“العمولة الصفرية”.. هل هي حقيقة أم تلاعب من شركات السمسرة؟ خبراء يوضحون
تباينت آراء خبراء الأسواق المالية، الذين تحدث إليهم NNI مصر، حول مدى مشروعية مصطلح “العمولة الصفرية”، الذي انتشر مؤخرًا بين شركات الوساطة المالية، في ظل التحديات الحالية التي تواجه شركات الوساطة المالية.
ويبلغ عدد شركات الوساطة المالية 119 شركة إلا أن أكبر 10 منها تسيطر على حصة سوقية تصل إلى 89.5% من حيث قيم التداول للسوق الرئيسي وسوق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وما فوق. عداد. وبحسب تقرير صادر عن البورصة حول ترتيب شركات الوساطة المالية للفترة من بداية العام وحتى 30 سبتمبر 2024، فإن هذه المعاملات الرفية حصراً.
طرق غير مشروعة
قال محمد كمال، عضو مجلس إدارة شركة النخبة للاستشارات المالية، إن انتشار مصطلح “العمولة الصفرية” في السوق المحلية في الآونة الأخيرة هو مصطلح يعتمد على أساليب غير مشروعة – في حالة عدم تحميلهم أي نوع من العمولة التي تستخدمها شركات الوساطة لجذب عملاء جدد.
وأضاف أن استخدام هذا المصطلح من قبل الشركات أمر غير قانوني؛ وذلك لأنهم يعتمدون على تقديم الخدمة المجانية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها شركات الوساطة المالية والمتمثلة في العبء المالي المتزايد على الشركات وانخفاض عدد العملاء في الشركة مما يؤدي إلى انخفاض قيم التداول من قيادة الشركة.
وأضاف كمال أن اعتماد بعض الشركات على تقديم الخدمة مجاناً يوحي بأنها تستفيد بشكل غير رسمي من منافذ أخرى لتعويض خسائرها الناجمة عن تقديم الخدمة دون عمولة أو استغلال العملاء لتحقيق مصالحها. مما يضر تجار هذه الشركة بالدرجة الأولى ويؤثر بالسوق المحلية بشكل ثانوي.
وأضاف أنه من المبرر أن تلجأ بعض الشركات إلى مصطلح “العمولة الصفرية” وتطبيقه على العملاء الجدد لفترة زمنية معينة من أجل ضمان بقاء العميل في الشركة، خاصة بعد أن قررت الشركة فرض رسوم لجنة مرة أخرى مبرر غير دقيق. لأن العميل الذي يلجأ إلى الشركات التي لا تقدم العمولة سيتحول إلى شركة أخرى تقدمها إذا تمت الموافقة على العمولة بعد فترة تداول داخل الشركة.
التلاعب بالمصطلحات لجذب العملاء
وقال حسام الغايش، العضو المنتدب لشركة إدارة المحافظ والصناديق الاستثمارية، لNNI مصر، إن مصطلح العمولة الصفرية ليس واقعيا؛ وبما أن الشركات تتلاعب بالمصطلحات مع التخلص من الأعباء الإدارية، يتم فرض عمولة على الأدوات المالية وغيرها لتعويض الخسائر الناجمة عن استخدام هذا المصطلح لجذب عملاء جدد، خاصة من فئة الشباب.
وأوضح أن دخل شركات الاستثمار في السوق المحلية ينقسم إلى ثلاثة مجالات: أمناء الحفظ في حال كان لدى الشركة أمين حفظ، وتكاليف إدارة العمليات التي يتم اللجوء إليها عند تطبيق عمولة صفر، والتكاليف المتعلقة بالأدوات المالية تختلف آلياتها تطبيق كل عمولة والنسب المقررة من شركة إلى أخرى.
وأضاف: «إذا لم يكن لدى الشركة بنك حفظ خاص بها، يتم التعاقد مع أحد البنوك وتقسم العمولة بين الشركة والبنك».
وتابع الغيش أن بعض شركات الوساطة تنازلت عن التكاليف الإدارية التشغيلية، والتي يبلغ متوسطها 20 جنيها مصريا لكل فاتورة، مقابل تحصيل عمولة على الأدوات المالية مثل أدوات T-Plus One وT-Plus Zero، حيث تكون هذه الاشتراكات مفتوحة وتبلغ تكلفة هذه الأدوات ما يصل إلى 100 جنيه شهريًا. تصل الرسوم السنوية إلى 600 جنيه مصري وتختلف من شركة إلى أخرى.
وأكد أن شركات الوساطة التي تعتمد على عمولة عادية قدرها 3 في الألف تستبعد فرض عمولة على الأدوات المالية التي توفرها لعملائها.
وأضاف الغايش أن شركات الوساطة تحقق أيضاً إيرادات من فتح العقود، سواء كانت عقوداً عادية أو عقود شراء بالهامش.
وأوضح أن جميع هذه العمولات تختلف من شركة إلى أخرى، وقد تتنازل الشركة عن نوع واحد من العمولات مقابل تحصيل عمولة في جانب مختلف.
ويقصد بمصطلح “الشراء بالهامش” أن تقوم شركة الوساطة بتوفير التمويل اللازم لسداد جزء من ثمن الأوراق المالية المشتراة نيابة عن العميل مما يساعده على زيادة قدرته الشرائية حيث تقوم شركة الوساطة بدعم المستثمر بما يصل إلى الحد الأقصى لمبلغ 50% من قيمة الأوراق المالية المشتراة و80% من قيمة السندات الحكومية.
وأكد أن مصروفات هيئات سوق المال ممثلة في البورصة وشركة مصر للمقاصة والحفظ المركزي والهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة هي نسب ثابتة لا يمكن تغييرها (وتستفيد شركات الوساطة من ذلك). لا) والحد الأدنى هو 1.5 جنيه لكل معاملة تتم سواء شراء أو بيع.