مصر تقدم مرافعة أمام محكمة العدل الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية

منذ 4 ساعات
مصر تقدم مرافعة أمام محكمة العدل الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية

قدمت مصر اليوم 28 أبريل 2025 مذكرة شفوية إلى محكمة العدل الدولية، بشأن الطلب المقدم من الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى المحكمة للحصول على رأي استشاري بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة. مصر، نائب وزير الخارجية للقانون الدولي والمعاهدات، السفير حاتم عبد القادر، والمستشار القانوني لوزارة الخارجية، الدكتورة ياسمين موسى.

وفي دفاعه، أكد الوفد المصري أن الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي جزء من سياسة واسعة النطاق ومنهجية وشاملة تهدف إلى ضم الأراضي الفلسطينية بحكم الأمر الواقع وفرض حلها بحكم الأمر الواقع. وأشار الوفد إلى أن هذه السياسة تتجلى في التصريحات العلنية التي أدلى بها كبار المسؤولين الإسرائيليين والتشريعات التي أقرها الكنيست، فضلاً عن الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة لإضعاف دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتجفيف مصادر تمويلها. ويهدف هذا إلى حرمان الشعب الفلسطيني من حق العودة، وهو ركيزة أساسية من ركائز حقه في تقرير المصير الذي يضمنه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأوضح الوفد المصري أن ذلك يتزامن مع استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات الإخلاء القسري والتهجير المتكرر تحت ذريعة ما يسمى “أوامر الإخلاء”، والتي أدت إلى نقل الفلسطينيين قسراً إلى مناطق محرومة من الضروريات الأساسية للحياة وحرمانهم من الوصول إلى الضروريات الأساسية للحياة والخدمات، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى جعل غزة غير صالحة للسكن.

وفي دفاعه عن نفسه، أكد الوفد المصري أن إسرائيل تستخدم سياسة الحصار الكامل وتجويع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 كسلاح ضد المدنيين في القطاع. وتستمر إسرائيل في استخدام هذا السلاح من خلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة عمداً وبشكل تعسفي، ومنع دخول الغذاء ومياه الشرب والوقود والإمدادات الطبية وغيرها من الضروريات الأساسية. ويأتي هذا التطور بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها الوحشية على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى مقتل 52 ألف مدني بريء، معظمهم من النساء والأطفال. في حين تواصل إسرائيل استهداف المدنيين والبنية الأساسية الحيوية لبقاء الشعب الفلسطيني، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها على العاملين في المجال الصحي والإنساني، مما أدى إلى انزلاق غزة إلى كارثة إنسانية.

وركزت عريضة مصر على استعراض الحجج القانونية التي تثبت وجود التزامات على إسرائيل كدولة عضو في الأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية امتيازات وحصانات أجهزة الأمم المتحدة، فضلاً عن التزام إسرائيل كقوة احتلال بتوفير وتسهيل الإمدادات والمساعدات الطارئة دون عوائق، وفقاً للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وأكد الوفد المصري أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب القانون الدولي، سواء من خلال سياستها الممنهجة في استهداف المدنيين وممثلي وكالات الإغاثة، أو من خلال الاستمرار في فرض الحواجز القانونية والإدارية التي تعيق وتقيد إيصال المساعدات الإنسانية، أو شن هجمات مباشرة على البنية التحتية الإنسانية، بما في ذلك قصف معبر رفح، بهدف الاستيلاء على الجانب الفلسطيني وتحييده. وتبع ذلك هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح، ملجأ لأكثر من مليون فلسطيني ومركز رئيسي للمساعدات الإنسانية إلى غزة؛ وقد تسبب هذا الهجوم في أضرار جسيمة للعمليات الإنسانية وأدى إلى مزيد من تدهور الوضع الإنساني؛ واضطرت المنظمات الإنسانية إلى الانسحاب لضمان سلامة موظفيها. تم إيقاف المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البري، شريان الحياة لقطاع غزة.

واختتم الوفد المصري مرافعته بطلب أن تعلن المحكمة في رأيها الاستشاري أن احتلال إسرائيل الطويل للأراضي الفلسطينية يشكل انتهاكاً مستمراً للقانون الدولي وأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال مستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى نهاية الاحتلال. كما أقرت المحكمة بالتزام إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، بالتعويض عن الأضرار التي تسببت فيها برفع الحصار عن غزة فوراً ودون قيد أو شرط، وضمان وصول واسع النطاق وآمن للمدنيين في قطاع غزة دون أي عائق أو تقييد عبر جميع نقاط العبور إلى القطاع، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735 فوراً، والاتفاق على خطة إغاثة طارئة للمدنيين الفلسطينيين وتسهيل تنفيذها بكل الوسائل الممكنة، والامتناع عن عرقلة وجود وأنشطة الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها، بما في ذلك الأونروا، والدول الثالثة التي تقدم المساعدة الإنسانية، وإلغاء القوانين غير القانونية التي اعتمدتها إسرائيل فيما يتعلق بالأونروا، واحترام وضمان حماية الامتيازات والحصانات الممنوحة للأونروا وغيرها من وكالات الأمم المتحدة. وأشارت المحكمة أيضاً إلى أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير يشمل الحق في السعي إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في أراضيه، والحق في تلقي مساعدات التنمية من أجل الإنعاش المبكر وإعادة الإعمار، والحق في عدم التهجير أو الطرد من أرضه.


شارك