المشاط: رئاسة مصر لمبادرة الحوكمة والتنافسية من أجل التنمية تمثل فرصة لتعزيز الحوار الإقليمي

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا ثنائيًا مع ماتياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، لبحث سبل تعزيز التعاون بين الطرفين. جاء هذا الاجتماع في إطار اجتماعات المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي عُقدت في باريس هذا العام تحت عنوان “قيادة الطريق نحو ازدهار مرن وشامل ومستدام من خلال التجارة والاستثمار والابتكار القائم على القواعد”.
مبادرة الإدارة والتنافسية
خلال اللقاء، أكدت الدكتورة رانيا المشاط تقديرها العميق للعلاقة القوية والمتنامية مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، سواءً من خلال برنامج التعاون الثنائي بين مصر والمنظمة، أو من خلال مبادرة المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن الحوكمة والتنافسية من أجل التنمية. وأشارت إلى أن هذا التعاون يعكس التزامًا مشتركًا بين الطرفين بدعم صنع السياسات القائمة على الأدلة، وتعزيز الإصلاح المؤسسي، ودفع أجندة التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن مصر تشارك في رئاسة مبادرة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن الحوكمة والقدرة التنافسية من أجل التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي مهمة جديدة توفر فرصة فريدة للمشاركة بنشاط في الحوار الإقليمي، وتطوير آليات التعلم المتبادل، وتبادل الخبرات القائمة على تنفيذ الإصلاحات العملية على أرض الواقع.
أشادت المشاط بالتعاون البناء والمستمر بين مصر والمنظمة في إطار البرنامج الوطني الممتد حتى عام ٢٠٢٥. يُعد هذا البرنامج ركيزةً أساسيةً في إطار التعاون المشترك، وأداةً حيويةً لدمج الخبرات الدولية في استراتيجية التنمية الوطنية المصرية، لا سيما “رؤية مصر ٢٠٣٠” والبرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي. يتضمن البرنامج ٣٥ مشروعًا موزعةً على خمسة محاور رئيسية، صُممت من خلال عملية تشاركية شاملة، تعكس التزام مصر بملكية الإصلاحات وتناسق السياسات.
وأوضح أن البرنامج شهد تنسيقًا وتعاونًا بين مختلف الجهات المعنية في مصر، معربًا عن أمله في أن يتطور التعاون داخل البرنامج الوطني ليتجاوز مجرد مقترحات توفير أدوات وخطط التنفيذ، بما ينعكس بشكل أكثر فعالية في جهود التنمية. وأشار إلى أن البرنامج عزز الشراكة مع المنظمة، وشكّل خطوة فعّالة نحو انضمام مصر إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كدولة عضو.
وأشار الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى سياسة المنظمة في الانفتاح على مشاركة المزيد من الدول الأعضاء، وأوضح أن البرنامج القطري مع مصر يشكل خطوة مهمة نحو مشاركة مصر كأول دولة عربية وأفريقية تنضم إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
في السياق ذاته، التقت الدكتورة رانيا المشاط بالسيدة ماري بيث غودمان، وكيلة الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، لمناقشة استعدادات المنظمة لوضع اللمسات الأخيرة على استراتيجيتها التنموية الجديدة. وأشادت غودمان بمساهمة مصر الفاعلة في إبداء الرأي بشأن الاستراتيجية، مؤكدةً أنها تُعدّ في إطار تشاركي لإيجاد حلول لتحديات التنمية التي تتطلب من الدول النامية تنمية مواردها المحلية، لا سيما في ظل سعي العديد من الدول إلى خفض تمويلها التنموي.
أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن مصر لديها تجربة رائدة في تلقي تمويلات التنمية من القطاع الخاص، وأصبحت المستفيد الأكبر منها، لا الحكومة. وأشاد نائب رئيس المنظمة بهذه التجربة، مشيرًا إلى أهمية تسليط الضوء على هذه القضية لتستفيد منها الدول الأعضاء الأخرى.
كما التقى أندرياس شال، مدير العلاقات العالمية والتعاون في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وناقش اللقاء مستقبل العلاقات الثنائية والإطار العام لمشاركة الدول في المنظمة. كما ناقش اللقاء آليات تقييم برامج المنظمة القطرية المطبقة في الدول الأعضاء، وكيفية الاستفادة من هذه التجارب.