اكتشف أراضي طرح النهر بعد تحذيرات الحكومة من ارتفاع منسوب النيل

أطلقت الحكومة تحذيرات عاجلة للمواطنين في المحافظات المجاورة لنهر النيل، بسبب الارتفاع الملحوظ في منسوب المياه خلال الأيام الأخيرة. هذا الارتفاع يشكل تهديداً لغمر أراضي طرح النهر التي تمتد على فرعي دمياط ورشيد، نتيجة الفيضانات القادمة من السودان وتصريف المياه من سد النهضة الإثيوبي.

ما هي أراضي طرح النهر؟

أراضي طرح النهر تشير إلى المساحات التي تقع حول مجرى نهر النيل، وقد استغلها بعض المواطنين للزراعة أو البناء بطرق غير قانونية. تُعتبر هذه الأراضي خطيرة لأنها منخفضة المنسوب، حيث تصل إلى 4 أمتار تحت سطح الأرض الطبيعية في القرى والمدن المجاورة، بينما ارتفاعها عن مستوى النهر لا يتجاوز نصف متر فقط، مما يجعلها عرضة للغرق عند أي زيادة في منسوب المياه.

احتمالية غرق الأراضي بسبب تصريف سد النهضة

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن تحذيرات الحكومة تهدف إلى تنبيه المزارعين، مشيراً إلى أن المياه قد تصل إلى هذه الأراضي في أي وقت من السنة، وبالتالي فلا يحق لأصحاب الأراضي المطالبة بالتعويض في حالة الغرق. وأوضح شراقي أن السد العالي جاهز لاستقبال الإيراد السنوي، الذي يبدأ عادة في أغسطس، لكن هذا الأمر تأخر خلال السنوات الأخيرة بسبب الاحتفاظ بالمياه في سد النهضة. وأضاف أن كميات المياه الواردة في سبتمبر الماضي تجاوزت 600 مليون متر مكعب يومياً نتيجة تصريف السدود السودانية، ومليار متر مكعب من سد النهضة بعد تشغيله رسمياً في 9 سبتمبر.

دور السد العالي وتوقعات وزارة الري

أشار الخبير المائي إلى أنه إذا ارتفع منسوب بحيرة ناصر إلى 182 متراً، سيتم فتح مفيض توشكى لتصريف الفائض، خاصة مع استمرار هطول الأمطار بغزارة. ومن المحتمل أن تضطر وزارة الري إلى ضخ كميات إضافية نحو البحر المتوسط عبر قناطر إدفينا على فرع رشيد، وهو ما قد يؤدي إلى غمر أراضي طرح النهر المنخفضة في محافظات مثل المنوفية والبحيرة.

تحذيرات محلية ومتابعة حكومية مستمرة

أكدت الوحدات المحلية في عدد من المحافظات أن الأراضي المقامة على طرح النهر في وضع حرج مع تزايد التدفقات المائية، ودعت الأهالي إلى توخي الحذر والابتعاد عن هذه المناطق حفاظاً على سلامتهم. تأتي هذه التحذيرات تماشياً مع تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الذي شدد على خطورة ارتفاع منسوب النيل بعد فتح بوابات سد النهضة، مؤكداً أن الحكومة تتابع الوضع يومياً وتقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات.