البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتوقع أن يصل نمو الاقتصاد المصري إلى 3.8% بنهاية يونيو

أصدر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تقريره حول التوقعات الاقتصادية الإقليمية، تزامناً مع الاجتماعات السنوية للبنك في المملكة المتحدة. حضر اللقاء وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومحافظة مصر الدكتورة رانيا المشاط.
وفي التقرير الذي نشره البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، من المتوقع أن يرتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي من 2.4% في السنة المالية 2024 إلى 3.8% في السنة المالية 2025 وإلى 4.4% على أساس سنوي في السنة المالية 2026. وتوقع البنك أن يصل النمو على أساس السنة التقويمية إلى 4% في عام 2025 و4.5% في عام 2026. وفي النصف الأول من السنة المالية 2025 (يوليو – ديسمبر 2024)، ارتفع النمو إلى 3.9% على أساس سنوي، في حين بلغ هذا المعدل 2.4% في الفترة نفسها من العام السابق. ويرجع ذلك إلى التوسع في قطاعات التصنيع والنقل وتجارة الجملة والتجزئة.
يشير التقرير الصادر عن البنك الأوروبي إلى حدوث انتعاش في قطاع التصنيع بعد الانكماش الذي شهده خلال فترة نقص النقد الأجنبي قبل مارس 2024. ونتيجة لذلك، انخفض الإنتاج في قطاع النفط والغاز، وتحاول الحكومة معالجة هذا الأمر من خلال سداد الديون لشركات الطاقة العالمية.
وأكد التقرير أن توقعات النمو تعتمد على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وخاصة فيما يتصل بدور الدولة في الاقتصاد، ومواصلة خفض مستويات الدين وتكاليف خدماته. ولوحظ أن المخاطر التي تهدد الاقتصاد تزايدت بسبب عدم اليقين في سياسات التجارة الدولية.
وفي تعليقها على التقرير، قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم محافظ مصر ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: “إن توقعات النمو الإيجابية للاقتصاد المصري تعكس فعالية سياسات الإصلاح الاقتصادي”، حسبما قالت الدكتورة رانيا المشاط. قال. وأشار إلى أنه رغم التحديات الاقتصادية العالمية، فإن مؤشرات الأداء الاقتصادي في مصر أظهرت تحسناً كبيراً في النمو الاقتصادي في الربعين الأول والثاني من العام المالي الجاري، حيث ارتفع من 3.5% إلى 4.3%، ومن المتوقع أن يستمر النمو في الربعين الثالث والرابع، حيث من المقرر أن ينمو الاقتصاد بنحو 4% بنهاية العام.
وأشار إلى أنه للحفاظ على زخم النمو، تواصل الدولة تعزيز سياسات الاستقرار الاقتصادي الكلي وضبط المالية العامة، وتتجه نحو تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي، الذي يدعم النمو المستدام ويحسن بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار لزيادة مشاركة القطاع الخاص. وأضاف أن الهدف الأساسي للدولة هو ضمان النمو الاقتصادي بقيادة القطاع الخاص استناداً إلى القطاعات القابلة للتداول والموجهة للتصدير.
ويتوقع التقرير أن تستمر معدلات التضخم التي انخفضت إلى 12.8% في فبراير/شباط 2025 ووصلت إلى أدنى مستوى لها منذ مارس/آذار 2022، في الانخفاض كانعكاس لتشديد السياسة النقدية للبنك المركزي. ولكن ارتفاع أسعار الوقود قد يزيد الضغوط على التضخم مع التزام الحكومة باسترداد التكاليف بحلول نهاية العام بموجب برنامج مدعوم من صندوق النقد الدولي. وارتفعت الاحتياطيات الدولية الصافية أيضاً إلى 47.4 مليار دولار في فبراير/شباط 2025، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عشرين عاماً، ومن المتوقع أن تظل مستقرة.
ويتوافق التقرير الذي نشره البنك الأوروبي مع التوقعات التي أعلن عنها البنك الدولي في اجتماعاته الربيعية. وبحسب البنك الدولي، من المتوقع أن يرتفع النمو الاقتصادي إلى 3.8% في السنة المالية الحالية و4.2% في السنة المالية المقبلة. وكان صندوق النقد الدولي توقع أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 3.8% في العام المالي الحالي و4.3% في العام المالي المقبل. وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يرتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.8% في السنة المالية 2025 و4.2% في عام 2026، مدفوعاً بالتحسن النسبي في الاستهلاك الخاص وانخفاض التضخم وثقة المستثمرين.
وأضافت الدكتورة رانيا المشاط أن توقعات المؤسستين الماليتين الرئيسيتين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بزيادة نمو الاقتصاد المصري في العامين الماليين الحالي والمقبل، والتقرير الذي نشره البنك الأوروبي، تعكس النتائج الملموسة للإصلاحات الهيكلية التي تنفذها الدولة، والتي تركز على تحسين بيئة الاستثمار ودعم القطاع الخاص وزيادة قدرة الاقتصاد على مواجهة الصدمات. وأشار إلى أن الحكومة تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام يساهم في خلق فرص عمل حقيقية وتحسين مستويات المعيشة، ولهذا الغرض يجب توسيع نطاق الإصلاحات واستدامتها.
وأكد أيضاً حرص الدولة على تحقيق تحول استراتيجي نحو النمو الاقتصادي المبني على القطاعات التجارية والتصديرية من خلال تنفيذ إجراءات متكاملة لتشجيع الاستثمار وتوطين الصناعة وتبسيط إجراءات الاستثمار وتقصير فترات التخليص الجمركي.