ريال مدريد يواصل الضغط في قضية نيغريرا ويطالب بتعويضات ضخمة من برشلونة

منذ 2 ساعات

انتهى عصر التفاهمات الضمنية بين ريال مدريد وبرشلونة، حيث يُصر النادي الملكي على التقدم في قضية نيغرييرا حتى النهاية، في ظل دخول النادي الكتالوني في حملة انتخابية.

خطوات جريئة من ريال مدريد

من قلب سانتياغو بيرنابيو، تتعالى الأصوات التي تؤكد عدم التراجع. ريال مدريد يخطط لطلب تعويضات مالية ضخمة عن الأضرار الناتجة عن المدفوعات المشبوهة من برشلونة، حيث يسعى النادي الملكي لتجاوز مجرد الحصول على قرار قضائي.

استراتيجية هجومية غير مسبوقة

اعتمد ريال مدريد موقفًا هجوميًا تجاه المدفوعات التي قدمها برشلونة لشركات مرتبطة بإنريكيز نيغرييرا، نائب رئيس اللجنة الفنية للحكام السابق. ففي صباح 24 ديسمبر، تسرب خبر طلب النادي الملكي الحصول على 625 وثيقة تشمل تدقيقات مالية، وفحوصات استقصائية، وفواتير تكشف التحركات المالية للنادي الكتالوني بين عامي 2010 و2021.

تركزت الطلبات على الميزانيات من 2010 إلى 2018، والتي تشمل المدفوعات لسبع شركات: داسنيل 95، ونيلدا، وسوكركام، وبست نورتون، وتريسيب، ورادامينتو، جميعها متورطة في القضية ومتهمة بتلقي 8.4 مليون يورو دون مبرر واضح.

السؤال المحوري: هل وقع فساد رياضي؟

رغم وضوح أدلة الدفع، يبقى السؤال الأهم معلقاً: هل ارتُكبت جريمة فساد رياضي بين عامي 2001 و2018؟ يبدو أن ريال مدريد هو النادي الوحيد المصمم على معرفة الإجابة، وما إذا كانت تلك الظروف تشير فعلاً إلى شراء ولاءات حكومية.

محامو النادي الملكي أكدوا أن ريال مدريد وبقية فرق كرة القدم الإسبانية “تعرضت لتزوير الهوية والتلاعب بالمنافسة عبر قرارات حكومية غير مفهومة”. يتماشى هذا الموقف مع تصريح رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر تشيفرين، الذي وصف القضية بأنها “أسوأ ما رأيته في كرة القدم”.

استجواب لابورتا يكشف التناقضات

الأسئلة التي طُرحت على رئيس برشلونة جوان لابورتا خلال جلسته أمام المحكمة قبل عدة أسابيع كشفت عن تناقضات خطيرة. من بين 11 سؤالاً حاسماً، تمحورت التساؤلات حول كيفية اتخاذ قرار رفع مبالغ بهذا الحجم، ومن كان على علم بها داخل مجلس الإدارة.

سأل القاضي لابورتا: “كم عدد العقود الشفهية التي أبرمها نادي برشلونة بقيم تصل إلى 500 ألف يورو؟” وأيضاً: “لماذا لم يتم إبرام هذه العقود بشكل مباشر، بل عبر طرف ثالث؟”

كما طالت الأسئلة التقارير الـ647 التي ظهرت فجأة، ومدى قدرة خافيير إنريكيز على إعدادها أثناء عمله مساعداً لمدرب فنربخشة التركي في موسم 2008-2009.

توسيع نطاق التحقيق

نجح ريال مدريد قبل عدة أشهر في توسيع نطاق التحقيق القضائي ليشمل الفترة حتى 1 مارس، مما يدل على أن النادي الأبيض لم يتجاهل خطورة الاتهامات. كانت هذه الخطوة الأولى لإثبات جدية الموقف الملكي، تلاها الانتقال إلى مطالبة بتعويضات مالية عن الأضرار.

في المقابل، أوضح مسؤولو برشلونة أمام النيابة العامة والقاضي أن المدفوعات لم تصل أبداً إلى أيدي الحكام، رغم علمهم بوجود نيغرييرا كنائب لرئيس اللجنة الفنية للحكام، ولكنهم ينفون أي علاقة بوجهة المبلغ الضخم.

نهاية الشراكة التوافقية بين ريال مدريد وبرشلونة

تعني الظروف الحالية وداعاً نهائياً للتفاهم الضمني بين ناديين كانا تاريخياً يُفهمان بشكل أفضل من خلال التنافس والمواجهة، وليس من خلال الود الظاهري. التقارب الأخير للابورتا مع تشيفرين وناصر الخليفي، ومع رئيس الليغا خافيير تيباس، يعكس تحولاً استراتيجياً للنادي الكتالوني.

ومع ذلك، يبدو أن ريال مدريد مصمم على عدم السماح لهذه التحالفات بتعطيل مسار العدالة، ويسعى للكشف عن الجهة النهائية التي استلمت الأموال، والغرض الحقيقي من المدفوعات.


شارك