تفاصيل تقرير لجنة الإسكان بشأن إنشاء قاعدة بيانات الرقم القومي للعقارات

يناقش مجلس النواب غدا الأحد تقرير مشروع قانون إنشاء قاعدة بيانات عقارية وطنية موحدة، الذي أعدته اللجنة المشتركة من لجنة الإسكان والخدمات العامة والبناء ولجنة الحكم المحلي، ولجنة الدفاع والأمن الوطني، ولجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولجنة التخطيط والموازنة، ولجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، والمقدم من الحكومة.
وأكدت اللجنة أنه في إطار التوجه الاستراتيجي للدولة نحو التحول الرقمي والتنمية المستدامة وجهود مختلف المؤسسات لتطوير البنية التحتية المعلوماتية وإجراء التحول الرقمي الشامل، فإن مشروع الرقم العقاري الوطني الموحد يشكل خطوة استراتيجية مهمة تهدف إلى تنظيم وتوثيق الثروة العقارية في مصر بشكل دقيق وموحد، باعتبار العقارات من أهم الموارد الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
وأكد أن الرقم الوطني للعقار ليس مجرد رقم تسلسلي، بل هو أداة ذكية تربط العقار بمنصة معلوماتية تتضمن كافة التفاصيل الفنية والقانونية والإدارية المتعلقة بالعقار، مثل بيانات الموقع والاستخدام والملكية والتراخيص والمخالفات وجميع أنواع الإجراءات المتخذة ضده. ويرتبط هذا الرقم إلكترونيا بجميع المؤسسات ذات الصلة مثل السجل العقاري والخدمات العامة والسلطات المحلية ووزارة العدل ومكتب السجل العقاري وغيرها.
ذكر تقرير اللجنة: “بعد وضع إطار قانوني دقيق وشامل لإنشاء نظام وطني موحد للأرقام العقارية، يُعدّ هذا النظام من المبادرات التشريعية الرائدة التي تهدف إلى محاكاة العديد من الدول المتقدمة في إنشاء قاعدة بيانات مركزية متكاملة للعقارات من خلال تخصيص رقم وطني فريد لكل عقار، مما يُسهم في التغلب على التحديات التي يواجهها النظام العقاري التقليدي. وتتجلى هذه التحديات في تعدد مصادر البيانات، وتضارب المعلومات، وضعف التنسيق بين الجهات المعنية، وتكرار النزاعات على الملكية، بالإضافة إلى صعوبة تتبع المعاملات العقارية أو حصر أملاك الدولة والأفراد بدقة. والأهم من ذلك، أنه يُساعد الدولة وأجهزتها المختلفة على توفير الخدمات لهذه العقارات وربط البنية التحتية.”
وأكدت اللجنة في تقريرها أن فلسفة مشروع القانون تتمثل في تحقيق رؤية مصر 2030 والتي تهدف إلى تحقيق التحول الرقمي وتحسين بيئة الأعمال وضمان الحوكمة الشاملة في إطار سيادة القانون. ويتم ذلك من خلال إنشاء بصمة عقارية تتمثل برقم وطني موحد للعقار، من خلال قاعدة بيانات وطنية موحدة ومركزية لجميع أنواع العقارات. وبهذه الطريقة، يهدف إلى تحقيق أهداف مختلفة مثل قياس حجم الأصول العقارية وتصنيفها بشكل صحيح، والمساهمة في تحديد متطلبات البناء والتراخيص، ورصد المخالفات الخاصة بكل عقار والحد من هذه المخالفات.
الهدف من مشروع القانون هو؛ للمساهمة في تحديد ضريبة العقارات وضريبة الأملاك العقارية بدقة وعدالة، وتحديد بيانات الاستهلاك الفعلي للخدمات الأساسية لكل عقار والتوصل إلى القيمة العادلة لفاتورة هذه الخدمات وفقاً لطبيعة النشاط والاستخدام، وتنظيم التقسيم الإداري لكل جهة، وتسهيل عملية تسجيل العقارات نظراً للزيادة المتوقعة في أنشطة التمويل العقاري والمساهمة في حركتها التجارية، وتحسين البنية التحتية وربط العقارات في كل منطقة بالمباني والخدمات والمرافق الترفيهية فيها، وتسهيل استخدام المنصات الإلكترونية للخدمات الحكومية لإنجاز المتطلبات المتعلقة بالعقارات دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع مختلف مقدمي الخدمات.
في حين تم تعريف المفاهيم التي يتضمنها مشروع القانون في المادة الأولى، فقد أوضحت المادة الثانية أن الغرض الرئيسي من مشروع القانون هو إنشاء رقم وطني واحد لكل عقار مسجل أو غير مسجل في الدولة وربطه بجميع البيانات القانونية والفنية والإدارية، مما يجعل هذا الرقم المرجع الوحيد في تحديد العقارات.
كما نصت المادة على أن نطاق تطبيق القانون يشمل كافة أنواع العقارات سواء كانت سكنية أو تجارية أو صناعية أو زراعية. من الضروري استخدام الرقم الوطني للملكية في كافة المعاملات الرسمية.
وتنص المادة 3 على أن تحدد الجهة المختصة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بالتنسيق مع وزارة النقل وتكنولوجيا المعلومات وجميع الوزارات والمؤسسات والهيئات ذات الصلة الأخرى مكونات الرقم الوطني الموحد، ووسائل تحديد الممتلكات بموجب هذا الرقم، ووسائل وآليات تحديث قاعدة البيانات.
المادة الرابعة: تشكل لجنة يصدر بتحديد تشكيلها ونظام عملها قرار من رئيس مجلس الوزراء لدراسة واقتراح الآليات والأدوات الكفيلة بضمان ربط وتكامل عناصر الرقم الوطني الموحد للملكية مع الحدود الإدارية والقانونية للمحافظات.
وبموجب القانون، سيكون مجمع إصدار البطاقات الذكية والآمنة مسؤولاً عن إصدار البطاقات أو اللوحات التي تحدد العقار وفقاً لرقم وطني واحد. وقد تم تحديد الجهة المسئولة عن تسليم البطاقات أو وضع اللوحات، ويحظر إتلافها أو العبث بها أو تغييرها من قبل أي شخص غير الموظف المختص، شريطة أن يكون ذلك بناء على الإذن الممنوح من الجهة التي ينتمي إليها. كما يجوز تحصيل التكاليف والنفقات اللازمة لإعادة توفيرها أو إعادتها إلى حالتها الأصلية أو تصحيح بياناتها عن طريق الحجز الإداري.
المادة 7 تلزم المؤسسات والهيئات العامة والأشخاص الاعتبارية والمنظمات التي تقدم خدمات عامة للجمهور أو تدير مرافق عامة بإجراء معاملاتها المتعلقة بالعقارات برقم وطني واحد. ويعتبر هذا الرقم من البيانات الأساسية التي يجب توافرها لقبول طلب التسجيل في السجل العقاري أو لتقديم الخدمات العامة الأساسية.
كما نصت المادة 8 على أنه يجب على الجهات الاعتبارية العامة والخاصة والأشخاص الطبيعيين إتاحة البيانات أو الوثائق التي بحوزتهم بشأن إنشاء وتحديث بيانات الرقم العقاري الوطني الموحد خلال المدة المحددة، وذلك دون الإخلال بأحكام قانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020 وبما لا يتعارض مع متطلبات الأمن الوطني.
وتفرض المادة 9 استخدام الرقم الوطني الموحد للعقار على صاحب العلاقة في جميع أنواع المعاملات التي تتم على العقار، ويعاقب كل من أتلف البطاقات أو لوحات الهوية الخاصة بالعقار وفقاً للرقم الوطني الموحد أو زورها أو غيّرها أو بياناتها دون إذن خاص، وتشدد العقوبة إذا ثبت أن الفعل كان عمدياً، كما يعاقب في حالة عدم تقديم البيانات أو المستندات المتعلقة بإنشاء أو تحديث قاعدة بيانات الرقم الوطني الموحد، وفي حالة التكرار تضاعف العقوبة.
تتضمن المادة 11 المدة اللازمة لتسوية أوضاع الخاضعين لأحكام هذا القانون وتاريخ بدء سريان هذه المدة، ويجوز تمديدها لمدة لا تتجاوز مدة معينة.
المادة 12 – على رئيس مجلس الوزراء إصدار اللائحة الخاصة بهذا القانون خلال ستة أشهر من تاريخ نفاذ أحكام هذا القانون، بناء على اقتراح مشترك من رئيس مركز التنظيم والإدارة ووزير الدفاع الوطني ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزير التخطيط والتنمية الاقتصادية.