نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي ماكرون

منذ 3 أيام
نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي ماكرون

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار زيارته الرسمية رفيعة المستوى لمصر. وقد أقيم حفل استقبال رسمي، وعزفت النشيد الوطني، وتم استعراض حرس الشرف.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي، أنه عقب المباحثات الثنائية، عقدت جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدين من البلدين. ووقع الرئيسان أيضًا إعلانًا مشتركًا للارتقاء بالعلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وشهدا توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين.

وعقب المحادثات عقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا. وفيما يلي نص كلمة الرئيس في المؤتمر الصحفي:

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، السيدات والسادة، يسعدني أن أرحب بصديقي وضيفي الكريم، رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، والوفد المرافق له، في زيارته الرسمية رفيعة المستوى إلى مصر. وتعكس هذه الزيارة بوضوح مسيرة طويلة من التعاون الثنائي المثمر بين مصر وفرنسا في كافة المجالات التي تخدم مصالح البلدين الصديقين. وتوجت اليوم بالإعلان عن رفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية. وتعد هذه خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك وفتح آفاق جديدة تخدم مصالح البلدين وتطلعات الشعبين الصديقين. السيدات والسادة، خلال اجتماعاتنا، استعرضنا العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر وفرنسا وناقشنا كيفية تطوير هذه العلاقات في كافة المجالات ذات الأولوية، وخاصة تعزيز وتكثيف الاستثمارات الفرنسية في مصر. وأكدنا بشكل خاص على أهمية زيادة مشاركة الشركات الفرنسية في الأنشطة الاقتصادية في مصر، خاصة في ضوء الخبرة التي اكتسبتها هذه الشركات في مصر خلال العقود الأخيرة. وأكدنا أيضاً على ضرورة زيادة التعاون المشترك ودفع التنمية الاقتصادية من خلال الاستفادة من نتائج المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي الذي يعقد اليوم. واتفقنا أيضًا على أهمية تنفيذ جميع جوانب شراكتنا الاستراتيجية الجديدة، بما في ذلك الدعم المتبادل للمناقصات الدولية، وتوطين قطاع السكك الحديدية، وزيادة فرص التعاون في مجالات التدريب الفني والمهني، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإنتاج الهيدروجين الأخضر. وخلال المحادثات تم التأكيد على أهمية التعاون القائم بين مصر وفرنسا في مجال الهجرة، وتم التأكيد على ضرورة دعم مصر التي تستضيف أكثر من تسعة ملايين لاجئ في جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية. وفي هذا السياق، أرحب بدعم فرنسا لمصر، والذي ساهم في القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي مؤخراً بتخصيص الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي الإجمالية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر، والتي تبلغ قيمتها 4 مليارات يورو. ويعكس هذا التقدير العميق للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، ويؤكد الدور الحيوي الذي تلعبه مصر كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط وجنوب البحر الأبيض المتوسط والقارة الأفريقية. وفي هذا السياق، نتطلع إلى استكمال الإجراءات اللازمة لتوزيع هذه الدفعة في أقرب وقت ممكن. الضيوف الكرام، لقد ناقشنا بعمق التطورات الإقليمية والدولية مع الرئيس ماكرون، وخاصة الوضع المأساوي في قطاع غزة. وأكدنا على ضرورة استعادة وقف إطلاق النار فوراً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة، وإطلاق سراح الرهائن. واتفقنا أيضًا على رفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. وناقشت مع السيد الرئيس ماكرون الخطة العربية لتحرير قطاع غزة وإعادة إعماره. واتفقنا على تنسيق الجهود المشتركة لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تعتزم مصر استضافته بعد انتهاء الصراع في قطاع غزة. وسيتم خلال الزيارة الاطلاع على جهود مصر في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة. وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن امتناني وتقديري للجانب الفرنسي على دعمه المتواصل لأشقائنا الفلسطينيين. سيداتي وسادتي، أود أن أؤكد مرة أخرى أنه من المستحيل تحقيق الاستقرار والسلام الدائم في الشرق الأوسط طالما بقيت القضية الفلسطينية دون حل وما دام الشعب الفلسطيني لا يزال يواجه ويلات الحروب المدمرة التي تدمر أسسه وتحرم الأجيال القادمة من آمالها في مستقبل أكثر أمنا واستقرارا. وفي هذا السياق، بحثنا مع الرئيس ماكرون سبل إيجاد أفق سياسي موثوق لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأنا منفتح على أي جهد في هذا الصدد. أصدقائي الأعزاء، خلال اجتماعاتنا، ناقشنا أيضًا التطورات في سوريا ولبنان. واتفقنا على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأن تكون العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية شاملة وتضمن مشاركة جميع مكونات الشعب السوري. وفي هذا السياق تم التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية. وأكدنا أيضاً دعمنا لجهود الرئيس اللبناني الجديد وحكومته لضمان الاستقرار وتلبية تطلعات الشعب اللبناني الشقيق. وأكدنا على أهمية تصميم كافة الأطراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والالتزام الكامل بالقرار الدولي رقم 1701 وتنفيذه دون تمييز. كما ناقشت مع السيد الرئيس ماكرون التطورات المتعلقة بملف الأمن المائي. وأكدت على موقف مصر الثابت الذي يؤمن بأن نهر النيل رابط تاريخي وجغرافي يوحد دول الحوض. ولذلك تعمل مصر على الحفاظ على التعاون بين دول الحوض بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي ويحقق مصلحة الجميع. ونظراً لطبيعة مصر الخاصة التي تعتمد اعتماداً كلياً على مياه نهر النيل، حيث يعتبر هذا النهر شريان الحياة لمصر وشعبها. كما ناقشنا الوضع في السودان الشقيق، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية في منطقتي الساحل والقرن الأفريقي. وفي هذا السياق، اتفقنا على ضرورة تكثيف التعاون بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في هذه المناطق، وبالتالي تحقيق تطلعات بلدانها وشعوبها إلى مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا. وأكدنا عزم مصر وفرنسا على استعادة حركة الملاحة البحرية الطبيعية عبر قناة السويس ومنع السفن التجارية من استخدام طرق بحرية بديلة أطول وأكثر تكلفة نتيجة للهجمات على بعض السفن في مضيق باب المندب بسبب الحرب الدائرة في غزة. وبالإضافة إلى آثاره السلبية المباشرة على التجارة الدولية وسلاسل التوريد العالمية، فقد تسبب هذا الوضع في خسارة مصر ما يقرب من 7 مليارات دولار من عائدات قناة السويس بحلول عام 2024. صديقي العزيز، الرئيس ماكرون، إنه لمن دواعي سروري البالغ أن ألتقي بك اليوم وأرحب بك مرة أخرى في مصر. وأود أن أعرب عن اعتقادي بأن زيارتكم والتوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين بلدينا في مختلف القطاعات سيشكل بداية جديدة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر وفرنسا. إننا نشهد فترة واعدة يشكل فيها تعزيز الروابط التاريخية والعميقة من الصداقة بين شعبي مصر وفرنسا محور ترسيخ التعاون المتبادل المنفعة. شكراً جزيلاً..


شارك