عودة إلى الإيقاع بقلم إلهام أبو الفتح: رحلة ملهمة نحو الإبداع

استعرض برنامج «صباح البلد» عبر NNi مصر، مقالًا للكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مديرة تحرير جريدة الأخبار ورئيسة شبكة قنوات ومواقع «NNi مصر»، المنشور في صحيفة «الأخبار» بعنوان: «عودة إلى الإيقاع».
بداية عام دراسي جديد
عندما تدق الأجراس وتفتح المدارس أبوابها، لا نبدأ عامًا دراسيًا وحسب، بل نبدأ عامًا مليئًا بالحيوية والعمل والالتزام.
استعادة النشاط والحركة
يعود صوت المنبه ليوقظ الكبار والصغار معًا، وتزدحم الشوارع بالخطوات المتسارعة والوجوه المتلألئة بالدهشة والخوف والحماس، وكأن المدينة بأكملها تستعيد وعيها.
عودة المجتمع إلى الإيقاع الجديد
لا يعود الأطفال وحدهم إلى مدارسهم، بل يعود المجتمع بأسره إلى إيقاع مختلف. كانت الإجازة الصيفية، بفترة الحرية والراحة، ضرورية لتجديد الطاقة واستعادة التوازن. إنها مرحلة يبتعد فيها الأفراد عن ضغوط الحياة اليومية ليعودوا أكثر استعدادًا لمواجهة المسؤوليات.
استئناف الحياة الطبيعية
ومع دقات جرس المدرسة، تستعيد الحياة مسارها الطبيعي. يدخل الأطفال الفصول بعيون حالمة وأسئلة عن المستقبل، بينما يستعد الكبار لملفات جديدة وخطط تحتاج للتنفيذ. إنها رحلة من الاسترخاء إلى الالتزام والمسؤولية.
التعليم وبناء الوعي
في المدارس يبدأ فصل جديد من التعلم وتشكيل الوعي، وفي أماكن العمل يبدأ فصل آخر مهم يتمثل في مواجهة الالتزامات وتجاوز الضغوط. بينهما يوجد خيط رفيع يشد التجربتين؛ فكل بداية تمثل امتحانًا جديدًا، سواء في الدراسة أو العمل.
نبض الحياة في المدن
مع هذه العودة، تستعيد المدن نبضها: المحلات تعود للعمل، والمؤسسات والشركات تستعيد نشاطها، ووسائل النقل تمتلئ بالوجوه. يبدو أن المجتمع يستعيد حيويته بعد فترة من الاستراحة. لكن هذا يرافقه أيضًا ازدياد الزحام، مما يحول صباح العودة إلى معركة يومية؛ السيارات تتكدس، والحافلات تتأخر، ليصبح المشوار العادي رحلة شاقة.
الأمل والتنظيم
ومع ذلك، يظل الأمل موجودًا. كما نتعلم من الكتب والدروس، يمكننا أن نستفيد من الأخطاء اليومية. التنظيم ممكن، والتخطيط لحركة المرور أمام المدارس ليس مستحيلاً. إذا كانت العودة للمدارس والعمل تذكيرًا بالمسؤولية، فإن مسؤوليتنا الحقّة هي إيجاد حلول تجعل حياة الناس أكثر سهولة وتترك لهم مساحة للاحتفال بفرحتهم.
عودة الحياة إلى الشوارع
رغم الزحام، فإن العودة للمدارس تجلب شعورًا بالحياة المتجددة. الضوضاء في الشوارع، رغم ثقلها، تعبر عن عودة الناس إلى أماكنهم، وأن المدينة استردت صوتها وحيويتها. قد نتمنى أن تكون العودة أكثر تنسيقًا وأقل ازدحامًا، ولكن يكفينا أن جميعنا، سواء كنا أطفالًا يحملون دفاترهم أو بالغين يتحملون مسؤولياتهم، نكتب معًا فصلًا جديدًا من العمل والالتزام في بناء وطن مزدهر.