مي عبد الحميد تعرض نموذج مصر الرائد في تقديم السكن الملائم للمواطنين ذوي الدخل المنخفض

منذ 6 ساعات
مي عبد الحميد تعرض نموذج مصر الرائد في تقديم السكن الملائم للمواطنين ذوي الدخل المنخفض

شاركت مي عبد الحميد الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي والتمويل العقاري في مؤتمر “الابتكار في قطاع الإسكان الاجتماعي”.

بدعوة كريمة من آمنة بنت أحمد الرميحي وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني بمملكة البحرين، يعقد المؤتمر في مملكة البحرين خلال الفترة من 23 إلى 25 أبريل 2025، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تحت شعار “احتياجات المجتمع كمحرك لتنمية الإسكان الاجتماعي”.

وتناولت مي عبد الحميد، التي حضرت المؤتمر، التجربة المصرية على حدة، مؤكدة على توجه الدولة لتوفير السكن الملائم للمواطنين ذوي الدخل المحدود. ثم شارك في جلسة نقاشية حول العرض وأجاب على أسئلة هامة من الحضور.

وكان برفقته السيد أمين العريض، الرئيس التنفيذي لشركة نسيج، والسيد لويس كينش، مدير الإبداع المشترك في شركة ساوثرن هاوسينج في المملكة المتحدة. وحضر كلمته السيدة آمنة بنت أحمد وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني في البحرين، والسيد عبدالله طالب مدير عام بنك الإسكان البحريني، وعدد كبير من كبار المسؤولين من حكومة البحرين ودول الخليج، والسيد المهندس. رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة العاصمة الإدارية للتطوير العمراني خالد عباس.

وفي عرضها الفردي، استعرضت الأستاذة مي عبد الحميد التجربة المصرية الرائدة في تنفيذ برنامج الإسكان الاجتماعي، والذي يهدف إلى توسيع نطاق مشاريع الإسكان والاستجابة الفعالة لاحتياجات المجتمعات المحلية ذات الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة. نجح الصندوق في إنجاز بناء 725 ألف وحدة سكنية للمواطنين ذوي الدخل المحدود و33 ألف وحدة سكنية للمواطنين ذوي الدخل المتوسط. علاوة على ذلك، ومن خلال اعتماد آليات تمويل مبتكرة بأسعار فائدة منخفضة وتقديم الدعم النقدي وغيره من أشكال الدعم للفئات المستهدفة، نجحت المؤسسة في توفير السكن اللائق لـ 650 ألف مستفيد (أي ما يعادل أكثر من 3 ملايين مواطن).

وأكد مدير عام صندوق الإسكان الاجتماعي والتمويل العقاري أن الصندوق يولي أهمية خاصة لقياس الأثر الاجتماعي لمشاريعه. يتم تقييم جودة حياة السكان من خلال فحص قرب المساكن من أماكن العمل والخدمات الحيوية مثل المدارس والمستشفيات. يوفر الصندوق وحدات سكنية على بعد 45 دقيقة من أماكن العمل، مما يساعد على تقليل الوقت وتكلفة التنقل اليومي. وأوضح أن الصندوق اعتمد نهجاً تشاركياً، تضمن إشراك المواطنين في تقييم جودة تنفيذ المشاريع، وتنظيم الزيارات الميدانية، وتوفير قنوات اتصال متعددة لتلقي الشكاوى والملاحظات. ويساعد هذا على زيادة فعالية البرامج وضمان توافقها مع الاحتياجات الحقيقية للفئات المستهدفة.

وأوضح أن إجمالي عدد المستفيدين من القطاع الخاص بلغ 48%، والقطاع العام 29%، وأصحاب المهن الحرة 23%، وبلغت نسبة المستفيدات من الإناث 24%. يساهم البرنامج في خفض نسبة السكن غير المسجل بنسبة 85 بالمائة.

وأوضحت مي عبد الحميد أن 85% من الوحدات التي تم تنفيذها ضمن البرنامج الرئاسي للإسكان «سكن لكل المصريين» منذ إطلاق البرنامج عام 2014 كانت في المدن الجديدة، بينما تم تنفيذ 15% في المحافظات.

أعلن مدير عام صندوق الإسكان الاجتماعي والتمويل العقاري أن عدد الشكاوى وطلبات المعلومات التي وصلت لنظام الشكاوى بالصندوق بلغ 117.744 شكوى في عام 2024، وتم الرد عليها ومعالجتها ومتابعتها، بما يضمن حصول كل مواطن على حقه، ويستطيع الصندوق التعرف على المشاكل التي يواجهها العملاء. وأوضح أن مركز الاتصال استقبل 13 مليون مكالمة منذ عام 2015، كما استقبل 323 ألف شكوى ومعلومة منذ نهاية عام 2020، وتم الرد على 99% منها.

وأضافت مي عبد الحميد أنه باستخدام البيانات المتولدة من خلال قنوات الاتصال المختلفة للصندوق يتم تحليل تلك البيانات لتحديد المشكلات المتعلقة بالوحدات السكنية وما حولها، وكذلك المشكلات المتعلقة بأعمال الصيانة وغيرها من الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأوضح أن هذه البيانات يتم رفعها بشكل دوري إلى مجلس إدارة الصندوق لاتخاذ الإجراءات التصحيحية أو العلاجية اللازمة التي من شأنها أن تساهم في استدامة البرنامج وبما يعود بالنفع على الفئات الأكثر احتياجاً مثل المرأة والعاملين لحسابهم الخاص.

وعلى صعيد التخطيط والتنفيذ، أوضح أن الصندوق يعتمد على شراكات فعالة مع المحافظات ومنظمات المجتمع المدني لتوجيه تصميم المشاريع وفقاً لأولويات كل منطقة. كما تتعاون بشكل وثيق مع مختلف المنظمات المحلية والدولية لضمان التخطيط المناسب وتوفير الخدمات المتكاملة مثل المدارس والمرافق الصحية والنقل العام. وأوضح أوزتورك أن الصندوق يهدف إلى بناء 55 ألف وحدة سكنية خضراء من شأنها أن تقلل استهلاك المياه بنسبة 30 بالمئة، واستهلاك الكهرباء بنسبة 24-27 بالمئة، وانبعاثات الكربون بنسبة 33-39 بالمئة، والنفايات الصلبة بنسبة 70 بالمئة، وتطرق إلى أهمية دمج عناصر الاستدامة في المشاريع. ونجح الصندوق في الحصول على اعتماد نظام الهرم الأخضر لـ 25,494 وحدة سكنية، ويعمل على الحصول على شهادات اعتماد دولية مثل شهادة EDGE لـ 30,000 وحدة سكنية. ومن المقرر تنفيذ 25 ألف مشروع إسكان أخضر إضافي بحلول عام 2028، وزيادة إجمالي عدد المساكن الخضراء المستدامة إلى 80 ألفًا.

وفي ختام كلمتها أكدت مي عبد الحميد على أهمية تبادل الخبرات الإقليمية، مشيرة إلى أن تجربة مصر في الإسكان الاجتماعي أصبحت نموذجاً يحتذى به في ربط العدالة والحماية الاجتماعية والاستدامة البيئية والتمكين الاقتصادي. وأشار إلى أن الدولة المصرية ملتزمة بمواصلة جهودها لتوفير السكن اللائق والآمن لجميع المواطنين، وخاصة الفئات الأكثر احتياجاً، من خلال آليات تمويل مبتكرة وشراكات واسعة النطاق.

وبعد الانتهاء من حديثه؛ شاركت الأستاذة مي عبد الحميد في جلسة حوارية حضرها كبار المسؤولين من العديد من الدول العربية والغربية. وأجاب على أسئلة حول المبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين” للمواطنين محدودي الدخل. وحول أهم مميزات التجربة المصرية، أكد السيسي أن مصر مستعدة لمشاركة تجربتها الرائدة في توفير السكن الملائم للمواطنين من محدودي ومتوسطي الدخل مع أي دولة مهتمة.

ومن الجدير بالذكر أن مؤتمر ابتكار الإسكان الاجتماعي جمع نخبة من أصحاب المصلحة ذوي الصلة وعدد كبير من الخبراء الإقليميين والدوليين. في جلسات المؤتمر؛ وتضمنت المواضيع التي تمت مناقشتها تبادل الخبرات بشأن أهم التصاميم والتقنيات المبتكرة في قطاع البناء، وفرص الاستثمار المتاحة للقطاع الخاص لتطوير قطاع الإسكان الاجتماعي، ودمج الاحتياجات الاجتماعية في تنفيذ برامج وخدمات الإسكان الاجتماعي، وتعزيز الآليات القانونية والإجراءات التنظيمية في هذا النموذج الإسكاني، وقطاع الإسكان الاجتماعي، والاستخدام الذكي للمساحات الأرضية لضمان مجتمعات حضرية مستدامة. وفي ختام الجلسة تم تكريم الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي لمساهمته الفعالة في نقل التجربة المصرية للمشاركين.

وحضر المؤتمر نخبة من المتحدثين الدوليين المتخصصين في قطاع الإسكان الاجتماعي، إلى جانب عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين من القطاعين العام والخاص من داخل وخارج مملكة البحرين. وشارك في المعرض أكثر من 30 جناحاً للجهات الحكومية والبنوك التجارية وشركات التطوير العقاري.


شارك