المالية: نولي اهتماماً بكل مواطن، وموازنة 2026 تستهدف النمو والاستقرار والشراكة مع مجتمع الأعمال

منذ 2 ساعات
المالية: نولي اهتماماً بكل مواطن، وموازنة 2026 تستهدف النمو والاستقرار والشراكة مع مجتمع الأعمال

وفي الطبعة الثانية عشرة من تقرير موازنة المواطن 2025/2026، الذي نشرته وزارة المالية بهدف تعزيز الشفافية والإفصاح المالي وأطر المشاركة المجتمعية، صرح وزير المالية أحمد كجوك أن الموازنة الجديدة هي “موازنة للنمو والاستقرار والشراكة مع مجتمع الأعمال، وموازنة لكل المصريين”.

يهدف ذلك إلى تعزيز الوضع المالي والاقتصادي المحلي، ودعم القطاع الخاص، وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي والتنمية البشرية. الموازنة ليست مجرد خطة مالية، بل هي رؤية اجتماعية تلامس نبض المواطن المصري. وأوضح أن استمرار نشر موازنة المواطن على مدار الاثنتي عشرة سنة الماضية يعكس التزام وزارة المالية بالشفافية وبناء جسور الثقة مع المجتمع.

وأضاف الرئيس أن الاستثمارات الهادفة إلى بناء الثقة والشراكات ودعم مجتمع الأعمال ستزداد خلال الفترة المقبلة، مع تطبيق حزمة جديدة من التخفيضات الضريبية لشركائنا الممولين، مما يُسهم في زيادة النشاط الاقتصادي. وأشار إلى أن الموازنة تُولي الأولوية لجميع المواطنين، مُراعيةً جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن والشباب. وقال الرئيس: “كل قرش يُنفق من الموازنة هو رسالة دعم للمواطن المصري، تنعكس في مشاريع الخدمات والرعاية الصحية”، مُؤكدًا على مواصلة دعم التعليم والرعاية الصحية كاستثمارات حاضرة ومستقبلية.

وأوضح أننا نعمل على تعزيز سياسات وبرامج ومبادرات الحماية الاجتماعية التي تركز بشكل أكبر على الفئات المستحقة للدعم، بما يخفف من حدة التضخم. كما أشار إلى أن موازنة السنة المالية الحالية تستهدف مبادرات ذات أثر أكبر على حياة المواطنين. وأكد أننا نهدف إلى زيادة كفاءة الإنفاق العام بما يتماشى مع أولويات المواطنين، وضمان التوزيع العادل لعوائد التنمية، وتحسين جودة الخدمات.

وأضاف أننا نعمل على توفير الدعم الكافي للقطاعات الأكثر تضررًا والفئات الأكثر ضعفًا، مما يُمكّن اقتصادنا وبلادنا من الحفاظ على مستوى جيد من النشاط الاقتصادي. وأوضح أن تقرير “موازنة المواطن” يهدف إلى إرساء أسس التواصل الفعال مع مختلف شرائح المجتمع من خلال عرض مُبسط للأولويات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ضمن موازنة السنة المالية 2025/2026، مؤكدًا التزامنا المستمر بالمشاركة المجتمعية الفعالة. “معًا، نبني اقتصادًا قويًا ومتوازنًا”.

صرح نائب وزير المالية للسياسات المالية، ياسر صبحي، بأن أرقام الموازنة تعكس السياسات وتهدف إلى توضيح كل ما يهم المواطنين. وأضاف أن موازنة 2025/2026 ستعمل على دفع مسار النمو الاقتصادي وضمان الاستقرار المالي اللازم للنمو المستدام. وأكد على توازن السياسة المالية بين تحقيق أهداف الاستقرار المالي وضمان نمو النشاط الاقتصادي من خلال تعزيز القطاع الخاص ومواصلة خفض الدين العام والأعباء. وتهدف هذه الموازنة إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى معيشة المواطنين. وفي السنة المالية الحالية، تمت زيادة المخصصات المالية للدعم والمنح والمساعدات الاجتماعية إلى 742.6 مليار جنيه مصري. ويشمل هذا المبلغ 150 مليار جنيه مصري لدعم المنتجات البترولية والكهرباء، و160 مليار جنيه مصري للمواد الغذائية، و54 مليار جنيه مصري لمعاشات الضمان الاجتماعي وتكافل وكرامة، و13.6 مليار جنيه مصري للإسكان الاجتماعي، و3.5 مليار جنيه مصري لدعم توصيل الغاز الطبيعي إلى المنازل. أشار الطلاب إلى تخصيص 5.9 مليار جنيه مصري للتأمين الصحي و”التأمين الصحي الشامل” للمرأة والطفل، ودعم سبل عيشهما، ومواصلة دعم المبادرات الصحية، وزيادة ميزانية الأدوية إلى 21.9 مليار جنيه مصري. وأشار إلى أن بناء المستشفيات والمشاريع الخدمية الجديدة يُبرز بوضوح أولويات الميزانية في خدمة المواطنين.

أكدت الميزانية على أهمية برامج الحماية الاجتماعية، بما في ذلك تنفيذ برامج التغذية المدرسية كأداة فعّالة لتحسين صحة الطلاب وزيادة مشاركتهم وتفاعلهم في العملية التعليمية، لا سيما في المناطق الريفية والمناطق الأكثر احتياجًا. وقد كان لهذه البرامج، التي نُفذت بالتنسيق بين وزارات التربية الوطنية والصحة والتضامن الاجتماعي، وبدعم من شركاء دوليين مثل برنامج الغذاء العالمي، الذي يوفر وجبات غنية بالعناصر الغذائية الأساسية، أثر مباشر على تحسين المؤشرات الصحية في مصر.

وأشار إلى أن الحوار المجتمعي في المحافظات يُسهم في إعداد موازنة عادلة وشفافة من خلال تضمين احتياجات المجتمع المحلي فيها. وتُقدم هذه الجلسات عرضًا شاملًا ومبسطًا للموازنة العامة والسياسات المالية من خلال الحوار مع جميع شرائح المجتمع ومنظمات المجتمع المدني. كما يتضمن الحوار المجتمعي ورش عمل تهدف إلى تطوير وتعزيز آليات التواصل بين الوزارة ومختلف شرائح المجتمع المصري، مما يسمح بتبادل وجهات النظر المختلفة، وإدراج المقترحات والأفكار التي تُؤخذ في الاعتبار عند إعداد الموازنة العامة للعام المالي الجديد.

صرحت سارة عيد، مستشارة وزير المالية لشؤون شفافية الموازنة والمشاركة المجتمعية، بأن وزارة المالية، ممثلةً بوحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية، تعمل باستمرار على إصدار وتطوير ثمانية تقارير رئيسية للموازنة، منها تقرير موازنة المواطن، الذي يُمثل حلقة وصل بين المواطنين وصناع القرار. ويُعدّ هذا التقرير أداةً مهمةً لإشراك المواطنين، وخاصةً الشباب، في صياغة رؤية الحكومة وأولويات السياسة المالية للدولة، وأخذ آرائهم في الاعتبار. موازنة المواطن عقدٌ اجتماعيٌّ بدأناه قبل اثني عشر عامًا، وما زلنا نواصل تطبيقه.

وأضاف أن الشباب هم المستقبل، وقد حان الوقت لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في “التخطيط للغد… وتنفيذ اليوم”. وأضاف أن موازنة المواطن فرصة حقيقية للشباب ليصبحوا شركاء فاعلين في صنع السياسات واتخاذ القرارات، وأننا نواصل تدريب الكوادر الشابة ليكونوا “سفراء” لنشر مفاهيم الموازنة في جميع المحافظات. وأطلقت وزارة المالية، ممثلةً بوحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية، أول مسابقة من نوعها بعنوان “المشاركة في إعداد تقرير موازنة المواطن” عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف زيادة مشاركة الشباب في السياسة المالية لجميع الفئات العمرية. وتقدم للمسابقة طلاب من الجامعات والمدارس الابتدائية، وشارك فيها ممثلون بارزون من عدد من المحافظات، منها الفيوم، والإسكندرية، وأسيوط، وبني سويف، والمنيا، ودمياط، والقاهرة. وعكست هذه المشاركة تنوع الاهتمامات المحلية ورغبة الشباب في المساهمة الفعالة في تنمية مجتمعاتهم.

صُممت آليات المشاركة لضمان تنوع المحتوى. وسيتم تكريم أفضل المحتوى وأكثرها إبداعًا من قِبل ممثلين عن وزارة المالية، ونشره على منصات التواصل الاجتماعي، ضمن حملة إعلامية وترويجية شاملة تستهدف إشراك مختلف شرائح المجتمع، لا سيما أعضاء نادي المواطنة الفاعلة والمشاركين في النموذج الوطني للميزانية التشاركية وبرامج المسؤولية الاجتماعية. والهدف الرئيسي هو ترجمة هذه المخرجات إلى أدوات عملية تعزز الشفافية والمشاركة في عملية إعداد الميزانية.

وأوضح أن النموذج الوطني للموازنة التشاركية يُعدّ أداةً عمليةً لبناء الثقة بين الدولة والمواطنين. فنحن نضع أولوياتٍ حقيقيةً، بدءًا من القرى والمحافظات. ونقترح حلولًا واقعيةً تُدرك احتياجات المحافظات وتحدياتها. وفي الوقت نفسه، ومن خلال تطبيق آلياتٍ مُتنوعة للتواصل والمشاركة العامة، نهدف إلى تعزيز وزيادة قدرة الكوادر المواطنة الفاعلة والمستنيرة على قراءة وفهم وتحليل الموازنة والخطط والبرامج الحكومية. ومن أبرز هذه الآليات النموذج الوطني للموازنة التشاركية، المُطبّق في جميع المحافظات بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 944 لسنة 2023. يُرسّخ هذا النموذج ويُحافظ على مشاركة المواطنين الفعالة في تحديد الأولويات على المستوى المحلي، مما يجعل كل مواطن شريكًا حقيقيًا في توجيه أولويات الإنفاق العام. وتهدف الموازنة التشاركية إلى تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين في جميع المحافظات، والاستماع إلى احتياجاتهم وتوقعاتهم، وفهم التحديات التي يواجهونها، ثم ترجمة هذه المطالب إلى خططٍ واضحةٍ ومخصصاتٍ ماليةٍ تعكس مبادئ العدالة وتستجيب لاحتياجات المجتمع. هذا يجعل المواطنين شركاء في صنع السياسات والقرارات التي تحدد مستقبل البلاد، ويمنحهم صوتًا في المجتمع. النموذج الوطني للموازنة التشاركية، الفيوم ومصر. بعد نجاحه في الإسكندرية، يجري توسيعه ليشمل ست محافظات، بما في ذلك بني سويف ودمياط والمنيا.

صرح بأن المؤسسة، ممثلةً بوحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية بوزارة المالية، تهدف إلى تطبيق شعارنا: “من حقك أن تفهم وتشارك… ومن حقك أن تتطور”. وإيمانًا منا بأن المواطن هو الأساس وأن صوته هو بداية كل قرار سليم، أجرينا زيارتنا الميدانية الأخيرة لمحافظة بني سويف كخطوة جديدة لتعزيز التواصل المباشر مع محافظة تزخر بإمكانيات هائلة وقدرة على النمو والتطوير. كما ناقشنا أهم التحديات التي تواجه المحافظة، بالإضافة إلى الإصلاحات الضريبية والجمركية وأهم تطورات التوظيف. وعُقدت جلسة استماع عامة حول أهم ملامح الموازنة العامة 2025/2026، مما أدى إلى حوار مفتوح حول الأولويات والتحديات وكيفية معالجتها. كما أجرينا زيارات ميدانية لمشاريع مدعومة حكوميًا في محافظة بني سويف، مثل مستشفى بني سويف التخصصي، وممشى النيل السياحي، وغيرها.

وأوضح أن زيارتنا الميدانية لبني سويف تُعدّ نموذجًا يُحتذى به في المحافظات الأخرى، إذ تُمثّل خطوةً جديدةً اتخذتها وزارة المالية لزيادة المشاركة المجتمعية من خلال الشفافية، وتعزيز التنمية المحلية، وتسريع النمو المحلي، وتذليل مختلف العقبات التي تواجه المحافظات بالتنسيق مع جميع المؤسسات ذات الصلة داخل الوزارة. وذلك لتحسين حياة المواطنين على المستوى المحلي، والوقوف على أهم التحديات التي تواجه المحافظات. وقد أجرى الزيارة الميدانية نائب وزير السياسة المالية ومجموعة من رؤساء القطاعات المختلفة داخل الوزارة للتواصل المباشر مع محافظ بني سويف. وعقب هذا الاجتماع، عُقدت جلسة استماع عامة للتعرف على أهم أهداف السياسة المالية لموازنة 2025/2026. وهذا يُعزز شعور المواطنين بالانتماء، ويُسمع صوتهم في المجتمع، وقدرتهم على التواصل المباشر مع صناع القرار في الدولة. وعقد الوفد بعد ذلك جلسة استماع مع المستثمرين ورواد الأعمال في المحافظة للتعرف على التحديات التي يواجهونها خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الضريبية والجمركية والتوظيف بهدف الوصول إلى حلول واقعية تلبي احتياجاتهم وتساعد في تعزيز النمو والاستقرار والشراكة الحقيقية مع عالم الأعمال.

وأكد على ضرورة مواصلة الرصد الميداني لتحديد التحديات، ووضع حلول مستدامة على أرض الواقع، وتسريع وتيرة التقدم نحو رؤية مصر التنموية الشاملة. وأوضح أن التنمية المستدامة لا تُقاس فقط بتحسن المؤشرات الاقتصادية، بل أيضًا بتأثيرها الإيجابي الملموس على حياة المواطنين اليومية، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين مختلف المؤسسات الحكومية لتحسين مستوى الخدمات ورفع مستوى المعيشة.

صرحت سارة عيد بأن الشفافية المالية من أهم ركائز الحوكمة الرشيدة. ورغم أهميتها، فإننا لا نكتفي بنشر البيانات فحسب، بل نعمل باستمرار، من خلال وزارة المالية ووحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية، على استخدام هذه البيانات على نطاق أوسع لتعزيز الثقافة المالية وإشراك الجمهور، وخاصةً الشباب في الجامعات والمدارس.

وأضاف أن وحدة الشفافية بوزارة المالية، بصفتنا الجهة الممثلة فيها، دأبنا على إعطاء الأولوية للابتكار ومشاركة الشباب في عمليات صنع السياسات واتخاذ القرارات، ونواصل تحسين مؤشرات الشفافية من خلال نشر تقارير حول دورة إعداد وتنفيذ الموازنة، وزيادة المشاركة العامة. وأكد أن الشفافية ليست غاية في حد ذاتها، بل هي أداة تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة المواطنين. وقد ساهم العمل الأخير لوحدة الشفافية في زيادة تراكمية بلغت حوالي 36% في مؤشر شفافية الموازنة لنشر البيانات المالية، ليصل إلى 49/100 في عام 2023، مقارنةً بحوالي 13/100 في عام 2012، متجاوزًا بذلك المتوسط العالمي البالغ 47/100. ووفقًا لنتائج الجولة النهائية من مسح الموازنة المفتوحة (OBS) لعام 2023، والصادرة في مايو 2024، ارتقت مصر إلى المركز الثامن عالميًا في “مؤشر المشاركة العامة”، بعد أستراليا وفرنسا. حافظت على مركزها الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نفس المؤشر للعام الثاني على التوالي، تليها الأردن والمغرب، بزيادة قدرها 16% تقريبًا، لتصل إلى درجة 35/100 في عام 2023. وقد ارتفعت هذه النسبة من 19/100 في عام 2021، متجاوزة بذلك المتوسط العالمي البالغ 16/100 في عام 2023. هذا بالإضافة إلى حصول مصر على درجة تقارب 54/100 في مؤشر الرقابة على الموازنة في عام 2023، بزيادة قدرها 10 نقاط تقريبًا من 44/100 في عام 2021، متجاوزة بذلك المتوسط العالمي البالغ 45% لأول مرة.


شارك