لجهود التنمية في مصر، قائلاً إن الشركات الصينية تشارك في مشاريع وطنية كبرى مثل الحي المالي في العاصمة الإدارية، وأبراج العلمين الجديدة، والقطار الكهربائي، والمنطقة الصناعية تيدا على قناة السويس.
أعرب مدبولي عن رغبة مصر في جذب المزيد من الاستثمارات الصينية، لا سيما في مجالات التوطين الصناعي وتحلية المياه وصناعة السيارات الكهربائية. وأضاف أن الحكومة مستعدة لتقديم تسهيلات كبيرة للشركات الراغبة في التصنيع في مصر، والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط مصر بالدول العربية والأفريقية والأوروبية.
ودعا الرئيس المصري إلى بذل المزيد من الجهود لفتح السوق الصينية أمام الصادرات المصرية وتقليص عجز التجارة الخارجية، مشدداً على جودة المنتجات المصرية وقدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.
استعرض رئيس الوزراء فرص التعاون المالي، مسلطًا الضوء على إصدار مصر مؤخرًا لسندات الباندا المقومة باليوان الصيني لتمويل مشاريع التنمية. كما أشار إلى أن توقيع مذكرة تفاهم لمبادلة الديون في أكتوبر 2023 يُمثل نموذجًا مبتكرًا للتمويل المشترك للتنمية.
وأشاد مدبولي بموقف الصين الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على المستوى الإقليمي، مؤكداً على ضرورة التنسيق المشترك في المحافل الدولية، وخاصة في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وأهمية دعم خطة إعادة إعمار غزة.
أعرب لي كه تشيانغ عن ارتياحه لزيارته الأولى لمصر منذ توليه رئاسة مجلس الدولة، مؤكدا أن مصر شريك استراتيجي مهم للصين وأن بكين تولي أهمية خاصة لتعزيز العلاقات الثنائية.
أشاد المسؤول الصيني بالتنمية غير المسبوقة التي تشهدها مصر، وحرص القيادة المصرية على تعميق التعاون مع الصين. وأكد استعداد بلاده لدعم جهود مصر التنموية في مختلف المجالات، لا سيما الطاقة المتجددة، والصناعة، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والتمويل.
وأشار إلى أن عام 2026 سيصادف الذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معربا عن أمله في أن يكون هذا الحدث بمثابة بداية جديدة في التعاون الاستراتيجي الشامل بين القاهرة وبكين.
وتم خلال اللقاء التأكيد على مواصلة التنسيق المشترك وتسريع تنفيذ المشاريع المشتركة وتعزيز العلاقات التاريخية والمصالح المتبادلة بين البلدين.