تعرف على رحلة أحمد نعينع مع القرآن بعد تعيينه شيخًا لعموم المقارئ المصرية

من كفر الشيخ، أتى إلينا صوتٌ ملائكي من حنجرة طفل صغير، تاركًا لنا نغمةً ساحرة تمس القلوب. بعد سنوات قليلة، أصبح القارئ الطبيب أحمد نعينع أسطورة تفوقت على الزمن في فن التلاوة، واسمٌ يحفر في ذاكرة المصريين والعالم الإسلامي.

مولده ونشأته

وُلد الدكتور أحمد نعينع في مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ عام 1954، مُنطلقًا من عائلة ذات سمعة مرموقة، حيث كان والده من تجار المركز ورئيس جمعية قباني كفر الشيخ.

بدأ الدكتور نعينع رحلته مع القرآن الكريم في سن مبكرة، وهو بالكُتاب في الرابعة من عمره. أتم حفظ القرآن كاملاً قبل سن الثامنة. تعلم التجويد تحت إشراف الشيخ أحمد الشوا، وواصل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مطوبس، موازنًا بين التعليم الديني والدراسة النظامية.

الطبيب القارئ

حصل الدكتور أحمد نعينع على شهادة الثانوية العامة من مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، ثم انطلق إلى كلية الطب بجامعة الإسكندرية. هناك، برع في دراسته وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في طب الأطفال، وعمل بعد تخرجه بالمستشفى الجامعي بالإسكندرية.

بين كلية الطب ودروس التجويد

لم يفصل بين حبه للطب وعشقه لتلاوة القرآن الكريم؛ فجمع بين دراسة طب الأطفال وعلوم التلاوة. أبدع في احتراف القراءات السبع بفضل تعليم الشيخ محمد فريد نعمان وزوجته الشيخة أم السعد، التي تعتبر من أشهر المحفظات في الإسكندرية.

في عام 1979، انضم الدكتور أحمد نعينع إلى الإذاعة المصرية بعد أن أثار صوته إعجاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي اختاره ليكون طبيبه وقارئه الخاص.

بفضل هذه العلاقة، كان يُرافق السادات إلى وادي الراحة في سيناء خلال اعتكافه في رمضان، حيث كان يطلب منه تلاوة سورتي طه والقصص في أجواء روحانية رائعة.

علاوة على ذلك، كانت هناك علاقة وثيقة تجمعه بالرئيس الراحل محمد حسني مبارك، حيث سافر لتمثيل مصر في عدة دول عربية وإسلامية وأوروبية.

صوتٌ لا يشيخ

رغم انقضاء 46 عامًا منذ انطلاقه في الإذاعة المصرية، يبقى القارئ الطبيب أحمد نعينع متربعًا على عرش التلاوة، حيث أسس مدرسته الفريدة والمتأثرة بشيخه مصطفى إسماعيل.

وبينما يحتفل بعامه الحادي والسبعين، لا يزال صوته الجذاب يلامس قلوب الكبار والصغار، يجمع بين العلم والإيمان، وبين رقة الطب وجلالة فن التلاوة.

مؤخراً، أصدر الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، قرارًا بتشكيل المجلس الأعلى لشؤون المقارئ، حيث تم تعيين الدكتور أحمد نعينع في منصب شيخ عموم المقارئ المصرية، إلى جانب الشيخ عبد الفتاح الطاروطى والشيخ محمود الخشت كنائبين له، وبمشاركة عدد من كبار العلماء المتخصصين في علوم القرآن الكريم.