رئيس الوزراء يبرز رؤية الدولة لإنشاء مشروع «جريان» العقاري

منذ 2 أيام
رئيس الوزراء يبرز رؤية الدولة لإنشاء مشروع «جريان» العقاري

أشار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في سياق الاهتمامات العامة هذا المساء، إلى إطلاق مشروع “غريان” العقاري المهم. وفي هذا السياق، صرّح في كلمته بالفعالية بأنه على الرغم من تصريحات الحكومة، فإن الرؤية العامة لتنمية الدلتا الجديدة تتضمن مجموعة من الأراضي تعادل مساحة أربع أو خمس محافظات جديدة للاستصلاح والتصنيع الزراعي. ولذلك، وفي إطار تنمية هذه المناطق، يجري تنفيذ قنوات وترع، وتوجيه المياه المنقولة من نهر النيل إلى هذه المناطق لخدمة مشروع الدلتا الجديدة لأغراض الاستصلاح الزراعي. ولكن، وببساطة، وفي إطار رؤية أشمل، فإن المياه في طريقها لعبور الدلتا الجديدة ستمر عبر أراضٍ غير صالحة للزراعة. لذلك كانت الرؤية هي تنفيذ مشروع عقاري كبير من خلال الاستفادة من تدفق المياه في هذه المنطقة، لزيادة قيمة الأرض لهذا المشروع، لأن هذه البنية التحتية الضخمة لم يتم تنفيذها لخدمة مشروع عقاري، ولكن في إطار رؤية التنمية الشاملة في الدولة، ومن ثم الاستفادة من هذه البنية التحتية لزيادة قيمة قطعة أرض، لتنفيذ مشروع بالشراكة مع القطاع الخاص، لتنفيذ مشروع يوفر دخلاً للدولة ويغطي بعض تكاليفها، وهي الرؤية بالاستفادة من أصول الدولة التي تنفق في الدلتا الجديدة.

في السياق ذاته، أضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة استطاعت استغلال كل قطرة مياه في إطار ترشيد استخدام المياه، من خلال مشاريع مثل تبطين القنوات، ومعالجة مياه الصرف الزراعي، ومعالجة مياه الصرف الصحي التي نُفذت مؤخرًا. ونتيجةً لذلك، لدينا كمصر فرصة لزراعة مساحات أكبر بنفس الحصص المائية المتاحة، دون أي زيادة.

وأوضح رئيس الوزراء أن ما يتم تنفيذه يمثل منظومة متكاملة تتبعها الدولة، حيث نقوم بتنقية المياه منذ نحو عشر سنوات، ونتبع أساليب ترشيد المياه وعمليات الري، لنتمكن الآن من توفير أراضٍ زراعية جديدة بنفس الحصة المائية الثابتة منذ مئات السنين، وقد أثمرت هذه الخطوات عن إطلاق مشروع الدلتا الجديد، وفي الإطار نفسه وضمن نطاق هذا المشروع الضخم، وجدنا مساحة أرض تبلغ نحو 1600 فدان لاستغلالها في مشروع عقاري كبير يعود بالنفع على الدولة ويساهم في تعظيم أصولها.

أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى المؤتمر الصحفي الهام الذي عقده أمس وزراء المالية والاستثمار والتجارة الخارجية لإطلاق البرنامج الجديد لمواجهة أعباء التصدير. وفي هذا السياق، أشار إلى أن الدولة تهدف إلى تعظيم ومضاعفة الصادرات الوطنية. وفي هذا السياق، تم اتخاذ خطوات بالغة الأهمية وعدت بها الدولة المصدرين وأوفت بها. وأوضح أن البرنامج قيمته 23 مليار جنيه، وأن المستثمرين والمصدرين متضررون لأن هذا المبلغ ضئيل ولا يلبي مطالبهم. ومع ذلك، قال إن هذا نتيجة للظروف الاقتصادية. لقد وعدنا بتوزيع هذا المبلغ خلال فترة 90 يومًا، وأنهم سيتلقون المساهمة المالية بسرعة، وبالفعل تم ذلك. وأضاف أن الأهم هو البرنامج الجديد الذي سيبدأ تنفيذه في الأول من يوليو، وخلال هذه الفترة سيتضاعف الرقم إلى ما يقرب من 45 مليار جنيه. إنه برنامج جديد بآليات جديدة، حيث نشجع الشركات على زيادة وتعميق الإنتاج المحلي وقيمته المضافة، مما يؤثر على حجم الدعم المقدم لهم والحصول على مبلغ أكبر.

وتابع: شيء آخر هو أن جزءًا من هذا البرنامج سيُخصص لشركات معينة من الخارج لتأتي وتستثمر في قطاعات نحتاجها بشدة، سواء كان ذلك لتلبية الطلب في السوق المحلية أو حتى للتصدير إلى الخارج. هذه أشياء جديدة ليس لدينا القدرة عليها كدولة. كما نشجع الشركات الكبيرة التي تصدر بأعداد كبيرة. على سبيل المثال، هناك شركات تصدر مليار دولار أو أكثر وحدها. لذا يمكنني تخصيص جزء من هذا البرنامج لتشجيعهم على زيادة صادراتهم. فكر في شركة في قطاع الأجهزة المنزلية تصدر مليار دولار. أخبروني أنه إذا ساعدتنا، فسنزيد صادراتنا بنسبة 30-35٪. هذا يعني أننا سنزيد صادراتنا بحوالي 350 مليون دولار سنويًا كشركة بمفردها. لذا فإن هذا النموذج يمنحهم حافزًا استثنائيًا للعمل بجد أكبر.

أما الجزء الآخر من البرنامج المُعلن، فيتعلق بالديون المتراكمة من الفترة السابقة، والتي تبلغ حوالي 60 مليارًا. وقد أعلنا عن آلية حل هذه المشكلة مع الشركات، بما يضمن حصولها على حقوقها، حيث سيتم توفير نصف هذا المبلغ نقدًا، والنصف الآخر على شكل مبادلة بديون الدولة لهذه الشركات. فبدلًا من سداد حقوق الدولة بالدفع، سنخصمها من الديون. ولأول مرة، نعلن عن هذا البرنامج قبل شهر ونصف من بدء تنفيذه، لأننا انتهينا منه في مارس الماضي، لكننا انتظرنا لخلق حالة من التفاهم والحوار العام معهم. والحمد لله، تم قبول هذا البرنامج. أما الجزء الآخر من الإصلاحات الهيكلية المهمة، من حيث تبسيط الإجراءات والمنصة الإلكترونية، فسيعلن عنه وزير الاستثمار في المؤتمر الصحفي.

واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: “الخبر السار الذي أود أن أختتم به كلمتي هو أن البنك المركزي، ولله الحمد، أعلن عن قفزة كبيرة في تحويلات المصريين بالخارج. فقد ارتفعت التحويلات بنسبة 82.7% بين يوليو ومارس، لتصل إلى حوالي 26.4 مليار دولار، مقارنةً بـ 14.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. والحمد لله، تعكس كل هذه التطورات ثقة المصريين في استقرار الوضع الاقتصادي ونمو الاقتصاد المصري”.


شارك