وزير الزراعة يطلق ورشة عمل تنفيذ استراتيجية إعلان كمبالا للتطوير الزراعي

منذ 6 ساعات
وزير الزراعة يطلق ورشة عمل تنفيذ استراتيجية إعلان كمبالا للتطوير الزراعي

أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور علاء فاروق أهمية تعزيز العمل الأفريقي المشترك لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة، مشيرا إلى أن الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية والطبيعية الشاسعة والمتنوعة التي تتمتع بها القارة الأفريقية بشكل فعال وكفء أمر مهم لتحقيق التكامل الاقتصادي الأفريقي والاستجابة للواقع العالمي الجديد.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح ورشة العمل الأولى حول تنفيذ التزامات إعلان كمبالا، التي استضافتها مصر بعنوان “من الالتزام إلى العمل: تنفيذ استراتيجية كمبالا للبحث والتطوير الزراعي في أفريقيا”. وحضر الورشة: مدير مكتب البحث والتطوير التابع للاتحاد الأفريقي بمفوضية الاتحاد الأفريقي، والأمين التنفيذي لمنتدى البحث الزراعي في أفريقيا، والأمين التنفيذي للصندوق العربي للمساعدة الفنية للدول الأفريقية، الدكتور عادل عبد العظيم، ورئيس مركز البحوث الزراعية، الدكتور سعد موسى، مسؤول العلاقات الزراعية الخارجية، وممثلون عن هيئات ومنظمات الاتحاد الأفريقي.

وأشار فاروق إلى أهمية هذه الورشة في توجيه تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لاستراتيجية وإعلان كمبالا، الصادر عن القمة الأفريقية الاستثنائية التي عقدت في كمبالا عاصمة أوغندا في يناير 2025، وحضرها وزير الزراعة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح وزير الزراعة أن أهمية هذا الحدث تتزايد في ظل التطورات والمتغيرات الاقتصادية والدولية المتسارعة التي زادت من المخاطر والتهديدات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تواجه القارة الأفريقية، فضلاً عن التحديات التنموية والتكنولوجية والبيئية التي تواجه الدول الأفريقية، وخاصة الأمن الغذائي والحد من ارتفاع الأسعار.

وأكد فاروق على أهمية البدء في تنفيذ إعلان كمبالا، الذي يتضمن الالتزام بتكثيف الإنتاج الغذائي المستدام، وتعزيز التجارة بين البلدان الأفريقية، وزيادة الاستثمار والتمويل، وتسريع تحويل النظم الزراعية والغذائية وضمان الأمن الغذائي والتغذوي، فضلاً عن تعزيز الشمول وسبل العيش العادلة، وبناء نظم زراعية مرنة ومستدامة وتعزيز حوكمة النظم الزراعية والغذائية.

وأكد الوزير أهمية الاتفاق على خارطة طريق لتعزيز منظومة البحث والتطوير الزراعي في أفريقيا، مشيرا إلى أن الورشة تمثل الخطوة الأولى نحو حشد الجهود المشتركة من خلال التعاون المؤسسي وتبني التقنيات الحديثة وتنمية القدرات البشرية.

وأكد فاروق أن برنامج التنمية الزراعية الشاملة في أفريقيا كان المحرك الرئيسي للتحول الزراعي في أفريقيا منذ اعتماده في مابوتو بموزمبيق عام 2003. ويهدف البرنامج إلى تسريع النمو الاقتصادي والحد من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي من خلال النمو الذي تقوده الزراعة.

وأضاف أن استراتيجية وخطة عمل البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في أفريقيا تركز على تحويل الزراعة ونظم الأغذية من خلال الأهداف الاستراتيجية الستة الواردة في الالتزامات التي تعهد بها رؤساء الدول والحكومات في إعلان كمبالا.

استعرض فاروق جهود مصر للنهوض بالقطاع الزراعي خلال العقد الماضي، والدعم غير المسبوق الذي قدمته القيادة السياسية لتطويره على عدة محاور: التوسع الأفقي من خلال استصلاح ما يقرب من 4 ملايين فدان لدعم إنتاج المحاصيل الاستراتيجية وتقليل العجز الغذائي فيها، والتوسع الرأسي من خلال استنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية، مبكرة النضج، منخفضة الاستهلاك المائي، ومتحملة لتغيرات المناخ. كما أشار إلى زيادة الاستثمارات الحكومية في القطاع الزراعي خلال السنوات الأخيرة، وتنفيذ العديد من المشاريع الزراعية القومية الكبرى، وتهيئة بيئة استثمارية جاذبة.

وأشار إلى أن جهود الدولة المصرية تشمل: تبني التقنيات الحديثة لتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية من خلال تحسين نظم الري وإنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي العملاقة، ودعم التحول إلى نظم غذائية صحية وآمنة، وتقليل الفاقد والهدر من خلال توسيع نطاق البرنامج الوطني للصوامع وتنويع مصادر استيراد السلع الاستراتيجية من الحبوب. كما أشار إلى أن جهود الدولة تشمل: تعزيز وتوسيع نطاق تغطية شبكة الحماية الاجتماعية من خلال برنامجي “تكافل وكرامة”، وإطلاق المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” التي تهدف إلى تخفيف العبء عن الفئات الأكثر احتياجًا في المناطق الريفية وسكان المناطق العشوائية في المناطق الحضرية، والذين يمثلون أكثر من 60% من سكان مصر.

أعرب وزير الزراعة عن أمله في أن تُسفر هذه الورشة عن خطة عمل تُترجم الأولويات إلى مشاريع وبرامج عملية، تحظى بدعم مالي من المؤسسات الدولية وشركاء التنمية. ويهدف ذلك إلى تحقيق الأمن الغذائي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز أنظمة الصحة والحماية الاجتماعية لتسريع نمو رأس المال البشري والاجتماعي والاقتصادي، والحد من الفقر، وتحقيق التنمية الاقتصادية؛ وهو ما يتطلب تعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية الوطنية والإقليمية والدولية.

وأكد أهمية هذه الورشة باعتبارها علامة فارقة في القضاء على سوء التغذية والفقر من خلال نهج متكامل لضمان الأمن الغذائي لشعوب القارة الأفريقية وضمان مرونة أنظمة الغذاء والصحة والحماية الاجتماعية.

أكد فاروق التزام الدولة المصرية بإعلان كمبالا والاستراتيجية وخطة العمل الجديدة التي تعمل عليها مراكز البحوث التابعة لوزارة الزراعة والمؤسسات الأخرى ذات الصلة بالقطاع الزراعي في جمهورية مصر العربية. وأشار إلى أن وزارة الزراعة وعلماء مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء على أتم الاستعداد لتقديم الخبرات اللازمة وكافة الأدوات الداعمة للتعاون مع أشقائنا في القارة الأفريقية، وحشد كافة الإمكانات لإنجاح هذا التعاون وضمان الأمن الغذائي.


شارك