إلهام أبو الفتح تكتب: كم عدد الثقوب التي لم تُكتشف بعد؟

منذ 4 ساعات
إلهام أبو الفتح تكتب: كم عدد الثقوب التي لم تُكتشف بعد؟

في برنامج “صباح البلد” على قناة NNi مصر، استعرضت الإعلامية نهاد سمير مقالاً للصحفية إلهام أبو الفتح، رئيسة تحرير جريدة الأخبار ورئيسة شبكة قنوات ومواقع NNi مصر. نُشر المقال في جريدة الأخبار تحت عنوان “كم من ثقوب لم تُكتشف بعد؟”

وقالت الصحفية إلهام أبو الفتح:

صورة وفيديو على فيسبوك… حفرة تحت جسر بالجيزة، حيث أُجبر الأطفال والنساء والشباب على الدخول إليها. مشهد غريب ومؤلم، أشبه بفيلم “العفاريت”. فبينما ينتظرهم المرح في الداخل، يُستغل الأطفال بالتسول والبيع القسري.

انتشرت الصور بسرعة كبيرة، وبدأ الجميع يتحدثون: “أين الأمن؟”، “يجب على أحدهم التدخل”.

لقد جاء الرد أسرع من المتوقع.

سارعت الشرطة إلى تحديد مكان الحادث، وشنت عملية واسعة النطاق. وكانت النتيجة اعتقال عشرين شخصًا، بعضهم من ذوي السوابق الجنائية، بتهمة حيازة سكاكين. والأسوأ من ذلك، أن خمسة أطفال كانوا يُجبرون على التسول وجمع المال وبيع أشياء بسيطة عند إشارات المرور.

لم تكن الحفرة تحت الجسر ملجأً للاختباء فحسب، بل كانت أيضًا بؤرةً للهروب والجريمة. ألقت الشرطة القبض على المشتبه بهم، وأغلقت الحفرة لمنع تكرارها، ووضعت الأطفال في دور رعاية ليبدأوا حياةً أفضل وأكثر كرامةً.

وقد أعطى هذا الإجراء السريع ثقة كبيرة للناس وأكد أن الشرطة جاهزة وقادرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال.

لكن الواقع أن المشهد لا يقتصر على هذه الحادثة. فجميعنا نرى أطفالًا صغارًا يركضون في الشوارع وعند إشارات المرور يوميًا، ونساءً يحملن أطفالهن بين أذرعهن ويتوسلن للمارة بطرق مختلفة. إنها مشاهد مؤلمة تُذكرنا بأن الاستغلال لا يزال قائمًا، وأن هناك أوكارًا أخرى كثيرة لا نعرف عنها شيئًا، وأن الجريمة المنظمة موجودة.

وهذا يثير السؤال التالي: كم عدد الثقوب التي لا تزال غير مكتشفة؟

كم طفلًا آخر ينام في الشوارع ويُستغل؟ كم من الأماكن المجهولة لم نرها بعد؟ كم من الفرص ضاعت لإنقاذهم قبل أن يلقوا هذا المصير؟

القضية أكبر من مجرد إلقاء القبض على عصابة واحدة. إنها مسؤولية المجتمع بأكمله: البيوت والمدارس ووسائل الإعلام والجمعيات. لقد قامت الشرطة بدورها، لكن واجبنا هو الوصول إلى جذور المشكلة وحماية الأطفال قبل أن يقعوا في أيدي من يستغلونهم.

لقد تم إغلاق حفرة واحدة اليوم… ولكن لدينا ثقوب أخرى يجب أن نغلقها حتى لا نضطر إلى طرح نفس السؤال غدًا: كم عدد الثقوب التي لا تزال غير مكتشفة؟

 

 


شارك