اكتشاف مقابر جديدة من العصور اليونانية والرومانية تحمل نقوشًا هيروغليفية في أسوان

منذ 6 ساعات
اكتشاف مقابر جديدة من العصور اليونانية والرومانية تحمل نقوشًا هيروغليفية في أسوان

في إنجاز أثري جديد يُضاف إلى قائمة الاكتشافات المهمة في محافظة أسوان، اكتشفت بعثة أثرية مصرية إيطالية مشتركة، بقيادة المجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو، سلسلة من المقابر الصخرية تحتوي على نقوش هيروغليفية محفوظة جيدًا من العصرين اليوناني والروماني. تم الاكتشاف في المقبرة المحيطة بمقبرة الآغاخان بالبر الغربي من أسوان.

ونتيجة للحفريات التي أجريت خلال موسم التنقيب لهذا العام تم اكتشاف المقبرة رقم (38) والتي تعتبر من أهم المقابر المكتشفة حتى الآن من حيث تصميمها وحالتها الإنشائية حيث تقع على عمق أكثر من مترين تحت سطح الأرض ويتم الوصول إليها عن طريق درج حجري مكون من تسع درجات محاطة بمدرجات من الطوب اللبن تستخدم لوضع القرابين الجنائزية.

داخل المقبرة، كان هناك تابوت من الحجر الجيري، ارتفاعه حوالي مترين، مُثبت في منصة صخرية منحوتة مباشرة في الجبل. غطاؤه على شكل مجسم ذي ملامح وجه بشرية مميزة، مزين بشعر مستعار وزخارف خلابة. ويسجل عمودان من النصوص الهيروغليفية أدعية لآلهة محلية من منطقة أسوان، وأسماء صاحب المقبرة، كا-ميسيو، وهو مسؤول رفيع المستوى في ذلك الوقت، وأفراد عائلته.

بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على مومياوات، بما في ذلك مومياوات أطفال.

وصف وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، هذا الاكتشاف بأنه إضافة نوعية لمحافظة أسوان، إذ يعكس تنوع وثراء الحضارة المصرية القديمة على مر العصور. كما أكد على أهمية التعاون العلمي الدولي في دعم جهود التنقيب الأثري، إذ تفتح المقابر المكتشفة آفاقًا جديدة لفهم طبيعة المجتمع المحلي في أسوان خلال العصرين البطلمي والروماني، وتُبرز المكانة التاريخية للمنطقة كأحد أهم المراكز الثقافية في جنوب مصر.

صرح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن هذا الاكتشاف يُقدم دليلاً واضحاً على استمرار استخدام المنطقة لمراسم الدفن من قِبل مختلف الطبقات الاجتماعية، بدءاً من النخبة المدفونة في المقابر العليا بالهضبة، وصولاً إلى الطبقة المتوسطة المستقرة على أطراف الجبانة. كما ستوفر النقوش والقطع الأثرية المكتشفة مادة علمية ثرية للباحثين في مجال علم المصريات، وخاصةً فيما يتعلق بالعادات الجنائزية والرمزية الدينية في العصر المتأخر من الحضارة المصرية.

وأعلن الأمين العام أن المومياوات التي عثر عليها في المقابر، وبينها العديد من الأطفال، ستخضع لفحص بالأشعة المقطعية والتحليلات البيولوجية في الخريف المقبل، مما سيسهم في فهم أكثر دقة لهويات الأفراد وظروف معيشتهم وأسباب الوفاة.

قال الدكتور محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن الهضبة الواقعة أعلى التل تضم مقابر ضخمة تحت الأرض تعود إلى العصر البطلمي، مخصصة لعائلات النخبة الثرية. وقد أُعيد استخدام هذه المقابر في العصر الروماني.

وفي مواسم سابقة، كشفت البعثة عن العديد من مصاطب الدفن والمقابر المنحوتة في صخور جبال سيدي عثمان بالمنطقة، والتي تكشف عن أسلوب معماري متميز يعكس تفاعل الإنسان مع المناظر الطبيعية للموقع.

جاء هذا الاكتشاف ضمن أعمال البعثة الأثرية لهذا العام، والتي تعمل هناك منذ عام 2019. ويرأس البعثة الدكتورة باتريزيا بياسينتيني، أستاذة علم المصريات بجامعة ميلانو، والدكتور فهمي الأمين، مدير عام آثار أسوان.

وتشكل هذه الاكتشافات المتتالية في المقبرة القريبة من ضريح الآغاخان دليلاً ملموساً على الأهمية الأثرية للمنطقة وحجر الزاوية في المشهد الأثري في أسوان.


شارك