زين الدين زيدان يوضح سر اعتزاله وأبرز صفات المدرب الناجح

كشف زين الدين زيدان عن أسباب اعتزاله المبكر مع نادي ريال مدريد، بالإضافة إلى الصفات المهمة التي يجب أن يتحلى بها المدرب، مشيراً إلى بعض النواقص في كرة القدم الحديثة.

رؤيته للاعبين المؤثرين

خلال مشاركته في مهرجان الرياضة الذي نظمته صحيفة “لا جازيتا ديللو سبورت”، سُئل النجم الفرنسي عن اللاعبين الذين يثيرون إعجابه. أجاب: “بغض النظر عن مراكزهم، هناك لاعب يحمسني عند لمس الكرة وهو يامال. في مباراة إنتر ميلان العام الماضي في دوري أبطال أوروبا، قدم أداءً فردياً رائعاً. وأفكر أيضاً في فيتينيا و(جواو) نيفيز؛ فهما لا يخسران الكرة أبداً.”

ملاحظاته حول كرة القدم الحديثة

وعن الطابع البدني السائد في كرة القدم اليوم، قال زيدان: “أفتقد شيئاً ما. عندما أتابع المباريات، أرغب في رؤية أسلوب هجومي، لاعب يراوغ ويمرر الكرة لمسافات طويلة. نحن نشهد أحياناً مباريات جيدة، لكنني أفتقد بعض العناصر.”

صانع الألعاب ورقم 10

عندما سُئل زيدان عن إمكانية اختفاء صانع الألعاب، أي اللاعب الذي يحمل الرقم 10، أجاب: “نفتقر اليوم إلى اللاعبين الذين يستلمون الكرة خلف الخطوط. لم يعد هناك من يأخذ الكرة في منتصف الملعب، وهذا أمر غريب. إذا كنت سأمارس الدفاع، سأفعل ما يطلبه المدرب، لكن في الهجوم سأفعل ذلك بطريقتي.”

أيقونة كرة القدم رونالدو

تحدث زيدان عن البرازيلي رونالدو، زميله السابق في ريال مدريد، قائلاً: “إذا طُلب مني اختيار أفضل لاعب، سأقول إنه رونالدو البرازيلي. ما قدّمه في الملعب كان مذهلاً.”

انتقاله من يوفنتوس إلى ريال مدريد

استعرض زيدان تفاصيل انتقاله من يوفنتوس إلى ريال مدريد عام 2001، في صفقة تاريخية، حيث قال: “كنا في موناكو لحضور حفل، وتناولنا العشاء مع فلورنتينو بيريز. أعطاني رسالة تطلب مني أن أكون جزءاً من ريال مدريد.”

أضاف: “بعد خمس سنوات في يوفنتوس، وعندما كنت في الثلاثين من عمري، قررت أنه يجب أن أفعل ذلك الآن أو لن أفعل ذلك أبداً. ومع ذلك، ليس صحيحاً أن (لويس) فيغو لم يكن يمرّر لي الكرة في البداية. كنت سأستلم الكرة على أي حال.”

قرار الاعتزال

في سياق الحديث عن اعتزاله، قال زيدان: “عندما اعتزلت بعد مباراة فياريال، كان الخيار بيدي. لم أعد أستمتع برحلات المباريات أو الإقامة في الفنادق. كنت في فنادق حتى عندما ألعب في ملعب مدريد. توقفت عن اللعب في سن 34 بسبب ذلك. كان بإمكاني الاستمرار لعامين أو ثلاثة، لكن التجمع مع اللاعبين قبل المباريات أصبح صعباً جداً بالنسبة لي.”

صفات المدرب الجيد

سُئل زيدان عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدرب الجيد، فقال: “أعتقد أن الشغف بكرة القدم هو أهم صفة. يجب أن يغرس المدرب شيئاً في اللاعبين ويعطيهم ما بداخله. إذا كنت شغوفاً، ستعطي شيئاً مميزاً دائماً. يمثل المدرب 80% من الفريق؛ وإذا كان المدرب جاداً، سيكون اللاعبون جادين أيضاً. يجب أن تُظهر طاقة إيجابية دائماً.”

تجربته كمدرب

تابع زيدان بالحديث عن تحول الكثير من لاعبي الوسط إلى مدربين عظماء، قائلاً: “كوني لاعباً في وسط الملعب، كنت أرى كل شيء وأفهم ما يحدث في المباراة. أعتقد أن خط الوسط هو قلب اللعبة. إيسكو وبنزيما وكروس ومودريتش كانوا رائعين في التدريبات، لم يخسروا الكرة أبداً.”

وأكمل: “أفكر أيضاً في لاعبين مثل (ماركو) فان باستن و(رود) خوليت و(كارلو) أنشيلوتي و(فرانكو) باريزي و(باولو) مالديني. كانوا رمزاً لي.”

وأشار إلى توازنه في الملعب بقوله: “كنت متوازناً، لم أبالغ، وكان أدائي يتراوح بين الجيد والسيئ. لا يمكننا تقديم كل شيء بشكل جيد على مدى 15 أو 20 عاماً، لكن علينا التفكير في كيفية التحسن. نحن بحاجة إلى التوازن. أقدر الأشخاص المتحفظين، حتى في كرة القدم. أستمتع بتناول العشاء مع كروس ومودريتش اللذين يتحدثان بلعبهما في الملعب، لأنهما يشبهانني. حياتي جيدة الآن، حتى لو لم أعمل. أفعل أشياء أخرى وأراقب أبنائي وهم يلعبون. سأعود للتدريب يوماً ما، لكنني أستمتع بحياتي الحالية.”