مدبولي يؤكد: مياه النيل قضية وجودية حسب توجيهات القيادة السياسية لا مجال للتهاون فيها

ألقي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، كلمة خلال فعاليات الجلسة الختامية من “أسبوع القاهرة الثامن للمياه” تحت عنوان “حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ واستدامة المياه”. لقد عُقد هذا الحدث تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر الجاري.
ترحيب وتأكيد مكانة مصر
استهل رئيس الوزراء كلمته بالترحيب بالحضور والمشاركين في ختام فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، الذي أصبح منصةً عالمية تجمع صنّاع القرار والخبراء والباحثين وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية من أكثر من 50 دولة. هذا الأمر يؤكد مرةً أخرى مكانة مصر كمركز إقليمي للحوار حول قضايا المياه والتنمية المستدامة.
أهمية التعاون الدولي
وأفاد الدكتور مصطفى مدبولي بأن أسبوع القاهرة الثامن للمياه شهد طيفًا واسعًا من الأفكار والمبادرات المتنوعة، مما يعكس وعيًا عالميًا متزايدًا بأهمية التعاون لمواجهة التحديات المائية في ظل الضغوط المناخية المتزايدة على الموارد الطبيعية.
محاور النقاش الأساسية
أضاف رئيس الوزراء أن اجتماعات هذا العام قد عُقدت تحت شعار “الحلول المبتكرة من أجل القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية واستدامة الموارد المائية”. وقد شارك فيها عددٌ من الوزراء والخبراء البارزين من مختلف القارات، مما يعكس أهمية أسبوع القاهرة للمياه كأحد أبرز المنتديات الدولية في هذا المجال.
مناقشات شاملة حول المياه
تضمنت مناقشات هذا الأسبوع خمسة محاور مترابطة: التعاون، المناخ، الابتكار، الحلول القائمة على الطبيعة، واستدامة البنية التحتية. هذه المحاور ليست مجرد عناوين نظرية بل تمثل خريطة طريق نحو مستقبل مائي أكثر أمانًا واستدامة للجميع.
فعاليات مميزة
وأشار رئيس الوزراء إلى الفعاليات البارزة والاجتماعات الوزارية المشتركة التي عُقدت، والتي عززت الحوار حول قضايا الأمن المائي والتمويل والتكامل الإقليمي. وبهذا، أصبح أسبوع القاهرة للمياه منبرًا عالميًا لتبادل الخبرات وصياغة الحلول التي تربط بين البحث العلمي والسياسات التنفيذية.
مصر وتحديات الأمن المائي
ناقش أسبوع القاهرة للمياه عدة قضايا تتعلق بالأمن المائي الدولي، وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تعتبر نموذجًا واضحًا لهذه التحديات، نظرًا لأنها تعتمد على مياه نهرٍ عابرٍ للحدود بنسبة تفوق 98%، في ظل زيادة سكانية مستمرة.
التغير المناخي والضغوط الإضافية
كما نبه الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن التغير المناخي في مصر يفرض تحديات إضافية على دلتا النيل والسواحل الشمالية، مما يزيد من مخاطر الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر.
التعاون الإقليمي والدولي
فيما يخص الأنهار العابرة للحدود، أكد رئيس الوزراء على أن القيادة السياسية ترى أن مياه النيل هي قضية وجودية تستدعي التعاون العادل والمنفعة المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة.
موارد حوض النيل
وذكر أن دول حوض النيل لا تعاني من شح الموارد، حيث تسقط على الحوض أكثر من 1660 مليار متر مكعب من الأمطار سنويًا، بينما تصل إلى دولتي المصب – مصر والسودان – فقط 84 مليار متر مكعب، مما يعكس تقاسم غير عادل للموارد.
التنمية الأفريقية والتعاون
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تسعى لدعم التنمية الأفريقية من خلال مشروعات واقعية في مجالات المياه والطاقة والزراعة، حيث أن التنمية الحقيقية تعتمد على التعاون لا على التفرد أو الإضرار بالآخرين.
الأمن المائي وموقف مصر
شدد رئيس الوزراء على أن الأمن المائي ليس مجالًا للمساومة، وأن مصر ستظل ملتزمةً بالتعاون القائم على القانون الدولي بينما تدافع عن حقوقها بكل الوسائل المشروعة.
تقنيات حديثة للري وإدارة المياه
رغم التحديات، استطاعت مصر أن تتعامل معها من خلال رؤية علمية متطورة وتخطيط يعتمد على التكنولوجيا الحديثة. فقد بدأت مصر بإدخال الجيل الثاني من نظام الري المحسن، الذي يتضمن محطات المعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي.
المستقبل والتزام مصر
وختامًا، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر ستستمر في تقديم حلول واقعية ومبادرات تمتد من النطاق المحلي إلى الإقليمي والدولي، مشددًا على التزام الدولة بمواصلة مسيرة الإصلاح والتطوير.
دعوة للتعاون والسلام
وجه رئيس الوزراء دعوة للمشاركين قائلاً: “دعونا نغادر هذا الأسبوع حاملين رسالةً واضحة: الماء ليس سببًا للنزاع، بل أساس للحياة والتعاون والسلام”.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بالتأكيد على أن مصر ستظل رائدة في إدارة مواردها، مؤمنةً بحق الجميع في التنمية وأن مستقبلنا يبدأ من قطرة ماء.