نقابة الصحفيين تواصل مع «الأعلى للإعلام» لحل مشكلة خصم بدل جريدة «الطريق»

دعا مجلس نقابة الصحفيين، برئاسة خالد البلشي، المجلس الأعلى للإعلام، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، إلى عقد اجتماع عاجل بين المجلسين لمناقشة أزمة تخفيض رواتب 55 زميلًا في صحيفة “الطريق”، والإجراءات غير المسبوقة التي اتخذها المجلس الأعلى بهذا الشأن دون استشارة النقابة أو الالتزام باللوائح المعمول بها منذ عقود. ويهدف الاجتماع إلى إيجاد حل نهائي لهذه الأزمة يحفظ حقوق الزملاء.
أزمة الخصومات في صحيفة الطريق
جاء ذلك عبر خطاب بعثه نقيب الصحفيين خالد البلشي إلى رئيس المجلس الأعلى للإعلام المهندس خالد عبد العزيز، بهدف تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس النقابة في اجتماعه الأخير يوم الاثنين الموافق 16 يونيو 2025.
أوضح خطاب النقابة أنها حصلت على بدل تدريب وتكنولوجيا من المجلس الأعلى للإعلام في يونيو، وتم خصم مبلغ 858 ألف جنيه مصري منه. وبعد استفسار من محاسبي المجلس، أُبلغت النقابة شفهيًا بخصم بدل التدريب لخمسة وخمسين زميلًا في صحيفة “الطريق” لمدة أربعة أشهر، بأثر رجعي من مارس إلى يونيو. ويُشكل هذا انتهاكًا لحقوق الزملاء، ويهدد أوضاعهم المهنية والاجتماعية واستقرارهم، ومخالفة للقواعد المعمول بها.
منحة التعليم والتكنولوجيا
جاء في خطاب النقابة أن المجلس الأعلى للإعلام اتخذ إجراء الخصم دون إبلاغ النقابة رسميًا بأي إجراءات أو مبررات قانونية، سوى إشارات شفهية لشكوى وردت من مالك الصحيفة. وانتهت هذه الإشارة بوعد بالتواصل رسميًا مع النقابة للرد على الشكوى، وهو ما لم يحدث. ورغم ذلك، أرسلت النقابة ردًا مطولًا إلى المجلس، لكنها فوجئت بخصم الأموال المحولة للزملاء بأثر رجعي دون مراجعة، وبتسميتهم فور وصولها. هذا، بالإضافة إلى انتهاكه لحقوق الزملاء المقررة، يُحمّل النقابة عبئًا ماليًا إضافيًا من خلال خفض المخصصات للنفقات الطبية والمعاشات وغيرها.
وأكدت النقابة أن العلاقة بشأن البدل هي بين طرفين، النقابة والمجلس الأعلى للإعلام، وليس لها أي علاقة بأي مؤسسة صحفية. ويُصرف البدل للصحفي حسب عضوية النقابة، فور وصوله إلى حسابات النقابة، دون تأخير.
أكدت النقابة في رسالتها أن هذا الخصم خالف الأحكام القضائية المعمول بها، واستند إلى شكوى من مالك الصحيفة، وهو رجل أعمال سبقت له سوابق جنائية. كما ارتكبت جريمة فصل الصحفيين بأثر رجعي دون مراعاة الأصول القانونية، ودون أي تحقيق أو تقصي حقائق أو حتى استشارة أي جهة. علاوة على ذلك، لا يوجد أي أساس قانوني للخصم بأثر رجعي.
صاحب صحيفة الطريق
كما يتعارض هذا الاستنباط مع قرارات محكمة القضاء الإداري، التي أكدت أن المساعدة التعليمية والتكنولوجية لجميع أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أصبحت حقًا أصيلًا مكفولًا لجميع أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وذلك تنفيذًا لعدة قرارات قضائية، منها القرار رقم 2562 (للسنة 67) الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية – الدائرة الرابعة – جلسة 25/06/2013. وفيما يلي نص هذا القرار:
تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة لتوفير التدريب والمساعدة التكنولوجية لجميع الصحفيين المسجلين في نقابة، أيا كانت المؤسسة الصحفية التي يعملون بها، سواء كانت وطنية أو مستقلة أو متحيزة أو وكالة أنباء مطبوعة أو رقمية.
أزمة استبدال صحيفة الطريق
وقد أصبح هذا القرار نهائياً وملزماً وغير قابل للاعتراض عليه بعد رفض طلب الاستئناف المرقم 59 (سنة 36696/محكمة النقض) المقدم من الجهة الإدارية إلى الغرفة الثامنة بمجلس الدولة.
وأكدت النقابة في رسالتها أن هذا التخفيض يخالف توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالامتثال لقرار محكمة القضاء الإداري خلال مؤتمر بني سويف يوم السبت 16 سبتمبر 2023. وشدد الرئيس على ضرورة “الإسراع في تطبيق زيادة بدل التكنولوجيا لجميع الصحفيين المسجلين لدى النقابة”، مؤكدًا مطلب النقابة بصرف البدل لجميع الأعضاء، بغض النظر عن جهات عملهم.
وأوضحت النقابة في خطابها أن من بين المخالفات التي نشرها المجلس الأعلى للإعلام قيام المجلس برئاسة المهندس خالد عبد العزيز بمخاطبة النقابة لتوزيع بدلات على أحد أعضائها بناء على حكم قضائي، رغم أن التشريعات الحالية تحد من حق أعضاء النقابة في الحصول على البدلات بناء على التدريب وساعات العمل، وهو ما يتناقض مع ما حدث لزملائهم في مسلسل “الطريق”.
وأكدت النقابة أن هذا التخفيض بأثر رجعي يعد سابقة خطيرة، خاصة أن الأموال تم تحويلها من وزارة المالية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تمهيدا لتحويلها إلى حسابات الزملاء عبر النقابة.
فنّدت النقابة، في خطابها، الشكوى التي ورد فيها الخصم، مؤكدةً أنها تضمنت أخطاءً عديدة. ومع ذلك، قبل المجلس الأعلى لشؤون الإعلام ما ورد في الشكوى دون أي فحص أو تحقيق. وتلقّت النقابة شكاوى من زملاء في صحيفة “الطريق” بتلقيهم إشعارات ديون بدلًا من التعويض قبل 15 شهرًا من انضمامهم إلى النقابة. وأحالت النقابة الشكوى إلى الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الإعلام لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
كما قدمت النقابة نسخا من وثائق التأمين التي تشير إلى أن الزملاء المعنيين سيستمرون في العمل حتى بداية عام 2025، وكشفت أن رجل الأعمال المشتكي تلاعب بالبيانات التي قدمها إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وفي استمرار للمفارقات الغريبة، أبلغ المجلس الأعلى للإعلام أمين صندوق النقابة، أن النقابة صرفت بدل عام ونصف العام لاسم “أحمد صلاح عبد الجليل” عن صحيفة “الطريق”، رغم أن الشخص المذكور ليس عضواً في النقابة.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت التبريرات الشفهية للمعارضة أن الصحيفة توقفت عن الصدور وتوقف طباعتها، رغم إعلانها استئناف الصدور في الثاني من مايو/أيار وطباعة عدد واحد منها.
قانون منحة التعليم والتكنولوجيا لاتحاد الصحفيين
أكدت النقابة في خطابها اعتماد ميثاق توزيع المنحة عند تولي الأستاذ كرم جبر رئاسة المجلس الأعلى للإعلام. ونص الميثاق على صرف المنحة لجميع أعضاء النقابة في برامج التدريب والإقامة في مصر. ووقع على هذا الميثاق أعضاء المجلس الأعلى للإعلام السابقون والمستشار القانوني آنذاك، بحضور المستشار ياسر المعبدي، الأمين العام.
واختتمت النقابة رسالتها بالقول إن هذه الإجراءات التي اتخذها المجلس الأعلى للإعلام تشكل مخالفة للقواعد والأعراف السابقة على إقرار اللائحة الجديدة، فضلاً عن القرارات والتوجيهات الرئاسية المتكررة التي رحب بها المجلس الأعلى للإعلام رسمياً.
أخيرًا، تؤكد نقابة الصحفيين تمسكها التام بحقوق زملائها، ورفضها القاطع لأي مساس بمكتسباتها الراسخة. وتؤكد على ضرورة احترام الأحكام القضائية واللوائح النقابية، وتدعو المجلس الأعلى إلى مراجعة الإجراءات المتخذة لحماية حقوق زملائها.