فرنسا تمنع دخول الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة بسبب دعم فلسطين

منذ 14 أيام
5 مايو 2024 - 3:47 AM
فرنسا تمنع دخول الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة بسبب دعم فلسطين
غسان أبو ستة

عندما تتعثر الجهود الإنسانية والطبية بالبيروقراطية والمعوقات السياسية، يتحوّل الأمل إلى صعب المنال، هذا ما يواجهه الجراح البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة، الذي تم منعه مؤخراً من دخول فرنسا للمشاركة في مؤتمر برلماني هام حول الوضع الإنساني في فلسطين.

بينما كان ينوي غسان أبو ستة تقديم مساهمته القيمة في تعزيز الوعي بالمعاناة الطبية في فلسطين، وفي تبني سبل للتحسين، واجه عقبة جديدة على طريقه، لم يمنعه فقط الحظر الذي فرضته ألمانيا، بل تم منعه الآن أيضاً من دخول فرنسا، حيث كانت خطوته التالية لتقديم رؤيته في مجلس الشيوخ الفرنسي.

السلطات الفرنسية أبلغت أبو ستة، عميد جامعة غلاسكو في اسكتلندا، أن ألمانيا قد فرضت حظراً عليه لمدة عام على دخول دول الاتحاد الأوروبي، حيث أن هذا الحظر لم يقتصر فقط على فرنسا، بل كان له تأثيره على خططه الطبية الإنسانية في القارة بأكملها.

رغم أن مسعاه لمساعدة المحتاجين في غزة كان واضحاً، فإن البيروقراطية والسياسة تبدو أقوى، فبعد أن أمضى 43 يوماً يعالج المصابين في قطاع غزة، كان يفترض بأبو ستة أن يشارك في مؤتمر يتناول "مسؤولية فرنسا في تطبيق القانون الدولي في فلسطين"، ولكن الآن تبدو هذه الجهود عالقة في مطارات أوروبا بمنع دخول غسان أبو ستة فرنسا.

وقد أثار هذا الإجراء القمعي استياء واسع النطاق، فقد وصف النائب في حزب فرنسا الأبية ديفيد جيرو، منع أبو ستة بأنه "مخزٍ"، مؤكداً أهمية شهادته بشأن الوضع في غزة.

ولم يكتف النائب توماس بورتس بالتعبير عن استيائه فقط، بل وصف بقاء الجراح الفلسطيني عالقاً في مطار باريس بـ"الأمر المخزي".

من جهته، وصف غسان أبو ستة الوضع بأنه "مخجل"، ووجه سؤالاً مباشراً إلى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، مطالباً بالتدخل لحماية حقوقه كطبيب وكمدافع عن حقوق الإنسان.

يبدو أن العوائق التي تواجه أبو ستة لا تقتصر على فرنسا وألمانيا فحسب، بل تمتد إلى أوسع نطاق، حيث سبق له ولوزير المال اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس أن تعرضا للمنع من دخول ألمانيا أيضاً، بزعم "منع أي دعاية معادية للسامية ومعادية لإسرائيل".

مع كل عراقيل البيروقراطية والسياسة، يبقى السؤال الملحّ حول كيفية تحقيق التغيير الإنساني الذي ينشده أبو ستة وأمثاله.

هل يمكن أن تتجاوز الأجندات السياسية الضيقة والبيروقراطية العقبات التي تواجه الجهود الإنسانية؟ وهل يمكن أن تتفهم الحكومات الأوروبية أهمية الدور الطبي والإنساني في مناطق النزاع؟ إنها أسئلة تتطلب إجابات، ولكن في الوقت الحالي، يبدو أن إرادة المساعدة الإنسانية تواجه عقبات صعبة للغاية.


شارك