كيف تستفيد مصر من خفض صندوق النقد تكلفة الرسوم على الاقتراض؟
وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، أمس، في مواجهة بيئة عالمية مليئة بالتحديات وفي وقت ترتفع فيه أسعار الفائدة، على خفض تكاليف اقتراض أعضائه بنسبة 36%، أو نحو 1.2 مليار دولار سنوياً، كجزء من حزمة إدارية تبدأ في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. سنة.
تعد مصر ثاني أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين، حيث تلقت 28 مليار دولار منذ عام 2016، بما في ذلك قرض قائم بقيمة 8 مليارات دولار حاليًا، وتنتهي الشريحة الأخيرة منه في سبتمبر 2026.
وقال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إن هذا القرار سيكون له تأثير إيجابي على الدول المقترضة من الصندوق، خاصة تلك ذات القروض الأكبر.
وأشار عبد العال إلى أن خمس دول في العالم – الأرجنتين ومصر وأوكرانيا والإكوادور وباكستان – هي أكبر الدول التي تدفع رسوما إضافية لصندوق النقد الدولي.
وقال عبد العال، إن ذلك ليس بسبب ارتفاع هذه الرسوم والنفقات، ولكن أيضا بسبب ارتفاع حجم القروض والديون المستحقة على هذه الدول.
وأضاف أن مصر هي ثاني أكبر مقترض من الصندوق بعد الأرجنتين، وبالتالي فهي من بين الدول الخمس الأكثر احتمالا لدفع رسوم إضافية. وغني عن القول أن هذه الدول ستكون من بين الدول الأكثر استفادة من قرار الصندوق، إذ يمكن، بحسب عبد العال، تخفيض تكلفة إقراض أعضائه بنسبة 36%.
وأوضح أن هذا الإجراء سيؤدي إلى توفير في التكاليف التي يتعين على الدول المقترضة دفعها للصندوق، مما يتيح لها فرصًا أفضل لاستخدام هذه المدخرات لتمويل خطط توفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليم في بلدانها.
ورغم أن بعض الدول الأعضاء تقول دائما إن هذه الرسوم والتكاليف غير عادلة ومرتفعة وتقترب من العقوبة ويجب تخفيضها إلى الصفر أو إلغائها بالكامل، فإن الصندوق يبني فلسفته على حقيقة أنه منظمة دولية غير ربحية، بحسب عبد. – كما يدعم مساهمات الدول الأعضاء بالقروض التي يحصل عليها من المؤسسات المالية الأخرى لتلبية وإدارة طلبات التمويل لبرامج التنمية والإصلاح الاقتصادي.
وأوضح أن هذه الرسوم هي جزء ضروري من نموذجه المالي للإقراض التعاوني وأنه من منظور إدارة الصندوق، تعمل هذه الرسوم بشكل أساسي على إبطاء وتيرة الدول التي تقدم طلبات تمويل غير ضرورية وتساعد في تقليل شهية الدول المقترضة لمزيد من الاقتراض غير الصحي. .
وأضاف عبد العال أن الصندوق سعى إلى إجراء هذا التخفيض النسبي في ظل التطورات الحالية، خاصة في ظل تأثير الصدمات الدولية منذ جائحة كوفيد والحرب الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من ارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم، وخاصة في أوروبا. وأمريكا وارتفاع أسعار الفائدة.
في المقابل، ارتفعت التكلفة الإجمالية لبعض قروض الصندوق بنحو 8%، بحسب عبد العال، وهي نسبة مضاعفة مقارنة بفترة ما قبل كورونا.
وأضاف أن هذه الرسوم مختلفة تماما ولا علاقة لها بقيمة الفوائد التي تدفعها الدول على القروض الممنوحة لها من الصندوق، حيث أن الصندوق يتقاضى هذه الرسوم على القروض التي لها حد معين أو مدة معينة تجاوز الوقت، أو رسوم توفير عن طريق ترتيبات التقاعد.