بعد الهجوم الصاروخي.. اتصال بين رئيس إيران وأمير قطر يعكس متانة العلاقات ويكشف عن موقف الدوحة من قاعدة العديد

في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا مقلقاً، تضمنت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسائل مطمئنة، مؤكدين على استمرار العلاقات الأخوية بين البلدين رغم تصاعد التوتر العسكري في المنطقة.
وجاء هذا الاتصال عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، الذي وصفه الرئيس بزشكيان بأنه “رد مباشر وواضح على التدخل الأمريكي في عدوان الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية”. وأكد بزشكيان أن هذا الرد لم يكن موجهاً بأي شكل من الأشكال إلى دولة قطر، التي وصفها بالشقيقة والصديقة والجارة.
وأضاف بيزشكيان بلهجة صارمة وواثقة: “لقد أدركت المؤسسة الصهيونية وأنصارها أن إيران ليست مكانا يمكن زعزعة استقراره ببضع ضربات مثل غزة أو لبنان أو سوريا”، مؤكدا أن الشعب الإيراني “سيقف شامخا ويدافع عن حقوقه المشروعة حتى النهاية”.
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده منفتحة على الحوار وتسعى إلى المفاوضات، لكنها “تعرضت للهجوم خلال هذه المفاوضات”، مؤكدا أن إيران ترفض أي مفاوضات تحت التهديد العسكري، وأن الرد من إيران ضروري قبل استئناف أي عملية سياسية.
كان رد أمير قطر واضحًا لا لبس فيه. قال الشيخ تميم: “قاعدة العديد الأمريكية في قطر لم تُستخدم ولن تُستخدم لتنفيذ أي عمل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مؤكدًا: “نحن في قطر سنمنع أي عمل يستهدف إيران انطلاقًا من هذه القاعدة”.
أكد أمير قطر أن بلاده تبذل جهودًا علنية وسرية لإنقاذ المنطقة من ويلات الحرب. وقال إن الشعب القطري يُعرب عن تعاطفه الصادق مع الشعب الإيراني بعد العدوان الإسرائيلي، ويأمل أن تكون هذه المرحلة بدايةً لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
في ختام اللقاء، تبادل الجانبان التحيات والشكر الخالص. وأعرب الرئيس الإيراني عن رغبته في لقاء أمير قطر في الدوحة قريبًا لبحث سبل تطوير العلاقات. وأكد الشيخ تميم أن قطر تنظر إلى علاقاتها مع إيران بعين الأمل والتقدير، وتتطلع إلى مرحلة جديدة من التعاون القائم على الشفافية والاحترام المتبادل.