وزيرة التخطيط: إعادة هيكلة 59 هيئة اقتصادية لتحسين الكفاءة وترشيد النفقات العامة

منذ 4 ساعات
وزيرة التخطيط: إعادة هيكلة 59 هيئة اقتصادية لتحسين الكفاءة وترشيد النفقات العامة

أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن “السرد الوطني للتنمية الاقتصادية: سياسات داعمة للنمو والتشغيل” يهدف إلى إعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد وتعزيز القطاع الخاص كمحور أساسي في تهيئة مناخ الأعمال والاستثمار.

جاء ذلك خلال اجتماع بعنوان “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية: سياسات تدعم نمو الوظائف”، والذي عقد تحت رعاية ومشاركة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية الفريق كامل الوزير، ونائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس عمرو طلعت، ووزير الخارجية والهجرة والمصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، ووزير المالية أحمد كوجك، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية المهندس حسن الخطيب، ووزير التعليم والتدريب الفني محمد عبد اللطيف، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور علاء فاروق، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، بالإضافة إلى ممثلي القطاع الخاص ومجتمع الأعمال والشركاء الدوليين وأعضاء مجلس النواب ومراكز الفكر ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام.

وأوضح وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أنه في إطار التحول إلى اقتصاد أكثر انفتاحاً ومرونة، تبنت الدولة المصرية رؤية استراتيجية شاملة لإعادة تعريف دور الأنشطة الاقتصادية وتعزيز مكانة القطاع الخاص كمحرك رئيسي للنمو وخلق فرص العمل.

وأوضح أن هذا التحول يقوم على مبدأ الانتقال التدريجي من دور تنفيذي مباشر إلى دور تنظيمي تيسيري وشريك استثماري، مما يُسهم في رفع كفاءة تخصيص الموارد وتعظيم عوائد الأصول العامة. وأكد أن وثيقة سياسة ملكية الدولة تُمثل المرجع الأساسي الذي يُحدد إطار تدخل الدولة في مختلف القطاعات، مُميزًا بين القطاعات التي تستمر الدولة في إدارتها لأسباب استراتيجية، والقطاعات التي تُتاح فيها فرص للقطاع الخاص، سواءً من خلال الشراكات أو الاستثمارات الكاملة أو الجزئية. وهذا يعكس ترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية، وزيادة تنافسية الاقتصاد المصري.

وأشار إلى أن هناك ثلاث مؤسسات رئيسية متكاملة ومتخصصة وتقوم بأدوار مترابطة لتنفيذ هذه الرؤية، وهي: وحدة شركات القطاع العام التابعة لمجلس الوزراء والمنشأة بموجب قانون شركات القطاع العام أو المساهمة فيها، وصندوق مصر السيادي، ووحدة التموين الحكومي.

*قانون المؤسسات الاقتصادية العامة*

وأشار إلى أن إقرار قانون الشركات المملوكة للدولة وإنشاء وحدة الشركات المملوكة للدولة التابعة لمجلس الوزراء يعززان توجه الدولة نحو تعزيز القطاع الخاص ويمهد الطريق لمزيد من الاستثمار. وتتولى هذه الوحدة المهام الفنية المتعلقة بتقييم الشركات المدرجة، وتطبيق معايير استراتيجية مثل الجدوى الاقتصادية، وملاءمة السوق، وفرص مشاركة القطاع الخاص. كما تشرف على وضع خرائط طريق واضحة لعمليات التخارج أو إعادة الهيكلة، وتحديد الأصول التي يمكن نقلها إلى صندوق الثروة السيادية أو إدراجها في برنامج الطرح.

تماشيًا مع نهج التنمية الاقتصادية الوطنية، يُمثل صندوق مصر السيادي الأداة الاستثمارية للدولة لإدارة الأصول العامة استنادًا إلى مبادئ الكفاءة والعائد الاقتصادي. ويعمل على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية من خلال شراكات طويلة الأمد، وتنشيط العلامات التجارية الوطنية، وتعظيم القيمة المضافة للأصول.

وتحدث عن وحدة المشتريات الحكومية، المسؤولة عن التنسيق مع الجهات المعنية لتحديد أساليب الشراء المناسبة، وتعيين الاستشاريين وبنوك الاستثمار. وأوضح أن هذه البنية المتكاملة تعمل على ضمان التنسيق الفعال بين الجهات المعنية، وتسهيل الشراكات مع القطاع الخاص، وضمان التوزيع الأمثل والفعال لموارد الدولة، بما يحقق أهداف وثيقة سياسة أملاك الدولة.

*إعادة هيكلة الهياكل الاقتصادية*

كما سلّط الضوء على الجهود الوطنية المبذولة لإعادة هيكلة الوحدات الاقتصادية، والتي تُشكّل محورًا أساسيًا في هذا التحوّل. وتشمل هذه الجهود مراجعة 59 وحدة اقتصادية من أصل 63 وحدةً لتحقيق أقصى عائد اقتصادي، وتحسين كفاءة الأداء، وتقليل التداخل في الاختصاصات، وترشيد الإنفاق العام. وتُنفّذ هذه الجهود من خلال مسارات مقترحة، مثل تحويل المؤسسات العامة أو دمجها أو تصفيتها. ويعكس هذا إرادة سياسية واضحة لتحسين الكفاءة المؤسسية وجعل هذه الوحدات أكثر جاذبية للاستثمار.

*فهرس وثائق سياسة الملكية الحكومية*

كشف تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الوطنية ذات الصلة، عمل على تطوير مؤشر سياسة أملاك الدولة. ويمثل هذا المؤشر إحدى الأدوات الرئيسية التي طورتها الحكومة لرصد تنفيذ سياسة أملاك الدولة، التي تُعدّ ركيزة أساسية في برنامج الإصلاح الهيكلي الحكومي الهادف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني. وتكمن أهمية المؤشر في توفيره أداة كمية ومنهجية لقياس التقدم المحرز في تنفيذ السياسات، ليس فقط على مستوى خطوات التنفيذ، بل أيضًا على مستوى تأثيرها الفعلي على الاقتصاد. وهذا يوفر آلية رصد موضوعية وشفافة تدعم عمليات صنع القرار وتُرشد السياسات المستقبلية.

وأشار إلى أن مؤشر سياسة ملكية الدولة يهدف إلى قياس التقدم الشامل في تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة بشكل دوري، ورصد التغييرات فيما يتعلق بتعزيز القطاع الخاص، وربط الأهداف المعلنة بالنتائج الفعلية على أرض الواقع، بما يدعم استدامة الإصلاحات ويعزز ثقة المستثمرين والشركاء الدوليين في الاقتصاد المصري.

تجدر الإشارة إلى أن “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية” تُمثل إطارًا شاملًا يضمن التكامل والاتساق بين برنامج عمل الحكومة ورؤية مصر 2030، في ظل المتغيرات المتسارعة التي فرضتها التطورات الإقليمية والدولية. وتهدف إلى دفع عجلة الإصلاح الاقتصادي، وزيادة التركيز على القطاعات الأكثر إنتاجيةً والأكثر قدرةً على الوصول إلى أسواق التصدير، بما يُعزز البنية التحتية المتطورة، ويخلق قاعدة داعمة للتصنيع والاستثمار، ويعيد تعريف دور الدولة في الاقتصاد، ويعزز تنافسية الاقتصاد المصري، ويشجع مشاركة القطاع الخاص.


شارك