التأمين الصحي الشامل ينفي شائعات حرمان غير المسددين من الخدمات الحكومية

منذ 6 أيام
التأمين الصحي الشامل ينفي شائعات حرمان غير المسددين من الخدمات الحكومية

ترفض المديرية العامة للتأمين الصحي الشامل ما تناقلته إحدى وسائل الإعلام الأجنبية من معلومات غير صحيحة وناقصة وأرقام وإحصائيات كاذبة حول نظام التأمين الصحي الشامل. وتتضمن الاتهامات حرمان المواطنين الذين لا يسددون مستحقاتهم في المحافظات التي يطبق فيها التأمين من الخدمات العامة مثل البطاقات ورخص القيادة وغيرها من المعاملات العامة. وتؤكد الهيئة العامة للكهرباء والماء أن هذا الادعاء عار عن الصحة تماماً، ولم تتخذ الهيئة أي قرار بأن التأخر في سداد رسوم الاشتراك يؤدي إلى الاستبعاد من تلقي أي من الخدمات العامة المذكورة أعلاه.

وأكدت المؤسسة، بحسب وسائل إعلام أجنبية، أن الاشتراك في نظام التأمين الصحي الشامل الجديد إلزامي لجميع المواطنين وفقاً للقانون (المادة 1 من القانون رقم 2 لسنة 2018)، وأنه يجب سداد رسوم اشتراك المستفيدين من تاريخ تطبيق النظام وفقاً لنص المادة 48 من القانون، وذلك في نطاق المحافظة التي يتواجد بها المستفيد. وفي ذات السياق، أكدت أنه ليس إلزامياً سداد جميع رسوم العضوية المتأخرة للمؤسسة دفعة واحدة، ويمكن سدادها على أقساط لفترات تتجاوز 3 سنوات، بناء على طلب المستفيد.

وأوضحت المؤسسة أن نظام التأمين الصحي الشامل الجديد هو نظام تبادلي حيث تتحمل الخزانة العامة رسوم المستفيدين القادرين على الدفع، بينما تتحمل الخزانة العامة رسوم غير القادرين على الدفع، وبالتالي يمكن للقادرين وغير القادرين على الدفع الحصول على كافة الخدمات الصحية عندما يحتاجون إليها. وقد أظهرت التجربة العالمية أن الطبيعة غير الإلزامية لمثل هذه الأنظمة من شأنها أن تضعف حافز المواطنين الأصحاء على الاشتراك، مما يؤدي بالتالي إلى اختفاء مفهوم التأمين المتبادل. وسوف يؤدي هذا حتماً إلى خلل في النظام المالي والاكتواري، مما يهدد استدامته ونجاحه في توفير الحماية اللازمة للمصريين من خطر الفقر الناجم عن المرض والإنفاق الكارثي على الصحة.

ونفت الهيئة أيضا ما أوردته إحدى وسائل الإعلام الأجنبية من أنها أصدرت قرارات تلزم غير القادرين على الدفع، من عمال غير نظاميين وغيرهم، بالحصول على ما يسمى بشهادات الفقر لإعفائهم من الاشتراكات.

وأشارت المؤسسة إلى أن المحتاجين تم تقسيمهم إلى 6 فئات. وتشمل الفئات الخمس الأولى المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية مثل تكافل وكرامة ونزلاء دور الرعاية وغيرها، بينما تشمل الفئة السادسة المواطنين الذين لا يندرجون ضمن أي من الفئات الخمس الأولى. يشترط لطلب الإعفاء من الاشتراك أن يتقدم المواطن شخصيا إلى المؤسسة. في هذه الحالة يتم تعبئة نموذج الطلب وتقديمه إلى اللجنة لتحديد المحتاجين. يتم تنفيذ العمل الاجتماعي للمواطنين عن طريق وزارة المساعدة والتضامن الاجتماعي، ويتم اتخاذ قرار الإعفاء من الاشتراك بناءً على نتائج العمل.

واستنكرت المؤسسة ادعاءات المؤسسة الإعلامية بأن تعميم النظام على كافة المحافظات سيستغرق سنوات طويلة، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى من التنفيذ هي المرحلة التجريبية للنظام الجديد. ولهذا السبب بدأ التنفيذ بوتيرة بطيئة في المحافظات الست التي بدأ فيها، وستكتسب المراحل المتبقية زخماً خلال الأيام المقبلة مع اكتمال منظومة التحول الرقمي واستعداد المحافظة المستهدفة بشكل كامل لتقديم الخدمات الصحية وفقاً لمعايير هيئة الاعتماد والرقابة الصحية.

وتقوم المؤسسة حالياً بتطبيق النظام في خمس محافظات جديدة (مطروح، شمال سيناء، المنيا، كفر الشيخ، دمياط) ضمن نطاق محافظات المرحلة الثانية. وبما أن عدد سكان هذه المحافظات يتجاوز 12 مليون نسمة، فإن الكثافة السكانية فيها مرتفعة. كما تعمل وزارة الصحة على تأهيل كافة المرافق الصحية في باقي محافظات الجمهورية في إطار المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتسريع عملية اعتماد هذه المرافق وفق معايير الاعتماد والرقابة الصحية وتسريع دخولها في منظومة التأمين الصحي الشامل.

نفت المديرية العامة للتأمين الصحي الشامل ما تداولته وسائل إعلام أجنبية حول تحصيل رسوم اشتراكات التأمين الصحي من المواطنين مرتين، وأكدت أنه منذ تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل في المحافظة تم إيقاف التأمينات الصحية القديمة، ولم يتم تحصيل أي رسوم اشتراك أخرى من المواطنين تحت أي ذريعة.

وأشارت المؤسسة إلى أن خدمات التأمين الصحي الشامل تقدم في المحافظة لفترة تجريبية تصل إلى 12 شهراً دون خصم رسوم اشتراك التأمين الصحي الشامل. لذلك يتم إبلاغ كافة المواطنين المقيمين بالمحافظة مسبقاً بنظام التأمين الصحي الشامل والاشتراكات التي يتطلبها ويتم سداد هذه الاشتراكات مع صدور قرار التشغيل الإلزامي للنظام بالمحافظة.

وفيما يتعلق بأرباح ومصروفات المؤسسة فقد تم التأكيد على أن المؤسسة لا تحقق ربحاً وإنما تحقق بعض الفوائض المالية والدخل المحتجز بما يتوافق مع تجميع مصادر تمويل معينة وفقاً للقانون على المستوى الوطني وتقديم الخدمات في عدد محدود من المحافظات. والهدف هنا هو تكوين احتياطيات مالية واستثمارها في المراحل المبكرة لدعم استدامة النظام في حال توسعته إلى محافظات أكبر وأكثر كثافة سكانية.

صرحت المؤسسة العامة للتأمين الصحي الشامل بأنها هيئة اقتصادية ذات شخصية اعتبارية مستقلة وفقاً للمادة (4) من الفصل الأول من الجزء الثاني من قانون التأمين الصحي الشامل رقم 2 لسنة 2018م. كما أقر القانون في مادته الأربعين توفير مصادر تمويل مختلفة للنظام بما يضمن الاستدامة المالية للنظام لمواصلة تقديم الخدمات الصحية للمواطنين دون اللجوء إلى الموازنة العامة للدولة، وأفاد بأن الموازنة العامة تتولى دفع الاشتراكات لمن لا يستطيع ذلك.

“وبالتالي يتم الحصول على الدخل من بنود التمويل الملزمة قانوناً والتي يتم إنفاقها على شراء الخدمات الصحية من مقدمي الخدمات المتعاقدين مع المؤسسة لصالح المواطنين.” ومن الجدير بالذكر أن قيمة المطالبات الطبية تمثل حاليا 51% من إجمالي الإنفاق السنوي، وتتزايد كل عام مع التطبيق التدريجي لنظام التأمين الصحي الشامل في المحافظات.

وأخيراً تدعو الإدارة العامة للتأمين الصحي الشامل كافة وسائل الإعلام والصحفيين والخبراء إلى توخي الدقة عند نقل الأخبار الخاصة بمنظومة التأمين الصحي الشامل، والالتزام بالمعايير المهنية المتبعة، وتجنب تبني وجهة نظر واحدة قد تنقل معلومات غير كاملة أو مضللة عن النظام الجديد الذي يهدف إلى توفير التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين في مصر.

وأشارت المؤسسة إلى أنها تمتلك وسائل متعددة للتواصل مع المواطنين، أبرزها الرقم المختصر 15344، ونظام الشكاوى الحكومية الموحد التابع لرئاسة الوزراء. كما يسمح النظام بإرسال الشكاوى مباشرة إلى فروع المؤسسة بالمحافظات، وكذلك إلى صفحات التواصل الاجتماعي للمؤسسات الثلاث المسؤولة عن النظام. واللافت هنا أنه بحسب ما ورد عبر نظام الشكاوى الحكومية الموحد بمجلس الوزراء فإن نسبة حل وإغلاق الشكاوى تجاوزت 97% في عام 2024.


شارك