وزيرة التخطيط: مشروعات البنية التحتية تعتبر أسسًا لبناء اقتصاد قادر على مواجهة التحديات الخارجية

منذ 19 ساعات
وزيرة التخطيط: مشروعات البنية التحتية تعتبر أسسًا لبناء اقتصاد قادر على مواجهة التحديات الخارجية

أطلقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية الفريق كامل الوزير، ونائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس عمرو طلعت، ووزير الخارجية والهجرة والمصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، ووزير المالية السيد أحمد كجوك، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية المهندس حسن الخطيب، ووزير التعليم والتدريب الفني السيد محمد عبد اللطيف، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور علاء فاروق، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي رسميًا “السرد الوطني للتنمية الاقتصادية: سياسات تدعم نمو الوظائف” في فعالية حضرها ممثلون عن القطاع الخاص ومجتمع الأعمال والشركاء الدوليين وأعضاء مجلس النواب ومراكز الفكر ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام.

*الإطار الشامل*

أوضح وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية” تُمثل إطارًا شاملًا يضمن التكامل والاتساق بين برنامج عمل الحكومة ورؤية مصر 2030، في ظل المتغيرات المتسارعة التي أحدثتها التطورات الإقليمية والدولية. ويهدف هذا إلى دفع عجلة الإصلاح الاقتصادي، وزيادة التركيز على القطاعات الأكثر إنتاجيةً والأكثر قدرةً على النفاذ إلى أسواق التصدير، بما يُعزز البنية التحتية المتطورة الناتجة، ويوفر قاعدةً داعمةً للتصنيع والاستثمار، ويُعيد تعريف دور الدولة في الاقتصاد، ويعزز تنافسية الاقتصاد المصري، ويشجع مشاركة القطاع الخاص.

وأضاف أن الخطاب هو “برنامج إصلاح اقتصادي” وآلية لتعزيز أسس الاقتصاد المصري، حيث نقدم سياسات وإصلاحات هيكلية تدعم النمو وتجذب الاستثمار وتزيد من مشاركة القطاع الخاص وتسلط الضوء على الفرص القطاعية الواعدة.

*مرجع الشركة*

وأوضح المشاط أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بدأت في إعداد السرد الوطني للتنمية الاقتصادية عقب تشكيل الحكومة الجديدة ودمج الوزارتين في أكتوبر 2024، انطلاقاً من توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بزيادة معدلات النمو الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص بالتركيز على القطاعات الإنتاجية، وخاصة الصناعة.

كما أشار إلى أن صياغة “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية” استندت إلى أحكام قانون التخطيط العام للدولة رقم 18 لسنة 2022 وقانون المالية العامة الموحد رقم 6 لسنة 2022، واللذين اعتُمدا كمرجعين. وتنص هذه المواد على أن الوزارة المسؤولة عن شؤون التخطيط ستحدد الأهداف الاستراتيجية للدولة وإطار الموازنة متوسطة الأجل لجميع القطاعات لسنة الموازنة، وتضع أولويات تنفيذ هذه الأهداف، وتنشئ منظومة متكاملة للتخطيط التنموي، وتحدد الرؤية والاستراتيجيات ذات الصلة، وتتابع تنفيذها على المستويات الوطنية والإقليمية والقطاعية، وتربطها بالسياسات الاقتصادية الكلية. وتلتزم كل وزارة وهيئة، بالتنسيق مع الوزارة المسؤولة عن شؤون التخطيط، بإعداد وتحديد مؤشرات أداء لمخرجات ونتائج تنفيذ البرامج والأنشطة والمشاريع الرئيسية والفرعية.

*البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي*

وأكد أن الرؤية الوطنية للتنمية الاقتصادية ترتكز على برنامج وطني للإصلاح الهيكلي من خلال سياسات تدعم النمو والتشغيل، وتشمل ثلاثة محاور: تعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي، وتعزيز التنافسية الاقتصادية، وتحسين بيئة الأعمال، ودعم التحول الأخضر. وتتضمن هذه الرؤية استراتيجيات للاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، والتجارة الخارجية، والتشغيل، وتعزيز كفاءة ومرونة سوق العمل من خلال التركيز على القطاعات ذات الأولوية كالصناعة، والسياحة، والزراعة، والطاقة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات. ويصاحب ذلك تخطيط إقليمي لتوطين التنمية الاقتصادية، وتطبيق سياسات مالية ونقدية، وحوكمة للاستثمار العام تدعم هذه الاستراتيجيات.

*العلاقة التكاملية بين الاستراتيجيات الوطنية*

صرح وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بأن هذا التوجه ليس بمعزل عن جميع الاستراتيجيات الوطنية الأخرى، بل هو متكامل معها استجابةً للواقع الاقتصادي الراهن. وأشار إلى أن جوهر هذا الإطار يقوم على علاقة واضحة وتكاملية بين استقرار الاقتصاد الكلي وصياغة وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، التي تُعزز أسس التنمية الاقتصادية وتُطلق العنان للإمكانات الكامنة في الاقتصاد المصري.

وأكد أن خطاب التنمية الاقتصادية الوطنية برز في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات وتوترات جيوسياسية متزايدة، وصراعات إقليمية تتفاقم وتنتشر. فعلى الصعيد الاقتصادي، شهد العالم سلسلة من التطورات التي زادت من حالة عدم اليقين، لا سيما بعد تكثيف السياسات الحمائية وما نتج عنها من اضطرابات في الأسواق المالية العالمية، مما زاد من مخاوف المجتمع الدولي بشأن تأثير تصاعد التوترات الدولية على استقرار النظام الاقتصادي العالمي، وآفاق النمو المستقبلية، واتجاهات التضخم.

*المرونة الاقتصادية الكلية*

في ضوء هذه التطورات، صرّح بأن الحكومة المصرية تنتهج نهجًا متوازنًا ومعتدلًا يعزز مرونة الاقتصاد المصري وقدرته على مواجهة الأزمات العالمية، ويستغل الفرص المتاحة للتغلب على حجمها. كما أشار إلى أنها تتصدى بحزم للتحديات المحلية من خلال التركيز على السياسات والبرامج الكفيلة بمواجهتها، وتسريع النمو الشامل والتنمية المستدامة عبر ثلاثة أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية.

وأضاف أن تداعيات الأحداث الدولية فرضت علينا اتباع نهج تخطيطي مرن، يتطلب متابعة ومراجعة مستمرة لأهداف الخطط والاستراتيجيات الوطنية استجابةً للمستجدات. ويُعد هذا الأمر ضروريًا في ظل الظروف المتغيرة، إلى جانب الجهود المستمرة لتطوير وتحديث عدد من الاستراتيجيات ذات الأولوية، بما في ذلك استراتيجية الاستثمار الأجنبي المباشر، واستراتيجية التنمية الصناعية، واستراتيجية تعزيز التجارة الخارجية، والاستراتيجية الوطنية للتشغيل، بالإضافة إلى التحول نحو إعداد خطط التنمية والموازنة العامة ضمن إطار موازنة متوسط الأجل يشمل سنة الموازنة والسنوات الثلاث التي تليها.

وأكد أن الدولة، خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلقت في مسار تنموي حثيث، من خلال ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الطرق، والطاقة، والموانئ، والنقل الذكي، وتطوير المناطق الصناعية والاقتصادية. وأكد أن هذا الهدف يهدف إلى تهيئة بيئة مواتية للنشاط الاقتصادي وتشجيع الاستثمار. وأوضح أن مشاريع البنية التحتية تُشكل الأساس لبناء اقتصاد أكثر ديناميكية، قادر على امتصاص الصدمات الخارجية، وتوليد قيمة مضافة حقيقية، من خلال توليد الموارد من القطاعات الاقتصادية الحقيقية، وتحفيز الأنشطة الإنتاجية، وتوسيع قاعدة الصادرات، بما يدعم معدلات نمو مستدامة.


شارك