وزير الصناعة يترأس اجتماعًا موسعًا لبحث خدمة جمع المخلفات الصلبة من سفن قناة السويس

منذ 5 ساعات
وزير الصناعة يترأس اجتماعًا موسعًا لبحث خدمة جمع المخلفات الصلبة من سفن قناة السويس

ترأس نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير الاجتماع الموسع بوزارة النقل. حضر الاجتماع وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، وترأسه رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع. وأكد الاجتماع على أهمية الجهود الوطنية نحو الطاقة النظيفة بما يتماشى مع التوجهات الإقليمية والدولية.

وأوضح نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، اللواء مهندس كامل الوزير، أن الهدف من الاجتماع مناقشة احتياجات المقاولين العاملين في أنشطة جمع المخلفات، وتحديد آليات إطلاق خدمة جمع المخلفات من السفن المارة بالقناة والتخلص منها بشكل آمن من خلال الشركة المصرية لمكافحة التلوث، وحماية البيئة البحرية وفقاً للمعايير الدولية، واستمرار أنشطة المقاولين البحريين والعمل على دمجهم في المنظومة الجديدة بشكل عادل ومنظم، وأكد أنه لن يتضرر أحد من العاملين في هذا المجال تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية، قائلاً: “ليطمئن الجميع”.

وحضر الاجتماع ممثلون عن الجهات ذات الصلة بالبيئة البحرية، ومسئولون من وزارة مكافحة التلوث المصرية، ووزارة النقل، وهيئة قناة السويس، وعدد من مسئولي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وممثلون عن الشركة القابضة للنقل البري والبحري، وممثلون عن مجلس نواب السويس. وعقد الاجتماع في إطار التنسيق المشترك بهدف إرساء آليات تنفيذية فعّالة تضمن التوازن بين متطلبات حماية البيئة وتعزيز التجارة الدولية.

وأكد خلال اللقاء أن مصر عضو فعال في كافة المنظمات والمؤسسات الدولية، وطرف في كافة الاتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة. وأكد أن الدولة ملتزمة بشكل كامل بتطبيق المعايير البيئية المنصوص عليها في هذه الاتفاقيات. وأوضح أن الوزارة تضع على رأس أولوياتها تحويل جميع الموانئ المصرية إلى “موانئ خضراء”، بهدف توسيع عمليات تشغيل السفن باستخدام الهيدروجين الأخضر والأمونيا السائلة والوقود النظيف، وتقليل الانبعاثات وضمان حماية البيئة البحرية.

وأكد الوزير أن قناة السويس ممر مائي عالمي يخضع لكافة القوانين والمعايير الدولية ويجب أن يكون قدوة في التحول إلى ممر مائي أخضر ونظيف. وأشار إلى أن الهيئة اتخذت خطوات مختلفة لتوفير خدمات جمع النفايات بشكل آمن من خلال شركة مكافحة التلوث مصر، وتم الاتفاق على آليات مختلفة لتنظيم وإدارة العلاقة بين مقاولي الأعمال البحرية والشركة.

وأعلن الوزير أنه تم تقديم مقترح للشركة القابضة للنقل البري والبحري لتكون هي الجهة المنظمة في العلاقة بين المقاولين البحريين وهيئة منع التلوث المصرية لضمان نظافة وسلامة المياه في قناة السويس، وأن الدولة تدعم سياستها في هذا الشأن. كما سيحقق ذلك التزام الشركة بتدريب الموظفين والعمال المصريين العاملين في الميدان على أفضل طرق جمع المخلفات، مع حماية سبل عيش العمال، وبالتالي تحقيق التوازن بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

وأكد نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن الوزارة ستعقد اجتماعات دورية مع كافة الجهات ذات الصلة لمتابعة مرحلة تطبيق النظام وتقييم التقدم في كل مرحلة والتأكد من التزام كافة الجهات بالمتطلبات البيئية والفنية المنصوص عليها. وأضاف أن هذه المتابعة تعكس حرص الدولة على ترجمة ما تم الاتفاق عليه إلى واقع ملموس يحقق الأهداف البيئية والاقتصادية المرجوة ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للملاحة المستدامة.

وأكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن مبادرة مكافحة التلوث تستهدف إدارة المخلفات في مراحل مختلفة، بدءاً من مرحلة الجمع وحتى النقل والتدوير. وأعلنت الوزارة أنه تم الاتفاق والتنسيق مع هيئة منع التلوث المصرية بشأن آليات التخلص الآمن من كافة أنواع النفايات، وأكدت أنها تتابع عن كثب مراحل تنفيذ المشروع لضمان الالتزام بكافة الاشتراطات والمعايير البيئية. وأشار إلى أن هذا المشروع يعد نموذجاً يحتذى به للتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويمثل فرصة حقيقية لتحسين منظومة إدارة المخلفات في مصر ودعم مسار التحول الأخضر بما يتماشى مع رؤية 2030.

كما أوضح وزير البيئة كيفية التعامل مع كل نوع من النفايات في إطار منظومة الإدارة المتكاملة للنفايات، مشيرا إلى أن هناك فرقا جوهريا بين إدارة النفايات الصلبة البلدية وإدارة النفايات الخطرة. وقد نظم قانون إدارة النفايات رقم 202 لسنة 2020 هذه العملية بشكل تفصيلي، ويتم فصل النفايات الصلبة وإعادة تدويرها في مصانع خاصة، وإنتاج مواد ومنتجات جديدة قابلة للاستخدام.

أكد رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، أن خدمة جمع المخلفات والتخلص الآمن منها خطوة ضرورية نحو اعتماد الأنشطة والخدمات التي تقدمها قناة السويس طبقاً للمعايير البيئية العالمية، ووضع مصر على الخريطة الدولية في مجال الخدمات الصديقة للبيئة.

وأوضح رئيس الهيئة أن الرؤية الشاملة لتقديم خدمات جمع النفايات والتخلص الآمن منها من السفن المارة بالقناة ترتكز على إقامة شراكة مع مجموعة V اليونانية لاستثمار البنية التحتية التكنولوجية اللازمة من مرافق ووحدات بحرية صديقة للبيئة دون تحميل الدولة أي أعباء. وتخطط الشركة لاستثمار 150 مليون دولار على مدى سبع سنوات لتنفيذ المراحل المختلفة للمشروع.

وبعث اللواء ربيع رسالة طمأنة لجميع المقاولين البحريين مفادها أنه لن يتضرر أحد، وسيتم تقييم مستوى الخدمة ومراجعة التقدم بشكل دوري. وأشار إلى أن العقد تضمن أيضا بندا ينص على فسخه في حال عدم الالتزام. وأوضح الرئيس أن هذه الخدمة ستكون إلزامية على جميع السفن المارة بالقناة، مشيرا إلى أن ذلك سيزيد من عمليات جمع ونقل المخلفات، وبالتالي زيادة دخل المقاولين البحريين.

قدم فيرون فاسيلياديس، رئيس مجلس إدارة مجموعة V اليونانية، مالكة شركة مكافحة التلوث اليونانية، عرضاً تفصيلياً في الاجتماع حول تكنولوجيا جمع النفايات والتخلص منها بشكل آمن، والمراحل التي تستهدفها الشركة وحجم الاستثمار الذي تخطط للقيام به. وأعرب عن فخره بالتعاون المثمر مع هيئة قناة السويس من خلال شركة مكافحة التلوث مصر، وهي شركة مصرية رائدة تقدم حلولاً متكاملة لجمع والتخلص الآمن من النفايات.

وقال فاسيلياديس إن الشركة استثمرت أكثر من 11 مليون دولار في وحدات بحرية وبرية حاصلة على شهادات بيئية لتمكينها من بدء العمليات، فضلاً عن بناء وحدات متطورة للتخلص الآمن من النفايات وإعادة التدوير والتي تتوافق مع أعلى المعايير البيئية الدولية، وتحسين كفاءة إدارة النفايات في الممرات المائية الحيوية.

وأشار فاسيلياديس إلى أن أكثر من 90% من القوى العاملة التي تعمل بالشركة مصرية، وأنهم عازمون على تنفيذ بنود العقد بالاعتماد على العمالة المصرية. وأشار أيضاً إلى أنه تم توقيع عقود مع 46 مقاولاً محلياً لتوفير الخدمات والمعدات اللازمة للأعمال البحرية تحت إشراف شركة المواد والأعمال البحرية التابعة لوزارة النقل.

وفي السياق ذاته، قال المهندس أكد الفريق نشأت نصر، مدير إدارة الحركة بهيئة قناة السويس، أن شركة مصر لمكافحة التلوث ساهمت بشكل كبير في قدرات قناة السويس، كما كان متوقعًا. ويوفر نظاماً إلكترونياً قوياً لمراقبة تداول النفايات وتتبعها وآليات التخلص الآمن منها باستخدام تكنولوجيا متطورة ومجربة في هذا المجال، بما يتوافق مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المعتمدة من قبل المنظمة البحرية الدولية.


شارك