المشاط: تعزيز مرونة الأنظمة الغذائية والارتباط بالقضايا المناخية ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة

منذ 6 ساعات
المشاط: تعزيز مرونة الأنظمة الغذائية والارتباط بالقضايا المناخية ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة

ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية في ورشة العمل الوطنية لمبادرة الأمم المتحدة للتقارب، التي تربط بين الصحة ونظم الغذاء والعمل المناخي. أطلق الأمين العام للأمم المتحدة هذه المبادرة خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتغير المناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف مواءمة تحول نظم الغذاء مع العمل المناخي لتحقيق أهداف خطة عام 2030 واتفاقية باريس. ويقود هذه المبادرة مركز تنسيق نظم الغذاء التابع للأمم المتحدة.

تعزيز مرونة النظم الغذائية

في كلمتها المصورة، أكدت الدكتورة رانيا المشاط التزام مصر بتعزيز ريادتها في ربط نظم الغذاء والتغذية وأجندة المناخ، في إطار الرؤية الطموحة لمبادرة الأمم المتحدة. وأشارت إلى تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بأنه تم بلوغ نقطة منتصف الطريق بحلول عام 2030، لكن لا يزال هناك أكثر من نصف أهداف التنمية المستدامة. ومع ذلك، أضافت أن مستقبل نظم الغذاء ومستقبل العمل المناخي ليسا مسارين متوازيين، بل هما مترابطان بعمق.

وتابعت المشاط: “لقد اختارت مصر مسارًا مختلفًا قائمًا على التكامل والابتكار والاستثمار. وقد اتُّخذت خطوات جريئة، مما جعل مصر من أوائل دول المنطقة التي أجرت حوارًا وطنيًا شاملًا حول النظم الغذائية. ومن خلال الجمع بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، أعادت مصر صياغة آلية عمل النظم الغذائية. ويشكل هذا الحوار أساس المسار الوطني”.

كما تطرق إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، والتي تعكس إيمان مصر بأن الأمن الغذائي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وجهان لعملة واحدة. كما تطرق إلى إطلاق منصة “نوافي” التي تربط بين المياه والغذاء والطاقة، ليس فقط كأداة لتحقيق التنمية، بل كأداة استثمارية حقيقية تربط بين التخطيط ورأس المال. وأوضح أن مصر تعمل من خلال “نوافي” على حشد أكثر من 14.7 مليار دولار من فرص الاستثمار المتوافقة مع أهدافها المناخية. وأشار إلى أن الأمم المتحدة ومؤسسات مختلفة أشادت بالمنصة كنموذج لترجمة الالتزامات المناخية الوطنية إلى مشاريع قابلة للاستثمار، لا سيما في مجالات الأمن الغذائي والمائي. وأكد أن مصر تمر حاليًا بمرحلة انتقالية من التخطيط إلى الشراكات، ومن السياسات إلى التنفيذ.

وأكد أنه سيتم اتخاذ خطوات إضافية نحو التكامل من خلال مبادرة الأمم المتحدة للتقريب بين أنظمة الغذاء والعمل المناخي. وأكد أن مواءمة سياسات الغذاء مع أهداف المناخ، واعتبار التغذية أساسًا للتنمية، لا اعتبارًا ثانويًا، سيعزز مرونة السياسات والاقتصادات الوطنية.

وأشار أوزتورك إلى أن كل دولار يستثمر في الحد من سوء التغذية يمكن أن يدر ما يصل إلى 16 دولارا من العائدات وفقا للتقديرات العالمية من خلال تحسين الصحة والإنتاجية والنمو الاقتصادي، مشيرا إلى مبادرة “ألف يوم ذهبية” باعتبارها نافذة ضرورية لتحقيق التنمية البشرية، قائلا إن الاستثمارات اليوم سوف تؤتي ثمارها لعقود قادمة.

أكد المشاط على الدور الحيوي للقطاع الخاص في هذه العملية، مشيرًا إلى أن الزراعة تُمثل 11% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، وتُوفر 28% من إجمالي العمالة، وبالتالي تُمثل محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي وسبل العيش في المناطق الريفية. وأكد أن فتح الباب أمام الاستثمار الخاص والابتكار في سلاسل القيمة الغذائية سيكون مفتاحًا لتحقيق الاستدامة طويلة الأمد.

استشهد المشاط بتقديرات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التي تُشير إلى أن أنظمة الغذاء والزراعة تُمثل ثلث إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكنها تتلقى أقل من 10% من تمويل المناخ. وأوضح أن مصر تعمل على سد هذه الفجوة من خلال زيادة قدرة المشاريع التي تُحقق أهداف التنمية والمناخ على جذب الاستثمارات، من خلال مبادرات مثل “نوفي” وورشة العمل.


شارك