بعد ستين عاماً.. ما هي طرق حصول الموساد على أرشيف الجاسوس إيلي كوهين من سوريا؟

أكد الصحافي أحمد موسى أن قضية الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين بدأت في سورية بين عامي 1961 و1965، في عهد الرئيس السوري محمد أمين الحافظ الذي تولى الرئاسة بين عامي 1963 و1965. وأشار موسى إلى أن إيلي كوهين ينحدر أصلاً من حلب في سورية.
وقال الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج “على مسؤوليتي” المذاع على فضائية “إن إن آي مصر”، إن إيلي كوهين تم تجنيده من قبل الموساد الإسرائيلي، وبدأ نشاطه الاستخباراتي في الأرجنتين، حيث التقى ببعض الأشخاص من الجالية السورية. وعاد بعد ذلك إلى سوريا وتمكن من التسلل إلى المؤسسات الرسمية، والتقى في نهاية المطاف بمسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، بما في ذلك الرئيس السوري.
وقال أحمد موسى إن الكاتب الصحفي محمد حسن هيكل كتب أن المخابرات العامة المصرية هي من وراء الكشف عن الجاسوس بعد نشر صورة للرئيس السوري السابق محمد أمين الحافظ في منطقة عسكرية، وأن كوهين كان موجوداً في الصورة أيضاً. وفي تلك الأثناء أبلغت المخابرات المصرية المخابرات السورية أن “الشخص الذي يجلس بجوار الرئيس السوري هو عميل للموساد”.
وأوضح أن الاستخبارات السورية تجسست على إيلي كوهين لفترة من الوقت، وتتبعت تحركاته. وتبين أنه قام بإنشاء محطة إرسال في العاصمة دمشق، وكان يستقبل ويرسل المعلومات من هناك. وأثار قرب هذه المحطة من السفارة الأوروبية الشكوك حولها. الرجل الذي تم اعتقاله نتيجة مراقبة المخابرات السورية، أدلى هنا بكل اعترافاته. وتضمنت الوثائق المضبوطة رسائل مشفرة ورسائل وأفلام وصور للرئيس السوري وعناصر من قوات الأمن والجيش وأفراد من المجتمع، تسجل منشآت عسكرية.
وأوضح أن حكم الإعدام بحق إيلي كوهين تم تنفيذه في 18 مايو/أيار 1965، واليوم يصادف الذكرى الستين لإعدامه.
وقال موسى “لقد فوجئنا بإعلان إسرائيل بعد 60 عاما أنها سيطرت على الأرشيف السري للجاسوس السوري إيلي كوهين”، مضيفا أن هناك وجهين لهذه القصة. أولاً، تمكن الموساد الإسرائيلي من دخول الأرشيف واستولى على 2500 وثيقة تخص كوهين. وشملت هذه الأشياء مفاتيح منزل كوهين، وساعته، وكل أوراقه ووثائقه الشخصية.
استولت إسرائيل على جميع الأدوات التي استخدمها كوهين. وبينما تُخبأ هذه الأدلة عادةً في أماكن يصعب الوصول إليها أو تُدمر، يبدو أن سوريا تركتها واستولت عليها إسرائيل، بما في ذلك وثائق الإعدام. “كيف وصل هذا الأرشيف إلى إسرائيل الآن؟” لقد تساءل.
وأضاف موسى أن “إسرائيل تزعم أنها نفذت عملية متطورة”. هناك من يزعم أن اجتماعًا عُقد يوم الجمعة الماضي بين الموساد الإسرائيلي وبعض المسؤولين في الأجهزة الأمنية السورية، وأنه تم التوصل خلاله إلى اتفاق على تسليم ملف كوهين كاملًا لإسرائيل ضمن الاتفاقيات، التي تضمنت طلبًا باستعادة رفات الجاسوس. وزعموا أن ذلك تم في إطار حسن النية بين إسرائيل والنظام السوري الجديد.