وزير الاستثمار يشارك في حفل إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية

حضر وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المهندس حسن الخطيب حفل إطلاق مشروع “السرد الوطني للتنمية الاقتصادية: سياسات داعمة للنمو والتشغيل”، والذي نظمه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء.
يُمثل هذا السرد إطارًا شاملًا يُحقق الترابط والاتساق بين برنامج عمل الحكومة ورؤية مصر 2030، في ظل المتغيرات المتسارعة التي فرضتها التطورات الإقليمية والدولية. ويهدف إلى دفع مسار الإصلاح الاقتصادي من خلال التركيز بشكل أكبر على القطاعات الأكثر إنتاجيةً والأكثر قدرةً على الوصول إلى أسواق التصدير. وسيُسهم ذلك في الاستفادة من البنية التحتية المتطورة الناتجة، وخلق قاعدة داعمة للتصنيع والاستثمار، وإعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص.
وأوضح الوزير أن استراتيجية الاستثمار الأجنبي المباشر (2025-2030) جاءت في إطار جهود الدولة لإرساء حوكمة اقتصادية شاملة تعزز تكامل السياسات القطاعية مع الإطار المؤسسي والقانوني المنظم للاستثمار، وتعمل كخارطة طريق تهدف إلى تمكين مصر من الاستفادة الفعالة من الفرص الناشئة في ظل المشهد العالمي المتغير بسرعة.
وأضاف الخطيب أن الاستراتيجية تركز على تعزيز مكانة مصر كمركز استثماري إقليمي ودولي، وتوسيع قاعدة المستثمرين، وتنويع مصادر الاستثمار، وجذب استثمارات عالية الجودة في القطاعات ذات الأولوية ذات القيمة المضافة العالية. وسيضمن ذلك نموًا اقتصاديًا مستدامًا، وتوفير فرص عمل لائقة، وتعزيز التنوع الاقتصادي، والانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة، ودعم الاستثمارات الخضراء والاستثمارات التصديرية، ودمج مصر في سلاسل القيمة العالمية، مع تعظيم الأثر المحلي من خلال إعادة الاستثمار وتوسيع الأنشطة القائمة.
وأوضح الوزير أن الاستراتيجية تم إعدادها بالتعاون مع المديرية العامة للاستثمار والمناطق الحرة ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومجموعة البنك الدولي وبمشاركة فاعلة من الوزارات المعنية والقطاع الخاص وبما يتوافق مع أولويات الاقتصاد الوطني ويضمن تحقيق المستهدفات الكمية والنوعية.
وأوضح الخطيب أن الاستراتيجية تتضمن تحديد أولويات جذب الاستثمار في 13 قطاعاً اقتصادياً، منها ثمانية قطاعات جاهزة للنهوض العاجل، وخمسة قطاعات طموحة تتطلب استكمال سلسلة من الإصلاحات والسياسات الداعمة.
وأشار الوزير إلى أنه في المرحلة المقبلة سيتم وضع خطة تنفيذية مفصلة وآليات متابعة دقيقة لضمان ترجمة محتوى الاستراتيجية إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، بما يعزز قدرة مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق التنمية المستدامة.
أكد الخطيب أن الوزارة اعتمدت سياسات واضحة وشفافة لتشجيع الاستثمار، تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية غير الضريبية والإجرائية على المستثمرين، وتمكين القطاع الخاص من القيام بدور محوري في تحفيز الاقتصاد. وأشار إلى إطلاق منصة شاملة لرخص الاستثمار تربط 41 جهة حكومية، وتتضمن 39 دليل ترخيص، و389 خدمة إلكترونية، وتتيح الدفع الإلكتروني لـ 250 خدمة. تتيح المنصة للمستثمرين إنجاز معاملاتهم في مكان واحد، مما يُغني عن التواصل المباشر مع كل جهة.
وأضاف الوزير أنهم اعتمدوا سياسات تجارية منفتحة تساهم في زيادة الصادرات، وأنهم يعملون على تقليص عجز التجارة الخارجية من خلال تشجيع الاستثمارات الوطنية في الإنتاج والصادرات، وتوفير الخدمات اللازمة للمصدرين، وزيادة حصة شركات الاستثمار المحلية في الصادرات العالمية.
في إطار الاستعدادات لإدراج مصر في تقرير إعداد الأعمال، صرّح الوزير بأن الوزارة حللت منهجية التقرير، وجمعت الاستبيانات في 1945 سؤالاً، ووزعتها على فرق عمل الخبراء من المؤسسات المعنية حول المواضيع العشرة للتقرير. كما أشار إلى عقد ثلاث جولات من الاجتماعات الفنية لفرق عمل الخبراء بمشاركة المؤسسات العامة المعنية وخبراء من القطاع الخاص، بالإضافة إلى ثلاثة اجتماعات عقدتها اللجنة الوطنية والأمانة الفنية.
صرّح الخطيب بأنه تم الانتهاء من إعداد نموذج مرجعي للردود على استبيان المواضيع العشرة، وجُمعت الوثائق الداعمة، ورُئيت المسودة الأولى لمصفوفة الإصلاحات المقترحة بالتشاور مع الجهات المعنية. وأضاف أن ذلك سيتبعه حوار تشاركي مع مجتمع الأعمال حول الإصلاحات في كل موضوع من مواضيع التقرير العشرة، والتي سيُعتمدها مجلس الوزراء ويُطبّقها.