المشاط: الدول ذات الدخل المتوسط تواجه تحديات معقدة أبرزها نقص الموارد المالية

الدكتور وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية ومحافظ جمهورية مصر العربية. شاركت الدكتورة رانيا المشاط في اجتماع المائدة المستديرة لمحافظي البنك بعنوان “سد الفجوة: التعددية، وديناميكيات التجارة المتغيرة، ومستقبل تمويل التنمية” الذي عقد على هامش الاجتماعات السنوية الخمسين لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية المنعقدة في الجزائر من 19 إلى 22 مايو 2025.
وهدفت الطاولة المستديرة إلى تعزيز الحوار الاستراتيجي بين المسؤولين التنفيذيين لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية حول قضايا التنمية والتحديات الاقتصادية العالمية، ووضع رؤى مشتركة حول الحلول للتهديدات العالمية والإقليمية القائمة. كما هدف الاجتماع إلى بلورة رؤية مشتركة خلال الفترة المقبلة لتعزيز دور مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في إقامة شراكات تنموية منتجة مع الدول الأعضاء بما يتوافق مع التطورات المستجدة.
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن الاستقرار الاقتصادي الكلي شرط أساسي للنمو، ولكن هذا وحده لا يكفي دون إصلاحات هيكلية من شأنها حشد مشاركة القطاع الخاص وزيادة قدراته في عملية التنمية. وشدد على ضرورة بلورة رؤى وطنية واضحة تتضمن إشراك القطاع الخاص للتغلب على التحديات المرتبطة بالاضطرابات الاقتصادية العالمية والمضي نحو مسار التنمية المستدامة.
وأضاف أن العالم اعتاد الحديث عن حلقة مفرغة فيما يتعلق بتحديات السياسة النقدية وسعر الصرف، وأن المرحلة الحالية تتطلب خلق “دورة إصلاحية إيجابية” تبدأ بإصلاحات اقتصادية كلية تؤدي إلى الاستقرار الاقتصادي، يليها إصلاح هيكلي حقيقي يؤثر على معدلات التنمية والرعاية الاجتماعية.
وفي السياق ذاته، أوضح وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن البلدان متوسطة الدخل تواجه ثلاثة تحديات رئيسية: محدودية الحيز المالي الناتج عن الصدمات الاقتصادية المتكررة، والحاجة إلى ضمان التنمية، والحاجة إلى زيادة إشراك القطاع الخاص لسد فجوة التمويل وتوفير موارد إضافية لأهداف التنمية المستدامة، وتزايد أعباء الديون، مما يفرض قيوداً إضافية على قدرة البلدان على استدامة التنمية.
وأكد تشاووش أوغلو أن الابتكار وريادة الأعمال عنصران لا غنى عنهما للتغلب على هذه التحديات، مشددا على أن البلدان ذات الدخل المتوسط لا يمكنها تحقيق التقدم ما لم تتبن نماذج تعتمد على الابتكار، وتشجع ريادة الأعمال، وتخلق بيئة أكثر جاذبية لمشاركة القطاع الخاص.
وتطرق نائب الوزير أيضاً إلى أهمية إدارة الدين العام بطريقة استباقية ومستدامة، مشيراً إلى أن المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي سيعقد في إشبيلية سيوفر فرصة لتقديم حلول مبتكرة مثل تبادل الديون بالتنمية، وهو نموذج فعال لربط أهداف الاستدامة بالاستقرار المالي.
وأكد المشاط أن أجندة التنمية للمراحل المقبلة يجب أن تتضمن ثلاثة مجالات رئيسية أبرزها الدعم الدولي للاستثمارات البيئية والمناخية، والتمويل الميسر للقطاع الخاص، وتوسيع الشراكات مع أدوات التمويل المتكاملة، بما في ذلك تعبئة الموارد المحلية والمبادرات المبتكرة مثل مبادلة الديون بمشاريع التنمية الخضراء. وبهذه الطريقة تم تعزيز قدرة القطاع الخاص على المساهمة بفعالية في التنمية. وشدد أيضاً على أهمية تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب من خلال منصات وطنية تتبادل قصص النجاح والممارسات الفعالة لتشجيع البلدان الأخرى على اعتماد نماذج مماثلة، وشدد على أهمية إنشاء شبكات لتبادل المعرفة بين البلدان النامية خارج الأطر التقليدية.
وناقش مديرو البنك ثلاثة مواضيع رئيسية هي: “إعادة صياغة الاستراتيجيات المالية لضمان المرونة الهيكلية، وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف، ودور المؤسسات المالية الإسلامية في تحقيق التنمية المستدامة”. وناقش المشاركون أيضًا سبل تعزيز التكامل الإقليمي وتشجيع التبادلات التجارية في ضوء التحديات الحالية التي تواجه التجارة العالمية.