وزيرة التخطيط تشدد على أهمية الأمن المائي في إطار رؤية مصر 2030

منذ 2 شهور
وزيرة التخطيط تشدد على أهمية الأمن المائي في إطار رؤية مصر 2030

حضرت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، افتتاح المعسكر التدريبي لرواد الأعمال في مجال المياه التابع للاتحاد الأوروبي، والذي تم تنظيمه بجامعة الإسكندرية في إطار الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع مؤسسة بريما. وحضر الحفل أيضًا سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى جمهورية مصر العربية أنجلينا آيخهورست ومحافظ الإسكندرية اللواء أحمد خالد حسن.

تهدف المبادرة إلى تحفيز المبدعين والباحثين والطلاب المصريين الشباب وتشجيعهم على تطوير حلول علمية وواقعية يمكن تطبيقها على أرض الواقع لمعالجة التحديات المتزايدة والمترابطة التي تواجه مصر في مجالات المياه والطاقة والغذاء.

وفي كلمتها، قالت الدكتورة رانيا المشحات إن هذه المسابقة تمثل نموذجاً مثالياً للتعاون المثمر بين شركاء التنمية الدوليين والمؤسسات الوطنية. كما يعكس هذا الاتفاق التزاما قويا من الجانبين بدعم الابتكار وريادة الأعمال كأدوات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصادات أكثر مرونة واستجابة في مواجهة تغير المناخ والتحديات البيئية العديدة التي نواجهها جميعا.

وأكد أن جمهورية مصر العربية تولي أهمية كبيرة للأمن المائي الذي يعد أحد أهم ركائز التنمية المستدامة والتكيف مع تغير المناخ، في إطار رؤيتها الوطنية 2030. ومن خلال وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، فإننا نلتزم بضمان التنسيق الكامل بين أولوياتنا التنموية الوطنية وأجندات التنمية والشراكة الدولية، وتعظيم استخدام الموارد المتاحة وزيادة فرص التعاون مع شركائنا الدوليين، وخاصة الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن المياه ليست عنصرا حيويا للحياة والزراعة والصناعة فحسب، بل هي أيضا أساس لا غنى عنه للاستقرار والسلم الاجتماعي. يرتبط الأمن المائي ارتباطًا وثيقًا بالأمن الغذائي، وقدرتنا على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وفرص التنمية في المجتمعات الريفية والمناطق الأكثر حاجة إلى التنمية.

وتابع: “لذلك، لا ننظر إلى المياه كقطاع خدمي فحسب، بل كعامل استراتيجي في جهودنا التنموية الشاملة. وفي هذا السياق، يُعزز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال المياه، متمثلاً في “شراكة المياه بين مصر وأوروبا”، جهود الدولة لتنفيذ رؤية طموحة قائمة على ترشيد استخدام الموارد وتحديث البنية التحتية وتشجيع الابتكار، لا سيما من خلال مبادرات مثل “الفريق الأوروبي للأمن المائي والغذائي”، الذي يهدف إلى تكامل السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالمياه والغذاء والطاقة”.

وأشاد المشاط بإطلاق “الصندوق الأخضر للاتحاد الأوروبي”، وهو برنامج جديد بقيمة 7 ملايين يورو، ويأتي في إطار دعم الاتحاد الأوروبي لمبادرة “نوافي – ترابط المياه والغذاء والطاقة”. ويشكل هذا البرنامج أحد أسس الشراكة الفعالة بين الطرفين. ويهدف البرنامج إلى زيادة الدعم الفني لمشاريع البنية التحتية الخضراء، وتعزيز التمويل المستدام من خلال أدوات التمويل المبتكرة، والمساهمة في جذب الاستثمارات الخاصة والعامة في تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، وإعادة استخدام المياه، والزراعة الذكية مناخيا وغيرها من القطاعات الحيوية.

وأشار إلى أن مبادرة “نوافي” تعد أحد أهم النماذج المصرية التي تجمع بين الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية من خلال نهج متكامل تترابط فيه ثلاثة قطاعات وهي المياه والطاقة والغذاء. ويشكل محور المياه في هذه المبادرة مكوناً أساسياً يركز على تطوير أنظمة الري الحديثة، وتوسيع استخدام المياه النقية، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة في عمليات تحلية المياه، فضلاً عن تنفيذ الإصلاحات المؤسسية والقانونية لضمان الإدارة الفعالة والحوكمة الرشيدة.

وأضاف أن مصر تعمل من خلال دليل شرم الشيخ العادل للتمويل على تضييق الفجوة التمويلية التي تعيق تنفيذ مشروعات البنية التحتية للمياه وتمهيد الطريق لفرص الاستثمار الأخضر التي تساهم في دفع عجلة التنمية وتعزيز التنافسية الاقتصادية من خلال حشد الموارد المالية من مصادر مختلفة تشمل القطاع العام والخاص وشركاء التنمية.

وأوضح أن مسابقة الاتحاد الأوروبي لرواد الأعمال في مجال المياه تشكل خطوة عملية نحو تحقيق هذه الرؤية. ومن خلال تحفيز العقول الشابة لإنتاج حلول واقعية وقابلة للتطبيق تجمع بين الأبعاد التقنية والعلمية والتجارية، فإنها تهدف إلى المساهمة في خلق كفاءات وطنية قادرة على صياغة المستقبل في هذا المجال الحيوي. وتوفر هذه المسابقة أيضًا فرصة لزيادة استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية والابتكارات متعددة التخصصات، مما يمكّن الشباب من تحويل التحديات إلى فرص تنمية تضمن مواردنا الحيوية للأجيال القادمة.


شارك