القتال في دارفور السودان.. قصف جوي يوقع عشرات القتلى والمصابين في نيالا والفاشر
في تصعيد جديد للأوضاع الأمنية في إقليم دارفور، أسفرت سلسلة من الغارات الجوية التي شنها طيران الجيش السوداني على مدينة نيالا عن مقتل وإصابة العشرات. وقد أكد شهود عيان أن القصف استهدف أحياء سكنية، مما أسفر عن تفحم العديد من الجثث. هذا التصعيد يأتي في وقت تشهد فيه مدينة الفاشر، عاصمة الإقليم، معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تفاصيل القصف الجوي في نيالا بالسودان
في صباح الإثنين، شن طيران الجيش السوداني غارة جوية استهدفت مدينة نيالا، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً بينهم نساء وأطفال. وقد سجلت مصادر محلية أكثر من 200 إصابة، بعضهم في حالة حرجة للغاية. هذه الهجمات تأتي في وقت يعاني فيه الإقليم من نقص حاد في الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية، مما يزيد من تعقيد الوضع.
معركة الفاشر: الأعنف في تاريخ المدينة
من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات العنيفة في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني والمجموعات المتحالفة معه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى. وقالت مصادر محلية إن قوات الدعم السريع توغلت في المناطق الجنوبية الشرقية والغربية من المدينة التي بدا أنها خالية من السكان. الفاشر تعتبر مدينة استراتيجية في دارفور، وهي الوحيدة التي لا يزال الجيش السوداني يتمركز فيها، بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على أكثر من 90% من مناطق الإقليم.
الدمار المستمر والنزوح الجماعي
شهدت الأيام الأخيرة عمليات نزوح جماعي من الفاشر مع استمرار المعارك العنيفة، ما أدى إلى تقليص عدد السكان بشكل كبير. وفقاً لشهود عيان، بقي في المدينة أقل من خمس سكانها الأصليين، الذين كانوا يشكلون ربع سكان الإقليم قبل اندلاع القتال. المدينة شهدت تدمير العديد من الأحياء بسبب القصف المستمر. كما أشار السكان الفارون إلى تدهور الظروف المعيشية، حيث يعاني المتبقيون من نقص حاد في الغذاء والمياه.
الفاشر في قلب الصراع الإقليمي
الفاشر، التي تعتبر نقطة محورية في صراع دارفور، تشكل رابطًا استراتيجيًا بين مناطق دارفور الشمالية وكردفان، وتعد من أهم المدن السودانية من حيث الموقع الجغرافي. ومع استمرار المعارك في المدينة، فإن الوضع الإنساني يزداد سوءًا، ما يفاقم أزمة الإقليم الذي شهد حربًا مدمرة منذ عام 2003، راح ضحيتها مئات الآلاف من الأشخاص.
التطورات السياسية والتحديات المقبلة
مع تقدم الجيش السوداني في محاور الجزيرة والخرطوم، تتزايد المخاوف من تصاعد الصراع وتفاقم الوضع الإنساني في دارفور. في الوقت ذاته، تواصل القوى السياسية مناقشة إقامة حكومة مدنية موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وهو أمر يعارضه بعض الأطراف داخل تحالف "تقدم".