مدبولي يوزع العقود على مستفيدي الأكشاك المنتقلين من سور الأزبكية

بدأ رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي جولته في عدد من المشاريع بالأحياء التاريخية بالقاهرة بتفقد مشروع إحياء حديقة الأزبكية التراثية بعد اكتماله. رافقه وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، ووزير الإسكان والخدمات العامة والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني، ومحافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر خليل، ورئيس الهيئة الوطنية للتكيف العمراني المهندس محمد أبو سعدة، ورئيس شركة المقاولون العرب المهندس أحمد العصار، ومدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) في مصر السيد أحمد رزق، ومسؤولون من الوزارتين والمحافظة، واستشاري المشروع الدكتور ماهر أستينو.
أعلن وزير الإسكان، المهندس شريف الشربيني، أن حديقة الأزبكية تُعد من أقدم الحدائق في محافظة القاهرة، وهي المساحة الخضراء الوحيدة ضمن مخطط القاهرة الخديوية. وتنفذ وزارة الإسكان والبنية التحتية والمجتمعات العمرانية مشاريع تأهيل تهدف إلى إحياء القاهرة التاريخية، وإعادة رونق هذه الحديقة العريقة كمساحة ترفيهية ومنتزه لسكان القاهرة. وأشاد الشربيني بالعمل الدؤوب لإحياء القيم المعمارية والتراثية لمباني الحديقة التاريخية.
وقال وزير الإسكان: إن مشروع حدائق الأزبكية يأتي ضمن مشروعات إحياء القاهرة الخديوية والتي تشمل أيضاً المنطقة المرصوفة للمسارح التاريخية، وسوق الكتب الجديد بالأزبكية، ونادي السلاح، وجراج دار الأوبرا، وعمارات القاهرة الخديوية (شارع قصر النيل)، وممرات مثلث البورصة، ومسجد التوحيد.
وأشار وزير الإسكان، الذي زار الحديقة وتفقد جوانب مختلفة من مشروع تطوير حديقة الأزبكية التراثية، إلى أن المشروع يهدف إلى تجديد البحيرة التاريخية وفق أحدث النظم، وترميم المنشآت التاريخية مثل النوافير، وإصلاح الأشجار القديمة وعمل التعزيزات اللازمة، وإصلاح المنشآت المطلة على الحديقة.
في هذا السياق، استمع رئيس الوزراء إلى شرح مفصل عن الوضع الراهن للمشروع، بما في ذلك البحيرة، والنافورة التاريخية، والمسرح الروماني، والبرجولات، والكافيتريا، والمطعم، وأسوار المدينة، وغيرها. وإلى جانب الحفاظ على الأشجار التراثية القيّمة، يشمل العمل تجديد العديد من مكونات الحديقة، مثل النافورة التاريخية، ومبنى نادي الرماية، ومنطقة التل التراثي، بالإضافة إلى إعادة إحياء البحيرة، والمسرح المكشوف، والكافيتريا، وأسوار المدينة التراثية، والبرجولات.
وقام رئيس الوزراء والوفد المرافق له بجولة في أقسام الحديقة استعدادا لافتتاحها، والتي سيتم استخدامها كمنطقة أنشطة ترفيهية لأهالي القاهرة، وفتحها للجمهور في أقرب وقت ممكن.
في غضون ذلك، أشرف الدكتور مصطفى مدبولي على وضع رؤية شاملة لسير العمل في الحديقة بسرعة. تتضمن هذه الرؤية آليات واضحة لضمان أعلى كفاءة لهذه الحديقة التراثية، والحفاظ عليها، واستدامة الجهود الكبيرة المبذولة لاستعادة مظهرها الحضاري.
بعد ذلك، تفقد رئيس الوزراء والوفد المرافق له تطورات سوق الكتب الجديد في الأزبكية والوضع الراهن له. واستعرض وزير الإسكان وضع المكتبات الجديدة، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 805 أمتار مربعة، وأعمال التطوير الجارية لتحسين الخدمات في المنطقة، بما في ذلك إنشاء الأكشاك والحمامات والمبنى الإداري للمنطقة.
وفي هذا الصدد أعلن الوزير عن إجراءات تشغيل أكشاك الكتب والمشروبات بحديقة الأزبكية التراثية، والتي تتضمن الحفاظ على تصميم معماري موحد، وتجنب وضع لافتات عشوائية، ومنع استخدام كشافات قوية لا تتناسب مع الطابع التراثي، وتنفيذ صيانة دورية تحت إشراف استشاري موحد.
قال الوزير: “تم تسليم الأكشاك لأصحابها، ويجري حاليًا إنشاء منطقة عازلة خاصة بمنطقة السوق. سيسمح ذلك للبائعين والقادمين من محطة المترو بالتنقل بحرية دون الحاجة إلى المرور بموقع البناء. كما تم التنسيق مع الهيئة الوطنية للأنفاق لضمان افتتاح بوابة المترو المطلة على سوق الكتب قريبًا”.
وأشاد رئيس الوزراء بالطابع الحضاري للأكشاك التي تم تجديدها، خاصة أنها تحمل أسماء كبار الكتاب والمفكرين المصريين، مؤكدا ضرورة الحفاظ على هذه الصورة الجديدة والحضارية لسوق الكتاب.
سلّم الدكتور مصطفى مدبولي سلسلة من العقود لأصحاب الأكشاك التي نُقلت من سور الأزبكية القديم إلى السوق الجديد. في هذه الأثناء، عرض أحد أصحاب الأكشاك صورًا تُظهر المراحل التاريخية المختلفة لسور الأزبكية. وصرح محافظ القاهرة بأن أصحاب الأكشاك قد مُنحوا تصاريح مؤقتة لحين تسليم جميع العقود. وأشاد أصحاب الأكشاك بالسوق الجديد الذي أنشأته الدولة لسور الأزبكية التاريخي، مؤكدين فخرهم باستلام عقود الأكشاك وحرصهم على العمل في بيئة نظيفة وحضارية تواكب التطور الذي تشهده الجمهورية الجديدة في جميع المجالات.