رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة: الإعجاز البياني بالقرآن أول صورة للإعجاز أدركتها عقول البشر

منذ 30 أيام
رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة: الإعجاز البياني بالقرآن أول صورة للإعجاز أدركتها عقول البشر

«أبو عمر»: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية المطهرة وجه خاص من وجوه الإعجاز أهميته عن الإعجاز البياني

قال الدكتور أيمن أبو عمر، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة، إن القرآن الكريم يحتوي على معجزات متعددة مثل الإعجاز البياني والإعجاز الغيبي والتشريعي والعلمي، وقال الإمام السيوطي إن عجائب القرآن لا تنتهي ولن تنتهي.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، نائبًا عن وزير الأوقاف، بالمؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، الذي تنظمه جمعية الإعجاز العلمي المتجدد.وأضاف “أبو عمر”، أن الإعجاز البياني في القرآن الكريم هو أول صورة من صور الإعجاز التي أدركتها عقول البشر، فمنذ أول يوم تلقت فيه أسماع النبي، أنوارَ الوحي الإلهي الشريف، ثم ساقه إلى الناس بلسان عربي مبين أدهشت آياته عقولهم، وأخذت معانيه بقلوبهم، وانحنت له رؤوسُهم وهاماتُهم، وقد تحداهم الله وهم أهل البلاغة والفصاحة، وتحدى معهم الإنس والجن جميعا على أن يأتوا بحديثٍ مثله فعجزوا، وعجز الناس على مر الأزمنة من بعدهم عن القيام بحق هذا التحدي.

وتابع: “قد كان لهذه الصورة من الإعجاز أثرها البالغ في قلوب السامعين، سواء المقرُّ منهم والجاحد، من آمن منهم ومن لم يؤمن، وهكذا القرآن الكريم إذا خالطت ألفاظه الأسماعَ استبشرت به النفوس وانشرحت له الصدور، ووجد القلب من آثاره لذة وحلاوة وروعة وجلالًا ومهابة ليست لغيره من الكلام مهما بلغت فصاحته”.

‏وأوضح أبو عمر، أنه ليس أدل على ذلك التأثير من كلام نردده جميعا حينما نتحدث عن وصف القرآن وبلاغته، مع أن هذا الكلام شهادةُ رجل لم يؤمن ولم يسلم، بل كان من أعداء دعوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهو الوليد بن المغيرة حينما عُرض عليه أن يطعن في القرآن، فقال: “وماذا أقول بعد ما سمعت! إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه، والحق ما شهدت به الأعداء!”.

وأشار رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، إلى أنه مما لا شك فيه أن الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وجه خاص من وجوه الإعجاز، الذي لا يقل أهمية وتأثيرا عن الإعجاز البياني، خاصة في عصرنا الذي وُسِم بأنه عصر العلم، والذي أصبح فيه الإقناعُ العلمي المؤيد بالحجة والبرهان والدليل صمامَ أمان لبعض العقول من الزيغ والضلال، وطريقًا رشيدا للقلوب الحائرة التي ضلت عن الهداية والأمان، وذلك من خلال استنباطِ الحقائق العلمية المقررة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وإلقاءِ الضوء عليها، وبيانِ الإعجاز في عنصر الزمان الذي تحدث فيه النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه الظواهر قبل الكشف عنها بمئات السنين، وفي وقت لم يمتلك أهله تلك الأدوات المعرفية التي تؤهلهم للوصول إلى هذه الاكتشافات مما يمتلكه الناس في عصرنا.

واستطرد: “لقد فطن لذلك علماء أجلاء قبل مئات السنين، يقول الإمام الفخر الرازي، المتوفى سنة 606 هجرية: إن المتقدمين إذا ذكروا وجها في تفسير الآية فذلك لا يمنع المتأخرين من استنباط وجه آخر في تفسيرها”.

ولفت إلى أنه عندما يثبت العلم الحديث أن الأكسجين يتناقص في طبقات الجو كلما صعدنا لأعلى، وعند ذلك يشعر الإنسان بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس الطبيعي درجة بعد درجة، حتى يصل الضيق إلى أشد مراحله وهي مرحلة الحرج التي لا يستطيع الأكسجين بعدها أن ينفُذ إلى الدم، لابد لنا أن نقر بهذه الحقيقة العلمية في هذه الآية، وأن نظهر الإعجاز العلمي فيها إلى الناس جنبا إلى جنب مع الإعجاز البلاغي في تشبيه هذه الحالة المعنوية بحالة حسية لم تكن معلومة للبشر وقت نزول القرآن، ولم تتضح حقيقتُها إلا في عصرنا هذا.

وأكد أن ما يقال عن الإعجاز في القرآن الكريم يقال عن الإعجاز في السنة النبوية المطهرة، أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أنزله الله.

قال د. أيمن أبو عمر، رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، إن القرآن الكريم هو معجزة خالدة مع أنواع متنوعة من الإعجازات فيه، بينها الإعجاز البلاغي، والإعجاز الغيبي، والإعجاز التشريعي، والإعجاز العلمي، وغيرها، وأشار إلى أنه حتى علماء الدين اعترفوا بأنهم لم يكملوا فهم جميع جوانب إعجاز القرآن الكريم، لأنه كلام الله الذي لا تنتهي عجائبه.


شارك