وزير الصحة: تسجيل أقل معدل نمو سكان خلال الربع الأول من العام الجاري

منذ 16 ساعات
وزير الصحة: تسجيل أقل معدل نمو سكان خلال الربع الأول من العام الجاري

أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، أن مصر سجلت أقل معدل نمو سكاني في الربع الأول من عام 2025 مقارنة بالربعين الأولين من عامي 2024 و2023. وهو ما يؤكد استمرار انخفاض معدلات النمو السكاني على مستوى الجمهورية، وهو إنجاز كبير يعكس نجاح جهود الحكومة في الحفاظ على التوازن بين النمو السكاني والتنمية المستدامة.

وقال الدكتور خالد عبد الغفار إن البيانات أظهرت أن عدد السكان وصل إلى 104.4 مليون نسمة في أول يناير 2023، وارتفع إلى 107.2 مليون نسمة في أول يناير 2025، وهذا يعني أن متوسط معدل النمو السنوي خلال تلك الفترة بلغ نحو 1.34%، مقارنة بنحو 1.4% في عام 2024 و1.6% في عام 2023، وهو ما يعكس تغيراً إيجابياً نتيجة السياسات السكانية التي تنفذها الدولة.

كشف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن انخفاض معدل النمو السكاني يتزامن مع تحسن المؤشرات الاقتصادية. بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الأول من العام المالي 2024/2025 نحو 3.5%، مقارنة بنحو 2.7% في الربع المماثل من العام المالي السابق. ويدعم ذلك جهود الدولة لتحقيق الاستقرار الديموغرافي والاقتصادي على المدى الطويل.

وأكد الدكتور خالد عبد الغفار أن هذا الانخفاض في معدل النمو السكاني صاحبه تحسن كبير في الخصائص الديموغرافية كزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة والتعليم، كما أدى إلى تحسن ملحوظ في المؤشرات الديموغرافية كانخفاض معدلات الاحتياجات غير الملباة، وذلك من خلال زيادة نسبة التغطية الشاملة للأطباء في مراكز الرعاية الصحية الأولية وتنمية الأسرة بالمحافظات لتصل إلى 80% رغم النقص الشديد في عدد الأطباء، رغم أن نسبة التغطية كانت تقترب من 60%، ومن خلال توفير فرص مجانية للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في جميع نقاط الخدمة الحكومية والجامعية والقطاع الخاص.

وأشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن نسبة دعم استخدام وسائل الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة مباشرة بعد الولادة في المستشفيات وصلت إلى 80%، وتم اعتماد سياسة التركيز على الوسائل طويلة الأمد لمساعدة الأسر على اتخاذ خيارات سليمة مبنية على الأدلة في جميع مجالات الولادة والحياة.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة أن 70% من مراكز الإرشاد الأسري مشمولة بالتغطية، ويتوفر مرشدون مدربون من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان لتقديم الدعم النفسي والصحي والإعلامي لجميع الأمهات والأسر، بدءاً من الاستشارات قبل الزواج وحتى التحضير للحمل ورعاية الحوامل ودعم الولادة الطبيعية الآمنة وحماية حق الطفل في أفضل تربية في أول عامين من عمره. وبهذه الطريقة، سيتم توفير الرعاية الأكثر ملاءمة من أول 1000 يوم من حياة الطفل، وستستمر حتى الألف يوم التالية، مما يضمن انتقالًا ناجحًا في مرحلة الطفولة المبكرة.

وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن إتمام مرحلة الطفولة المبكرة بنجاح يسهم في نمو الطفل صحياً وروحياً، ويعتبر ذلك من أهم الإنجازات في التنمية البشرية الحقيقية، وأن رئيسنا والقيادة السياسية يولون ذلك أهمية كبيرة. وبناء على ذلك تم إطلاق المبادرة الرئاسية “بداية” للتنمية البشرية من خلال تنفيذ سياسات ناجحة في مجال الصحة الإنجابية وضمان توازن سكاني “نوعي” من خلال الاهتمام بالخصائص الديموغرافية، حتى تتمكن مصر، إن شاء الله، من أن تحتل مكانة مهمة في ملف النمو الاقتصادي الذي تسعى الدولة إلى تحقيقه.

من جانبها، أوضحت الدكتورة عبلة الألفي، وكيل وزارة الصحة لشئون تنمية الأسرة والمجلس القومي للسكان، أن بيانات الساعة السكانية أظهرت انخفاضًا كبيرًا في معدلات النمو السكاني في العديد من المحافظات خلال الفترة من يناير 2023 إلى أبريل 2025، حيث سجلت محافظة بورسعيد أقل معدل نمو سكاني على مستوى الجمهورية بنسبة 0.61%، لتصبح أول محافظة يتوقف فيها النمو السكاني تقريبًا. ويأتي ذلك نتيجة التأثير الفعال لمبادرة “الألف يوم الذهبية” التي تم تنفيذها بنجاح في المحافظة، بالإضافة إلى رفع الوعي في المجتمع وتحسين خدمات الصحة الإنجابية. وأضاف أن محافظة القاهرة سجلت خلال الفترة ذاتها معدل نمو بلغ 0.86%، وهو ما تحقق من خلال الاستمرار في تنفيذ سياسات تنظيم النمو السكاني في المناطق الحضرية، والتوسع في برامج تنظيم الأسرة، وتكثيف حملات التوعية.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن محافظات الصعيد لا تزال تسجل أعلى معدل نمو سكاني، إلا أن البيانات في بعض المحافظات مثل سوهاج تشير إلى تحسن نسبي، فعلى سبيل المثال بلغ معدل النمو السكاني في سوهاج 1.97%، وهو ما يمثل انخفاضاً مقارنة بالفترة في الأعوام السابقة التي تجاوز فيها معدل النمو السكاني 2.2%. وأرجع أوزتورك هذا التقدم إلى السياسات السكانية الطموحة التي تنفذها الدولة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة مبادرة “الألف يوم الذهبية” الرئاسية التي تهدف إلى تحسين صحة الأم والطفل في المراحل المبكرة الحرجة من حياة الطفل، مشيرا إلى أنها “تعتبر من أنجح التدخلات في تحسين الخصائص الديموغرافية، إلى جانب البرنامج الوطني المصري لتنمية الأسرة والاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، وتوفر حزمة متكاملة من الخدمات الصحية والتعليمية والتوعوية مع زيادة قدرة الأسر على اتخاذ قرارات إنجابية مستنيرة”.

وقالت الدكتورة عبلة الألفي إنه ربما تكون هناك علامات استفهام حول ما إذا كان التراجع الحالي في معدل النمو هو نتيجة لتغير ثقافي مستقر أم أنه تأثير غير مباشر خلقته ظروف اقتصادية بعيدة عن الدقة العلمية. وأكد أن التراجع الحالي في معدل النمو السكاني ليس نتيجة عشوائية للظروف الاقتصادية بل هو نتيجة لتغير ثقافي مستمر. وأكد أنه تم ملاحظة تحسن نسبي في وعي المواطنين بمشكلة النمو السكاني، خاصة في ظل البرامج السكانية المدروسة التي يتم تنفيذها منذ سنوات، ومبادرة «الألف يوم الذهبية» التي أطلقتها الرئاسة لتنمية الأسرة المصرية، والتطبيق الفعلي للاستراتيجية القومية للسكان والتنمية وقضيتها العاجلة، وإدارة ومتابعة الملف من خلال المجلس القومي للسكان، ومنصة المتابعة والإدارة الحساسة المنشأة بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. وعلاوة على ذلك، فإن الحملات الإعلامية الرسمية، وتوسيع برامج تنظيم الأسرة القائمة على العلم، والإدارة الحقيقية لمراكز تنمية الأسرة، والوعي المتزايد بالاختيار القائم على الأدلة في السنوات الأخيرة، والتركيز على التدريب على المهارات، قد تعزز فكرة أن بعض التراجع يعكس تحولاً ثقافياً وتخطيطاً حكيماً وتحسناً في أداء المجلس. لقد شهد عدد سكان البلاد انخفاضًا كبيرًا، والضغوط الاقتصادية ليست العامل الأساسي. وقد وثق التاريخ فترات كان فيها النمو السكاني مدفوعًا باستخدام الأطفال كمصدر للدخل. وقد تغير هذا الوضع بشكل كبير مع تحسن إدارة قطاع التعليم والقضاء على الأمية ومعدلات التسرب الدراسي، وخاصة في تعليم الفتيات.

وفي ختام كلمته أشار إلى أن المجلس القومي للسكان في مصر سيطلق حملة إعلامية خلال الشهر الجاري لمكافحة زواج الأطفال، وهي الظاهرة التي تم رصدها خلال دراسة حول الوضع السكاني في صعيد مصر والريف. تطلق وزارة الصحة والسكان، بالتعاون مع كافة الوزارات المعنية في إطار المبادرات الرئاسية “ابدأ” و”الألف يوم الذهبية” والخطة السكانية والتنموية العاجلة، “البرنامج القومي للوقاية من التقزم وسوء التغذية”، وذلك نتيجة لجهود الدولة ليس فقط في خفض عدد المواليد ولكن أيضًا في تحسين الخصائص الديموغرافية.


شارك