عقوق الآباء والأبناء.. مفتي الجمهورية يوضح أسبابه وآثاره وسبل العلاج

منذ 4 أيام
عقوق الآباء والأبناء.. مفتي الجمهورية يوضح أسبابه وآثاره وسبل العلاج

أكد سماحة مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وأكد نذير عياد أن العلاقة بين الوالدين وأبنائهم يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والشعور بالمسؤولية وتنفيذ الحقوق والواجبات. وحذر من خطورة العصيان، واعتبره من كبائر الذنوب، ويؤدي إلى تفكك الأسرة وانعدام المحبة في المجتمع.

وفي حواره الرمضاني اليومي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «إن إن آي» المصرية، أوضح رزق أنه على عكس الحديث عن عقوق الأبناء لوالديهم، فإنه لا يجب إغفال عقوق بعض الآباء لأبنائهم، وأن هناك بعض الممارسات التي تؤدي إلى الظلم تجاه الأبناء، منها على سبيل المثال؛ وأوضح أن الأطفال يتعرضون للتمييز غير العادل، ويحرمون من حقوقهم المشروعة كالميراث، ويتم إهمال تربيتهم وتوجيههم.

عادات وتقاليد سيئة

وأشار إلى أن العادات والتقاليد الخاطئة تلعب دوراً خطيراً في تمزيق الروابط الأسرية، حيث قد تؤدي إلى حرمان الفتاة من الميراث أو تفضيلها بين الرجال دون سبب مبرر. إن هذا الوضع يخلق القسوة والقسوة في النفوس ويخلق أجواء غير مستقرة داخل الأسرة.

ولما روى النبي صلى الله عليه وسلم حديث امتناع الأب عن الشهادة من غير أن يبين سبب تفضيله لأحد أبنائه، قال: (اذهبوا فأشهدوا غيري، فإني لا أشهد على جور). وهذا دليل واضح على أن الشريعة الإسلامية ترفض الظلم والتمييز غير العادل داخل الأسرة.

وتطرق المفتي إلى تأثير الثقافات الأجنبية والتيارات الفكرية المعاصرة التي تتعارض مع القيم الإسلامية، مشيرا إلى أن بعض الأطفال يتأثرون بأفكار تتعارض مع تعاليم الدين الحنيف. وهذا يؤدي بهم إلى التمرد على المبادئ الشرعية وقطع الروابط العائلية.

وأكد أن الإسلام لا يشرع أبداً القطيعة بين الأبناء ووالديهم، وذكرنا بقول الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه كرها على كرب وفصاله ثلاثون شهرا أن اشكر لي ولوالديك}. الوجهة النهائية هي بانا.} وأوضح أنه حتى لو كان الوالدان مهملين في بعض الأحيان، فإنه ليس من الضروري التخلي عن بر الوالدين.

وأشار المفتي إلى أن من أسباب العقوق قد يشعر الأبناء باللامبالاة أو الإهمال العاطفي من قبل الوالدين، خاصة في ظل الظروف الاجتماعية التي تدفع بعض الآباء إلى التخلي عن أدوارهم التربوية، مثل الزواج من أخرى وإهمال أبنائهم من زوجته الأولى. ويؤدي هذا إلى شعور الأطفال بالحرمان العاطفي والنفسي.

حضرة. وضرب مثلاً بحادثة جرت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: جاءه رجل يشكو له عصيان ابنه، فقال له ابنه: إن أباه أهمله منذ صغره، ولم يحسن تربيته، ولم يحسن تسميته. فقال له عمر: جئتني تشكو لي عصيان ابنك، فأنت أول من عصيته! قال. وهذا دليل واضح على أن مسؤولية الوالدين لا تقتصر على إنجاب طفل فقط، بل تشمل أيضاً واجبات مثل تربية الطفل، وإرشاده إلى الطريق الصحيح، وحتى تسميته باسم جميل.

التقليد الأعمى وأثره

وتطرق المفتي إلى ظاهرة التقليد الأعمى وآثارها السلبية على الأطفال، موضحاً أن كثيراً من الشباب والشابات ينساقون وراء الموضة والثقافات الأجنبية دون تفكير؛ وقد يؤدي هذا الوضع إلى صراع بين الأجيال داخل الأسرة، مما يبرز ضرورة التمييز بين التقاليد الإيجابية التي تؤدي إلى التطور والتقاليد السلبية التي تدمر القيم والأخلاق.

وأكد المفتي أن احترام الوالدين ليس مجرد عادة اجتماعية، بل هو عبادة وطاعة لله، مستشهداً بقول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}. } وأن بر الوالدين له أثره في الدنيا والآخرة، ويجلب البركة في الرزق والعمر والنجاح في الدنيا، ﴿ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من سره أن ينسأ له في عمره، ويبسط له في رزقه، فليصل رحمه». ذكر الحديث.

الحفاظ على الروابط العائلية والتمسك بالقيم الاسلامية

ودعا مفتي الجمهورية الآباء والأبناء إلى الحفاظ على الروابط الأسرية والتمسك بالقيم الإسلامية السمحة التي تنص على الرحمة والشفقة والعدل داخل الأسرة، محذرا من خطورة التفكك الأسري وآثاره السلبية على المجتمع.

وفي نهاية الحلقة، قال د. وأجاب فضيلة الشيخ نذير عياد على أسئلة الحضور حول مختلف القضايا الفقهية وقال: وأكد أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنهما جائز ومشروع. وأوضح أنه لا بأس بالاستعانة بالنبي صلى الله عليه وسلم أو القيام بأي منصب أو عمل صالح لنيل رضى الله تعالى.

وأوضح أن من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بالقول والفعل والتوجه إلى الله من خلاله، وقال إن الله تعالى قرن اسم النبي صلى الله عليه وسلم باسمه، وأن بعض الناس يتشدد في هذا الأمر خوفاً من الوقوع في الشرك، وهذا ليس كذلك. دكتور. لأن الله تعالى حفظ هذه الأمة من الشرك.

وأوضح المفتي أن الدعاء للأولياء والصالحين، الأصل جوازه إذا نظر القلب إليهم بعين المحبة والتعظيم، ورأى فيهم طريقاً إلى مرضاة الله من غير نفع ولا ضرر في أنفسهم. وأوضح أن إجبار الناس على رأي معين في هذه المسألة نوع من التطرف، لأن القاعدة الفقهية تقول: ما اختلف فيه لا ينكر، وما اتفق عليه لا ينكر. ولذلك فإن لكل إنسان الحق في أن يأخذ بأي من الآراء الفقهية التي يراها مناسبة، ما دامت الصلاة في إطار المشروع الذي وضعه الله تعالى.

وفي رده على سؤال حول الفدية في رمضان، أوضح المفتي أن من يتكفل بالنفقة هو المسؤول عن دفع الفدية عمن يعولهم، مثل الأب عن أبنائه وزوجته. وأكد أن الشخص الذي يتحمل المسؤولية المالية يجب عليه دفع الفدية بنفسه، وأن الفدية تختلف عن الكفارة في الفقه الإسلامي.

فلسفة الميراث في الإسلام

وأما فلسفة الميراث في الإسلام؛ وأوضح المفتي أن تقسيم الميراث في الشريعة الإسلامية يقوم على العدل المطلق، وأن الإسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة مطلقاً، وأن المرأة ترث مع الرجل، وأنها ترث أكثر من الرجل، وأحياناً ترث المرأة ولا يرث الرجل.

وأوضح أن الحالات التي يرث فيها الرجل أكثر من المرأة محدودة، وأنها في إطار فلسفة توزيع الميراث حسب السن والفهم الاجتماعي، حيث يلتزم الرجل بالإنفاق على الأسرة والمهر وتأثيث المنزل، بينما لا يلتزم المرأة بذلك؛ الموازنة بين الحقوق والواجبات

وفيما يتعلق بمسألة إهداء ثواب قراءة القرآن للأحياء، أوضح المفتي أن الأفضل أن يقرأ الإنسان القرآن لنفسه، إلا أن بعض العلماء خاصة في حال الموت قالوا إن ثواب قراءة القرآن للأحياء أفضل. ورأوا جواز إهداء الثواب إلى الآخرين بذكر الحديث النبوي الشريف: (من استطاع أن ينفع أخاه بخير فليفعل).

وشدد المفتي على ضرورة جعل قراءة القرآن الكريم عادة يومية للحفاظ على مكانته في القلب والبيت والعمل.

وفي ختام الحلقة أكد سماحة المفتي على أهمية الالتزام بآداب قراءة القرآن الكريم والحفاظ على مكانته في حياة المسلمين، مشيرا إلى أنه سيتطرق لهذه الأمور أكثر في الحلقات القادمة، ودعا الله عز وجل أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال.


شارك