وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

منذ 2 ساعات
وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

تم اختيار موضوع خطبة الجمعة المقبلة من قبل وزارة الأوقاف، وهو عن “الحياء خير كله”.

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف المراد توصيله إلى رواد المسجد من خلال هذه الخطبة هو بيان أهمية التحلي بخلق الحياء، وأنه باب التقوى، ومفتاح حب الناس.

وفي ما يلي نص خطبة الجمعة:

«الحمد لله العزيز الحميد، القوي المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من نطق بها فهو سعيد، سبحانه هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن الحياء شمس الأخلاق ونبراسها، ودرة القيم وتاجها، فإذا كان لكل دين خلقا فإن خلق الإسلام هو الحياء، والحياء والإيمان قرناء جميعا، والحياء شعبة من الإيمان، وإذا كان مقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن باب الإحسان هو الحياء.

ولكن أيها الكرام ما هو الحياء؟ إن الحياء خلق جليل يحمل الإنسان على اجتناب ما يلحق به الذم والعيب، إنه شعور فطري عميق باجتناب ما لا يليق بالإنسان المكرم ولا يجمل بعلو قدره عند ربه وعند نفسه، إنه الشعور بالكرامة، الترفع عما يشين، التنزه عن مواطن الدنايا والرذائل والزلل.

أيها الناس! إن الحياء هو حال عباد الله الصالحين، يجدون فيه زكاة للروح، وحياة للضمير، وسموا للأخلاق، وبعدا عن ثقافة الفحش والتدني والسفول، الحياء حائط صد أمام القبائح والمعايب، فأهل الحياء هم أهل التقوى والفضيلة، وأما أهل الصفاقة فيهوي بهم الانحلال في واد سحيق، فإنه لا يؤمن عديم الحياء على مال أو عرض، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.

ويا أيها المتوج بالحياء، ما أعظم أخلاقك وأرقى خصالك! يكفيك شرفا أن الحياء صفة من صفات الله جل جلاله: إن الله حيى كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين ، وكأني بك تترقى مراقي الجمال، وتملك ناصية الإحسان، فتستحيي أن ترد سائلا أو تعنف مسترشدا، وتجبر خواطر الناس بحب وود وحياء عظيم؛ تتطلع بذلك إلى هذا الجمال والجلال المحمدي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.

أيها النبيل! ليكن حياؤك كحياء الكريم يوسف عليه السلام حين نقش بماء الحياء والعفة على قلبه هذا الشعار {إنه ربي أحسن مثواي} فمنعه الحياء من أن ينزلق في مزالق الفواحش، ليستحق هذا التأييد الإلهي والمدد الرباني {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء}، واجعل لسانك أيها الكريم رطبا بهذا الدعاء المحمدي النوارني اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغني».


شارك