وزيرا التعليم العالي في مصر وفرنسا يشهدان توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية

منذ 9 أيام
وزيرا التعليم العالي في مصر وفرنسا يشهدان توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية

في إطار زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شهد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور ووزير التعليم العالي والبحث الفرنسي فيليب بابتيست، توقيع عدد من البروتوكولات والاتفاقيات بين مصر وفرنسا لزيادة التعاون المشترك. وتم توقيع الاتفاق في إطار منتدى الجامعات المصرية الفرنسية. حضر الحفل السفير الفرنسي لدى مصر إيريك شوفالييه، ورؤساء الجامعات المصرية والفرنسية، وقيادات التعليم العالي في البلدين، وأمناء المجلس، ورؤساء المراكز والمعاهد البحثية، وبعض الشركات الفرنسية العاملة في مصر، ولفيف من كبار الإعلاميين والصحفيين. أقيم الحفل بقاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة القاهرة.

وفي كلمته، وجه الدكتور أيمن عاشور الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعمهما الذي يعد عنصراً أساسياً في التطور النوعي للتعاون بين البلدين في كافة المجالات، وخاصة في التعليم العالي والبحث العلمي.

وأكد الدكتور أيمن عاشور على عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا، خاصة في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي. وأعرب عن استعداد مصر لدعم التعاون الثقافي والعلمي مع فرنسا وفتح المزيد من قنوات التعاون مع الجامعات الفرنسية من خلال استحداث برامج وتخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل. وأوضح أن ذلك جاء من خلال تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتوسيع التعاون مع الجامعات المرموقة والمعترف بها دولياً. – الاستفادة من خبرة الوزارة في تقديم برامج أكاديمية عالمية المستوى، في ضوء نجاحها في الشراكة مع العديد من المؤسسات التعليمية الدولية.

وقيم الدكتور أيمن عاشور إنجازات منظومة التعليم العالي المصرية، قائلاً إن عدد الجامعات المصرية تضاعف خلال العقد الماضي، وأن 53% من إجمالي عدد الطلاب المصريين البالغ نحو 4 ملايين طالب من الفتيات، مما يعكس دور مصر في تمكين المرأة كشريك في التنمية. وأكد أيضًا أن هناك 180 ألف طالب دولي من 119 دولة. كما ثمن دور بنك المعرفة المصري في رفع التصنيف العالمي للجامعات المصرية والذي يعد أحد أكبر البوابات الرقمية للتعليم عن بعد. وأكد بومبيو على دور الشراكة المصرية الفرنسية في دعم عملية التنمية في البلدين، كما دعم الجهود الرامية إلى تعزيز دور مصر كوجهة تعليمية في العالم العربي وأفريقيا.

وأشار الوزير إلى أن أحد أهم ركائز الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقت في مارس 2023 وتتماشى مع رؤية مصر 2030 هو التعاون الدولي. وأكد أن ما نشهده اليوم في فعاليات منتدى الجامعات المصرية الفرنسية يمثل انفجارا غير مسبوق في تاريخ التعاون المصري الفرنسي الممتد من العصور القديمة وحتى العصر الحديث. وأوضح أن هذا التعاون يأتي في وقت تشهد فيه الدولتان تحديات تتطلب التكامل والتعاون العلمي والبحثي المشترك، وإعطاء الأولوية للبرامج العلمية الحديثة واحتياجات البحث بما يخدم خطط التنمية في البلدين. وشدد على أهمية تركيز هذه الجهود في مجالات التكنولوجيا الحديثة واستخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار؛ تطوير الصناعة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

وأضاف الوزير أن مصر تهدف إلى تعزيز المعرفة والابتكار، وخاصة العلوم والتكنولوجيا، باعتبارها المحرك الرئيسي للتنمية في رؤية 2030. كما أطلق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تعزز التكامل بين التعليم والبحث والصناعة. كما تم التأكيد على أن مصر أصبحت مركزاً إقليمياً في مجال التعليم والبحث العلمي، خاصة للدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، من خلال مبادرات مثل “التحالف والتنمية” و”مصر الرقمية”.

وقال الدكتور أيمن عاشور إن التعاون العلمي والبحثي المصري الفرنسي المشترك يعكس دور البلدين في دعم خطط التنمية في أفريقيا والدول الناطقة بالفرنسية، مع التركيز بشكل خاص على الشباب الذين يشكلون غالبية السكان في مصر وأفريقيا. وأكد أن دعم الشباب بالبرامج العلمية والتكنولوجية الحديثة هدف مشترك، مشيرا إلى أن مصر تلعب دورا رائدا في القارة الأفريقية في مجال البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات بين الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية والفرنسية. وسيتم تعزيز التعاون في قضايا التنمية المشتركة بين البلدين، مع التركيز على المشاريع في مجالات الاهتمام المشترك مثل تغير المناخ والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.

وأكد السيد فيليب بابتيست أن التعاون الأكاديمي والعلمي التاريخي بين فرنسا ومصر أثمر نتائج مهمة في مجالات التعليم والبحث والابتكار على مدى قرون، مشيرا إلى مرور 35 عاما على افتتاح كلية الحقوق بجامعة السوربون في جامعة القاهرة. وقد ساهم ذلك في استمرار الثقافة القانونية المشتركة بين البلدين، وخاصة الموروثة من مدرسة الحقوق الخديوية الشهيرة التي تأسست في القاهرة عام 1868. وأشار إلى أن التعاون التاريخي في مجالات حماية الآثار والتراث مستمر في التقدم، وأن تقنيات متقدمة مثل التصوير الفوتوغرامتري والتصوير ثلاثي الأبعاد يتم تطويرها واستخدامها من قبل فرق العمل الفرنسية والمصرية في وادي النبلاء ووادي الملوك. وتعكس هذه الأمثلة التاريخ المشترك والثقة والشغف الذي يجمع البلدين.

وأعرب الوزير الفرنسي عن سعادته بالتواجد في جامعة القاهرة هذا الصرح العلمي الذي ساهم في إثراء الحياة الثقافية وتخرجت فيه شخصيات مهمة مثل نجيب محفوظ. وأشار إلى أن المنتدى يعد دليلاً قوياً على قوة التعاون بين البلدين ويعكس رغبة الرئيسين المصري والفرنسي في تعزيز هذا التعاون. وأكد أهمية العلم في التقريب بين الشعوب ودوره في تحقيق التنمية الاقتصادية، وعلينا أن نواصل بناء وتوطيد علاقاتنا على هذا الأساس.

وأكد وزير التعليم العالي الفرنسي أننا نواجه اليوم، كما في الماضي، تحديات عديدة ناجمة عن التحولات التكنولوجية وتغير المناخ والأزمات الصحية. بفضل شبابها الديناميكي والموهوب، تعد مصر مصدرًا مهمًا للمواهب وقوة دافعة رئيسية في المنطقة. ويجب أن تكون هذه التحديات في صميم عملنا المشترك وتتطلب تفكيراً استراتيجياً حول كيفية تكثيف شراكتنا وهيكلتها بشكل أفضل.

وأكد وزير التعليم العالي الفرنسي أن هذا المنتدى للجامعات المصرية الفرنسية يعد لحظة مهمة لتعزيز العلاقات ووضع آفاق طموحة لتعزيز شراكتنا الثنائية بشكل أكبر. وإذ يلاحظ أن فرنسا ومصر جددتا التزامهما المشترك بتوفير تعليم عالي وبحث علمي متميز بهدف توفير أدوات مشتركة لمواطنيهما؛ ولضمان قدرتهم على مواجهة التحديات المستقبلية والمساهمة بشكل فعال في تنمية البلدين.

ورحب رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالمشاركين في جامعة القاهرة. تمثل الجامعة أقدم مؤسسة تعليمية وعلمية في مصر والعالم العربي والقارة الأفريقية منذ تأسيسها عام 1908. وتلعب الجامعة دورًا مهمًا في تنمية العقول والمفكرين المبدعين. وأشار إلى أن منتدى الجامعات المصرية الفرنسية الذي تم تنظيمه تحت رعاية رئيسي جمهورية مصر العربية وفرنسا يأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وفرنسا المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الثقافي. ويحمل هذا المنتدى دلالات عديدة منها دور ومكانة الجامعة في استضافة الفعاليات التي تخدم قضايا التنمية المستدامة.

وناقش المنتدى نماذج التعاون الناجحة بين مصر وفرنسا. وشمل ذلك إعادة إنشاء الجامعة الفرنسية في مصر، التي تقدم درجات علمية باللغة الفرنسية معترف بها دوليا. وتدعم القيادة المصرية تطوير الحرم الجامعي الجديد الذي من المتوقع أن يستوعب 3000 طالب بحلول عام 2027. كما تم توسعة البرامج الأكاديمية لتلبية احتياجات سوق العمل في مجالات مثل الأمن السيبراني والاستدامة البيئية.

ومن بين الأحداث البارزة أيضاً كلية الحقوق بجامعة السوربون بالقاهرة التي ساهمت في تعزيز العلاقات القانونية بين البلدين واحتفلت بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسها. كما تم تسليط الضوء خلال الاجتماع على شراكة هوبير كورين-إمحوتب، التي أطلقت في عام 2005 لدعم التعاون العلمي بين مصر وفرنسا، حيث تم تمويل أكثر من 200 مشروع بحثي مشترك حتى الآن.

وفي المنتدى تم توقيع 42 اتفاقية وبروتوكول تعاون بين 13 جامعة مصرية و22 جامعة فرنسية لتقديم 70 برنامجا من شأنها تلبية احتياجات الأعمال في المستقبل؛ وكان من بينها 30 برنامجًا تمنح شهادات مزدوجة. تنمية التعاون الأكاديمي والبحثي وخدمة المجتمع بين الجامعات الفرنسية والمصرية، ودعم التعاون في مجال التعليم والأنشطة الأكاديمية من خلال تطوير برامج دراسية مشتركة ومناهج دراسية، وتنسيق الأنشطة التعليمية بين الجامعات في كلا البلدين، وتعزيز التعاون العلمي والتعليمي في مجالات الاهتمام المشترك، وتسهيل تبادل الطلاب والموظفين الأكاديميين والإداريين، وإنشاء برامج الدرجات المزدوجة أو المشتركة وتبادل المعلومات حول الإنجازات الأكاديمية في مجالات محددة.

وفي إطار فعاليات المنتدى، تم عقد جلسة نقاشية لاستعراض التجارب العملية في مجال الشراكات البحثية والأكاديمية بين الجانبين المصري والفرنسي. خلال الجلسة، شرح المشاركون مزايا الدراسة في الجامعات الفرنسية وكيف أنها تساهم في تنمية التفكير النقدي والتفكير غير التقليدي والإبداع. كما ثمنوا الجوانب الإنسانية المكتسبة، مثل تعزيز أواصر الصداقة، والرغبة في تغيير المجتمع نحو الأفضل، وترسيخ مبادئ حرية التعبير. ويتجلى ذلك في فتح آفاق الاكتشاف وإجراء البحوث العلمية التي تخدم المجتمع. كما قدم المشاركون توصيات بشأن مستقبل البحث العلمي في البلدين، وقدموا اقتراحات للاستفادة من التجربة التعليمية الغنية وأثرها على الجوانب الشخصية والإنسانية.

جدير بالذكر أن أكبر اتفاقية إطارية للشراكات الدولية تم توقيعها في وقت سابق بين الجامعات المصرية والفرنسية. وتهدف الاتفاقية إلى توفير منح دراسية مزدوجة التخصص و100 منحة دراسية للدكتوراه في 15 فرعًا من فروع العلوم.


شارك