وزيرة البيئة: شرم الشيخ الخضراء حلم مصري تحقق مع استضافتنا لمؤتمر المناخ COP27

منذ 7 ساعات
وزيرة البيئة: شرم الشيخ الخضراء حلم مصري تحقق مع استضافتنا لمؤتمر المناخ COP27

كرمت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد ومحافظ جنوب سيناء اللواء الدكتور خالد مبارك، بعضًا من رواد مستثمري القطاع الخاص في السياحة والتنمية المستدامة بشرم الشيخ. وقد نظم الحفل مشروع الشرم الأخضر التابع لوزارة البيئة، بمشاركة أليساندرو فراكسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والنائب جيفارا الجافي نيابة عن حسام الشاعر، رئيس اتحاد الغرف السياحية المصرية، والدكتور علي أبو سنة، المدير التنفيذي للجهاز المصري لشئون البيئة، والمهندس محمد عليوة، مدير مشروع الشرم الأخضر، بالإضافة إلى ممثلي قطاع السياحة ورجال الأعمال في مصر. وكان الحفل جزءًا من زيارته لشرم الشيخ لافتتاح تطوير قرية الغرقانة بمحمية نبق، أحد المشاريع الرائدة في إطار مشروع الشرم الأخضر.

أوضحت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء نموذجية، وليس مجرد مدينة جميلة تستضيف فعاليات ومؤتمرات دولية كبرى. ويتحقق ذلك من خلال منظومة مترابطة كبيرة، سواء كانت طاقة أو نقل أو أنظمة إدارة النفايات أو التنوع البيولوجي. وفي قلب هذا هو الإنسان الواعي القادر على الحفاظ على الموارد وحمايتها والحفاظ عليها لتحقيق التنمية المنشودة. وأوضحت أن رحلة إعلان شرم الشيخ مدينة خضراء مرت بالعديد من الإجراءات. وعندما أُعلن في مؤتمر المناخ COP27 عن تحويلها إلى مدينة خضراء، أثبتنا للعالم أننا قادرون على عمليات التحول على مدى ثلاث سنوات.

أشار وزير البيئة إلى أن القطاع الخاص شريكٌ مهمٌّ لا غنى عنه في تحقيق الاستدامة، مشيدًا بالدور المهم الذي يلعبه أصحاب الفنادق والشركات الذين يقومون بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية. لقد واجهوا العديد من التحديات والصعوبات، أهمها ضيق الوقت، لكنهم أثبتوا جدارتهم بالمهمة، وكانوا يدا بيد معنا في كل خطوة. كما أشار إلى القطاع المصرفي الذي قدم قروضًا ميسرة لتمكين القطاع الخاص في قطاع السياحة من القيام بهذه المهمة.

أكد وزير البيئة أن تعزيز القطاع الخاص يتطلب خلق فرص وبدائل ومبادرات للتحول الأخضر، الذي ينبغي أن يكون تحولًا عادلًا لا ينطوي على ظلم مالي، وبالتالي لا يُثقل كاهل القطاع الخاص. وأشار إلى ضرورة تشجيع القطاع الخاص على مواصلة تحويل شرم الشيخ إلى مدينة تعمل بالطاقة الشمسية، وتوفير قروض ميسرة كأحد الحلول لاستكمال الرحلة، مستفيدين من مبادرة وزارة السياحة بشأن السياحة المستدامة والبيئية.

فيما يتعلق بالطاقة، صرحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مصر تهدف إلى الحصول على 42% من مزيج طاقتها من الطاقة الجديدة والمتجددة بحلول عام 2030، وفي التقرير الوطني المقدم في ديسمبر 2024، حققت مصر نحو 37% من الهدف المحدد لعام 2022. وأكدت أن الطاقة الجديدة والمتجددة تساهم في خفض انبعاثات تغير المناخ، والأهم من ذلك أنها توفر فرصًا واعدة للقطاع الخاص، وتخلق فرص عمل جديدة، وتحقق عوائد اقتصادية من خلال خفض فواتير الكهرباء. وقد عرضت الحكومة المصرية مشاريعها المستقبلية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة بحلول عام 2030، مما يعني أن مصر تسير على الطريق الصحيح. وتهدف الحكومة إلى تقديم الدعم والتمويل، ويُعد القطاع الخاص شريكًا مهمًا لإنجاح تطبيق هذه المنظومة.

شكرت الدكتورة ياسمين فؤاد محافظ جنوب سيناء على دعمه المتواصل للمحميات الطبيعية في مصر. كما شكرت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي كان دائمًا جزءًا لا يتجزأ من أسرة وزارة البيئة، لا مجرد شريك، لا سيما في الأوقات الصعبة. ساهم في تسريع وتسهيل جميع الإجراءات والجهود المبذولة لتحويل المدينة إلى مدينة خضراء.

أعرب وزير البيئة عن عميق امتنانه لرئيس اتحاد غرف السياحة، الأستاذ حسام الشاعر، الذي رافق وزارة البيئة في مسيرتها لتحويل التحديات إلى فرص، لا سيما في محمية رأس محمد. وأعرب عن إيمانه بنهج وزارة البيئة، وبادر بالاستثمار في أنشطة المحمية، مما ساهم في تعزيز مفهوم الاستدامة في تنمية المحميات، وتحقيق التوازن بين البيئة والتنمية من خلال الاستثمار في مختلف الأنشطة داخل المحميات.

وأعرب وزير البيئة عن ثقته في أن الإعلان عن المدن الخضراء الجديدة سيواصل نجاحه، مؤكدا أهمية مواصلة مسيرة مصر في حماية مواردها الطبيعية.

أعرب محافظ جنوب سيناء، اللواء الدكتور خالد مبارك، عن سعادته بالمشاركة في احتفالية الشركاء الحقيقيين في مسيرة التحول الأخضر بشرم الشيخ، من مؤسسات وطنية ودولية ورواد القطاع الخاص الذين يؤمنون بفكرة “السياحة المستدامة” ويقدمون نماذج ناجحة في هذا المجال. وأوضح أن لحظة التكريم اليوم ليست للأفراد أو المؤسسات فحسب، بل هي تكريم للرؤية والمسار الجديد الذي تنتهجه الدولة المصرية لتحويل مدنها إلى بيئات نظيفة ومجتمع واعٍ واقتصاد مستدام، بما يتماشى مع استراتيجية مصر للتنمية المستدامة “رؤية 2030” وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، التي تؤكد على أهمية الشراكات والتكامل بين القطاعين العام والخاص.

أعرب محافظ جنوب سيناء عن امتنانه وتقديره لرئيس اتحاد غرف السياحة حسام الشاعر والنائب جيفارا الجافي، اللذين مثلا الاتحاد اليوم، واعتبرا ما يمثلانه نماذج مشرفة لدور قطاع السياحة والقطاع الخاص في دعم جهود الدولة في التحول البيئي. كما شكر جميع المستثمرين الذين كان لهم أثر واضح في نجاح مشروع “شرم الشيخ الأخضر”، الذي جعل شرم الشيخ أول مدينة مصرية تنضم إلى الشبكة العالمية للمدن المستدامة التابعة للمجلس الدولي للمدن المستدامة (ICLEI). وأشار إلى أن مشروع “شرم الشيخ الأخضر” هو محور هذه العملية، التي تهدف إلى تحويل شرم الشيخ إلى أول مركز سياحي أخضر ومستدامة في مصر من خلال تنفيذ استراتيجية تنمية مستدامة للمدينة، تهدف إلى حماية الموارد الطبيعية مع تقليل انبعاثات الكربون.

دعا محافظ جنوب سيناء القطاع الخاص والشركاء إلى تنظيم ورش عمل تهدف إلى خدمة المواطنين، ودمجهم في خطة التنمية المستدامة، وتعظيم فوائد الاستدامة. وأكد على ضرورة مواصلة البناء على النجاحات المحققة، وتوسيع نطاق الوعي البيئي، ونقل هذه التجربة الناجحة إلى مدن أخرى بالمحافظة، حتى ترتقي جنوب سيناء بأكملها إلى مستوى تطلعات الدولة المصرية في التنمية المستدامة.

من جانبه، أعرب أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن ارتياحه لهذا الإنجاز، الذي تحقق بالتنسيق مع محافظة جنوب سيناء وبتمويل ومشاركة فاعلة من القطاع الخاص، والذي ساهم في زيادة سعة الطاقة الشمسية في شرم الشيخ بأكثر من عشرة أضعاف. وأشار إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل حشد شبكة واسعة من الشركاء على المستويين الوطني والدولي، بما في ذلك وزارات الخارجية والصناعة والكهرباء، بالإضافة إلى شركاء التنمية مثل الاتحاد الأوروبي واليابان ومرفق البيئة العالمي.

أكد أليساندرو على أهمية تحول الفنادق إلى الطاقة النظيفة، كالطاقة الشمسية، لما لها من أثر كبير على البيئة وصحة الإنسان. وأعرب عن تطلعه إلى تحول جميع فنادق شرم الشيخ إلى الطاقة المتجددة. وفي ختام كلمته، هنأ السيد أليساندرو الدكتورة ياسمين فؤاد على منصبها الجديد في الأمم المتحدة.

في غضون ذلك، أكد المهندس محمد عليوة أن برنامج “شرم الخضراء” يهدف إلى تحقيق التنمية الخضراء المستدامة في شرم الشيخ من خلال تطبيق تقنيات منخفضة الانبعاثات والحفاظ على الموارد الطبيعية. واليوم، نجني ثمار أكثر من عامين من العمل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومحافظة جنوب سيناء والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وأشاد عليوة بالدور الفعال للقطاع الخاص سواء بالمساهمة في تطبيق الممارسات البيئية أو الاستثمار في الطاقة النظيفة، حيث أدى تشجيع الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية إلى زيادة إجمالي قدرة المشاريع المنفذة إلى 31 ميجاوات. وساهم المشروع في تركيب أنظمة طاقة شمسية بقدرة 3.8 ميجاوات بمنحة قدرها 2.2 مليون دولار. كما قدم المشروع الدعم الفني لتركيب 11 محطة طاقة شمسية إضافية بقدرة إجمالية 3.6 ميجاوات.

كرّم وزير البيئة ومحافظ جنوب سيناء 10 فنادق طبّقت محطات طاقة شمسية، ليرتفع عدد فنادق شرم الشيخ المزوّدة بمحطات طاقة شمسية إلى أكثر من 25 فندقًا. يأتي ذلك في ظلّ تزايد إقبال فنادق شرم الشيخ على الاستثمار في الطاقة الشمسية لتوفير طاقة نظيفة وخفض تكلفة استهلاك الكهرباء. كما كُرّمت سلسلة فنادق لتخليها عن استخدام زجاجات المياه البلاستيكية واستبدالها بنظام داخلي قياسي لتنقية المياه وإعادة تعبئتها في زجاجات قابلة لإعادة الاستخدام، ولكونها أول فندق ينضمّ إلى مبادرة التخلص من زيوت الطهي المستعملة.


شارك