مدبولي يُعلن تراجع معدل التضخم إلى 13.1%

عقد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم عقب اجتماع مجلس الوزراء. استهل مدبولي كلمته بتحية الصحفيين والإعلاميين.
وقال رئيس الوزراء “يشرفني أن أكون هنا اليوم مع مجموعة كبيرة من ممثلي القطاع الخاص من اتحاد الغرف التجارية المصرية لمناقشة قضية مهمة نطرحها جميعا منذ فترة طويلة وهي العمل على خفض أسعار السلع الأساسية للمواطنين المصريين”.
“اليوم، وبمبادرة كريمة من اتحاد غرف التجارة وبالتنسيق مع الحكومة، سنقوم باستعراض كافة المبادرات المتفق عليها خلال الأسبوعين الماضيين منذ أن بدأنا الإعلان عن عملنا بشأن مبادرات خفض الأسعار”.
وتابع رئيس الوزراء: لكن قبل ذلك أود أن أتطرق إلى بعض القضايا التي شغلت الرأي العام ويتم مناقشتها على نطاق واسع في البرامج الحوارية ووسائل التواصل الاجتماعي.
قال الدكتور مصطفى مدبولي: “على الصعيد السياسي، انعقدت هذا الأسبوع، وتحديدًا أمس، القمة المصرية الأوغندية برئاسة مشتركة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس أوغندا يويري موسيفيني. وناقشت القمة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بينهما”.
وفي إشارة لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب القمة، قال رئيس الوزراء إن “كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن حماية حقوق مصر المائية في نهر النيل واضح للغاية ولا لبس فيه”.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: “لا أحتاج إلى تكرار تصريحات الرئيس الواضحة والفعالة، والتي أكدت أن مصر لا تعارض أي تنمية في دول حوض النيل. بل على العكس، ندعم ونمول اليوم عددًا من المشاريع في العديد من دول حوض النيل، وخاصةً في الحوض الجنوبي. مشكلتنا الوحيدة هي حوض النيل الشرقي، أو ما نسميه حوض النيل الأزرق، الواقع في إثيوبيا ومصر والسودان. ليس لدينا أي مشاكل مع دول حوض النيل الجنوبي. بل على العكس، ندعم وننفذ عددًا من المشاريع التنموية مع هذه الدول”.
كانت رسالة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحةً للغاية، حيث أكد أننا لن نفرط في حق مصر في نهر النيل، فهو شأنٌ يخص الشعب المصري. ولذلك، تستخدم مصر كل أدواتها وآلياتها لضمان حماية هذه الحقوق.
ألقى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي كلمةً في أول زيارة دولية لرئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل الطيب إدريس منذ توليه منصبه، وذلك في مؤتمر صحفي. وأعرب مدبولي عن تشرفه بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد على متانة العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين المصري والسوداني، ليس فقط من خلال نهر النيل، بل أيضًا من خلال روابط الأخوة الواسعة بين الشعبين الشقيقين. وأعرب مدبولي عن أمله في أن تظل هذه العلاقة، بإذن الله، قوية ومتينة كما كانت دائمًا.
صرح رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء السوداني، بأن السودان أعرب عن امتنانه وتقديره، حكومةً وشعبًا، لدعم مصر للسودان، واستضافة العديد من أشقائه السودانيين الذين اضطروا للقدوم إلى مصر ضيوفًا شرفًا ومحترمين نظرًا للظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها السودان. وأكد أن مصر، بإذن الله، ستظل دائمًا بلد الأمن والأمان والسلام، وستظل دائمًا سندًا لأشقائها في الدول العربية والإفريقية.
وقال بومبيو إن العديد من القضايا الثنائية، مثل فرص توسيع التجارة ومشاريع الربط الكهربائي وغيرها من القضايا، نوقشت خلال المحادثات مع نظيره السوداني، وأن المحادثات كانت بناءة للغاية من حيث تعزيز العلاقات بين مصر والسودان.
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوفد المصري، جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في العاصمة عمّان، حيث تناول نتائج مشاركته في الدورة الثالثة والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة. ونقل جلالة الملك عبد الله إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة تقدير ومودة واحترام، وتوافقًا تامًا حول جميع القضايا المشتركة التي تهم مصر والأردن، وخاصةً فيما يتعلق بمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه القضية الفلسطينية. وأضاف مدبولي: “كما وجّه جلالة الملك عبد الله الثاني، رئيس الوزراء الأردني الدكتور جعفر حسن، بالعمل على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر في مختلف المجالات الاقتصادية”.
أعرب رئيس الوزراء عن ارتياحه للدور المهم الذي تقوم به الحكومة الأردنية في تبسيط إجراءات إقامة العمالة المصرية في الأردن. كما ناقش الجانبان العديد من القضايا المتعلقة بتعزيز العلاقات الاقتصادية، لا سيما في قطاع الطاقة، والتعاون في مجال الكهرباء والغاز الطبيعي، مؤكدين على الدور المحوري لمصر في دعم احتياجات الأردن. كما جرى بحث توسيع نطاق هذا التعاون ليشمل دولًا أخرى خلال الفترة المقبلة.
كما أثار رئيس الوزراء عددًا من النقاط المهمة، مشيرًا إلى أن اجتماع مجلس الوزراء اليوم أقرّ قرار تشكيل لجان لإجراء مراجعات وتقييمات في مختلف المجالات بما يتماشى مع تعديلات قانون الإيجار القديم. واعتبر هذه الخطوة مؤشرًا واضحًا على أن الحكومة تعمل بالفعل على دراسة جميع هذه القضايا قبل إقرار القانون.
أوضح الوزير أن هذا القرار ينص على تشكيل لجان على مستوى كل محافظة، تُحدد المناطق المميزة والمتوسطة والاقتصادية وفق معايير واضحة مُحددة في القرار، بنظام النقاط ودون أي جهد من أي جهة، وتُقيّم قيمة الإيجار الشهري لهذه المناطق. وأوضح أن هذا القرار، الذي أقره مجلس الوزراء، سيُطبّق فورًا ابتداءً من السبت المقبل. كما صرّح بأنه سيترأس اجتماعًا لمجلس المحافظين السبت المقبل لطلب اتخاذ إجراءات فورية في هذا الشأن. وأضاف: “لن نتباطأ في جميع الأمور التي تهم المواطنين المصريين فيما يتعلق بتطبيق قانون الإيجارات، بل سنُسرّعه”.
فيما يتعلق بقانون الإيجار القديم، صرّح رئيس الوزراء بأنه سيتم عرض مسودة قرار رئيس الوزراء في اجتماع مجلس الوزراء القادم، والتي ستحدد معايير الأولوية للمستأجرين المؤهلين للحصول على سكن بديل بموجب المادة 8 من القانون. ومن المقرر اعتماد المسودة في الاجتماع. كما ذكر أن المنصة الإلكترونية ستكون جاهزة للعمل اعتبارًا من 1 أكتوبر، وستكون مكاتب البريد مفتوحة أيضًا لتلقي طلبات المستأجرين المؤهلين الذين يطلبون وحدات سكنية بديلة بناءً على المعايير التي سيعتمدها مجلس الوزراء القادم. وهذا يعني أن النظام بأكمله سيكتمل بعد أن تعمل المنصة لمدة ثلاثة أشهر وتتلقى الطلبات والبيانات من المستأجرين الذين يطلبون سكنًا بديلًا. وبحلول نهاية الأشهر الثلاثة، سيكون لدينا جرد نهائي لهذه المشكلة، وبناءً على هذا الجرد، ستبدأ الحكومة في تنفيذ خطط لمعالجتها.
أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى الاجتماع المهم الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رؤساء مختلف المؤسسات الإعلامية في البلاد، والذي حظي بتعليقات واسعة، مؤكدًا أن هذا الاجتماع يُمثل نقطة تحول مهمة في تطوير المنظومة الإعلامية المصرية. وأوضح مدبولي أن هذا الاجتماع تضمن توجيهات واضحة بتقديم خارطة طريق واضحة له في أقرب وقت ممكن، تُحدد جميع التفاصيل المتعلقة بتطوير الإعلام المصري. كما أشار إلى ضرورة وضع هذه الخارطة بدعم من جميع المعنيين والخبراء والشخصيات العامة، بما يضمن التوافق والتفاهم بين جميع المعنيين بهذا القطاع المهم.
صرح رئيس الوزراء أن الرئيس أكد استعداده لتعزيز مبدأ عرض وجهات نظر الطرفين خلال اللقاء. وأوضح أن الدولة منفتحة تمامًا على هذه القضية، ومستعدة لتوفير جميع الآليات والأدوات لضمان حرية التعبير وعرض جميع وجهات النظر، بحيث يكون المواطنون على دراية بجميع جوانب ووجهات نظر القضايا التي تهمهم، دون هيمنة أو تغليب لوجهة نظر على أخرى. كما أكد الرئيس أن نجاح هذا المعيار يكمن في اطّلاع الجميع على جميع المعلومات المتعلقة بأي قضية، وإلمامهم بالتفاصيل، وقدرتهم على تكوين آرائهم بناءً على المعرفة والمعلومات الواقعية حول كل قضية.
وأكد “ثقتنا كبيرة في هذا القطاع المهم وفي الكوادر الإعلامية المصرية التي تزخر بها مصر، وهذا الأمر من أهم أولوياتنا، وبإذن الله سنستكمل هذه الخارطة وخطة التنفيذ، ونعرضها على الرئيس ونتفق عليها، ونبدأ تنفيذها في أقرب وقت”.
وفي إطار الرأي والمعارضة، أكد الدكتور مصطفى مدبولي استعداده لمتابعة كل الأفكار والآراء المطروحة، مشيراً إلى أنه تم عقد عدد من الاجتماعات في هذا الإطار بشأن تطوير القاهرة، منها تطوير الأراضي الفضاء على نهر النيل، وإحياء القاهرة الخديوية، وإحياء وتطوير حدائق الأزبكية، ومشروع تطوير حدائق تلال الفسطاط.
قال رئيس الوزراء: “بينما تتداول التقارير عن إعداد الحكومة استراتيجية شاملة لتنمية الأراضي الواقعة على ضفاف النيل ووضع رؤية استثمارية لها، برزت شائعات ومعلومات مغلوطة عن نية الدولة بيع أصولها كما لو كانت تتخلى عن مواردها الأساسية. لكن في الواقع، إن وضع استراتيجية لإدارة واستثمار الأصول غير المستغلة لا يعني إهدارها، بل على العكس، يهدف إلى تحقيق عوائد أكبر منها”.
لدينا العديد من المواقع المتميزة، مثل قطعة أرض على نهر النيل تُستخدم حاليًا كمحطة أو موقف سيارات للنقل العام، لكنها لا تُستغل على النحو الأمثل. وهذا يطرح السؤال: هل هذا هو الاستخدام الأمثل لهذه المواقع المتميزة؟
أكد رئيس الوزراء على توجيهاته بإجراء حصر شامل للأراضي القائمة وتقييم شامل لتحديد قيمتها وأصولها وقيمتها التجارية، بالإضافة إلى دراسة آليات الاستثمار الممكنة وبدائل استغلالها. وأشار إلى أن قيمة هذه الأراضي قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وأن تركها دون استغلال يُعدّ هدرًا للموارد.
لذلك، ستُطرح هذه الأراضي كفرص استثمارية بالتعاون والشراكة مع القطاع الخاص لاستخدامها في مشاريع تنموية في قطاعي السياحة والفندقة، أو في القطاعين السكني والإداري. وأكد أن للدولة الحق في استغلال هذه الأصول، وعدم تركها دون استغلال، من خلال طرح فرص استثمارية مبنية على دراسات وتقييمات مناسبة، توفر خيارات استثمارية متعددة ومبتكرة.
أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة واجهت انتقادات في وقت ما لسيطرتها على قطاعات معينة وتنفيذها مشاريع عبر شركاتها التابعة ووزاراتها دون توفير موارد كافية للقطاع الخاص. في الوقت نفسه، أثار تبني سياسة الشراكة مع القطاع الخاص، وفقًا لوثيقة سياسة أملاك الدولة، انتقادات من جهات أخرى، اتهمت هذا النهج بإهدار أصول الدولة وإثارة الجدل. وأكد مدبولي وجود إجماع على ضرورة عدم ترك هذه الأصول دون استخدام أو استغلال، مشددًا على ضرورة تحقيق أقصى استفادة من موارد الدولة.
أوضح أن المسألة لا تقتصر على قطعة أرض ذات قيمة محددة، بل تشمل إقامة مشاريع متنوعة، كالفنادق والمشاريع الإدارية والسكنية، تُسهم في توفير فرص عمل للشباب المصري. كما تُسهم هذه المشاريع في القيمة المضافة للدولة من خلال الضرائب المُترتبة عليها. وأشار إلى أن المسألة لا تقتصر على مجرد إقامة شراكة على هذه الأرض وجعلها المصدر الوحيد لدخل الدولة، بل على العكس، هناك إيرادات أخرى مهمة تُدرّها هذه العملية.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة تعمل على وضع رؤية شاملة لتطوير خديوي القاهرة. كما أكد أن من أهم ركائز هذا التخطيط الحفاظ على الطابع التاريخي الفريد لهذه المنطقة، المصنفة كموقع تراثي ذي طابع فريد. لذلك، لا تُهدم المباني القائمة، ولا تُغير واجهاتها، بل تُحفظ.
“نحن نتحدث عن تطوير واسع النطاق، وهناك الكثير من العقارات في هذه المباني التي غيرت عملياتها، ويتم استخدامها للتخزين، أو يتم إغلاقها، أو غير مستخدمة بطريقة أخرى.”
وأوضح أن التجارب العالمية في هذا الصدد تشمل إعادة استثمار هذه المناطق وتنشيطها، بحيث يمكن إعادة تفعيلها لأغراض سياحية أو إدارية أو سكنية. كما يجري إعادة تصميم شبكة الشوارع، وقد شهدنا تجارب عالمية ناجحة للغاية، حيث تم تحويل هذه الشوارع جزئيًا أو كليًا إلى ممرات للمشاة، واستخدامها كمواقف سيارات للمواطنين ليلًا. وتُغلق هذه الشوارع أمام حركة المركبات حتى ساعة محددة، وتُفتح المنطقة للمشاة.
وتابع: “هذه أفكار نناقشها في إطار الضوابط والمعايير المعمول بها. وبالتوازي مع ذلك، يجب أن نتابع تطوير حدائق الأزبكية، وكيفية تطويرها وترميمها إلى حالتها الأصلية قبل مئة عام، مع الحفاظ على جميع تفاصيلها وصيانتها. كما تشمل عملية إحياء الحدائق إحياء سور الأزبكية بشكل سليم وحضاري”.
كما تطرق رئيس الوزراء إلى مشروع تطوير حدائق الفسطاط، الذي سيضم أكبر حديقة مركزية في الشرق الأوسط، ويمتد على مساحة تزيد عن 500 فدان. ويجري حاليًا استكمال اللمسات النهائية للمشروع، ومن المقرر الانتهاء منه بنهاية سبتمبر.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنهم من خلال جمع هذه المشروعات فإنهم يتحدثون عن إعادة إحياء قلب القاهرة التاريخية وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل أكثر من 100 عام.
وفي حديثه عن قطاع الطاقة في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، قال رئيس الوزراء: “وفقًا لوزير الكهرباء والطاقة المتجددة، سجلنا أمس رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث بلغ استهلاكنا 39,500 ميجاوات في يوم واحد. وهذا أعلى حمل شهدته مصر على الإطلاق. ومع ذلك، فإن الوضع مستقر بفضل الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة والحكومة لتلبية جميع احتياجات البلاد من الغاز”.
وتابع: “في هذا السياق، ثار جدلٌ ولبسٌ بشأن الإعلانات المتعلقة بتمديد الاتفاقية مع شركة نيوميد إنرجي، شريكتها في حقل ليفياثان الإسرائيلي. هذه الاتفاقية سارية المفعول مع مصر منذ عام ٢٠١٩. الاتفاق الوحيد الذي توصلنا إليه هو تمديد الاتفاقية حتى عام ٢٠٤٠، مع توقع زيادة الإنتاج. لذلك، ونظرًا لكون مصر مركزًا إقليميًا للطاقة، فإنهم يطالبون بدمج هذه الزيادة في منظومة الغاز المصرية. وفي هذا السياق، أوضح معنى أن تكون مصر مركزًا للطاقة؛ وهذا يعني أنها ليست مجرد منتج للغاز، بل أيضًا مركزًا إقليميًا لتجارة الغاز. وذلك لأن البلاد تمتلك بنية تحتية واسعة، بما في ذلك محطات التسييل في إدكو ودمياط، والتي لا توجد في العديد من دول المنطقة. وقد دفع هذا العديد من الدول المجاورة لمصر أو القريبة من حدودها والتي لديها إنتاج كبير من الغاز إلى توقيع اتفاقيات مع الدولة للاستفادة من هذه البنية التحتية لتصدير إنتاجها”.
واصل الدكتور مصطفى مدبولي حديثه، موضحًا أن مصر تحصل على الغاز ليس فقط من هذا الحقل، بل أيضًا من خلال اتفاقيات مع قبرص، وأن هناك مفاوضات جارية مع دول أخرى في المنطقة للاستفادة من هذه البنية التحتية. لذلك، فإن مصر تتحول أساسًا إلى مركز إقليمي للطاقة، والإجراءات المتخذة اليوم تهدف إلى ترسيخ هذه المكانة البارزة لنا، وضمان بقاء مصر المركز الرئيسي لهذه السلعة الحيوية والاستراتيجية في منطقتنا لعقود قادمة. لذلك، ردًا على ما يُشاع عن تأثير هذه القضية على القرارات السياسية المصرية أو أنها تُمثل ضغطًا على الدولة، يجب تناول هذه القضية من منظور أشمل. وأشار إلى أن هذه الاتفاقية سارية المفعول منذ عام ٢٠١٩، وأننا شهدنا صراعًا في غزة لمدة عامين، متسائلًا: “هل لمسنا تأثيرها؟” وهل أثر ذلك على موقف مصر القوي والواضح تجاه قضية غزة، والذي التزمت به منذ بداية الأزمة؟ وأكد أن موقف مصر، الذي يربط جميع المبادرات بتصفية القضية الفلسطينية أو طرد إخواننا الفلسطينيين من أرضهم، واضح تمامًا، وهو ثابت على نهجه تجاه هذه القضية، ولن يتغير. وهذا من ثوابت مصر التي أكد عليها الرئيس في كل مناسبة خلال لقاءاته مع جميع قادة العالم. ولولا هذا الموقف الواضح منذ البداية، لاختلف مصير قضية التهجير والنزوح تمامًا.
وأوضح أن هذا الموقف لا يتعلق بالعلاقات التجارية أو الاقتصادية، بل على العكس موقف مصر ثابت ولن يتأثر بمثل هذه الاتفاقيات.
على الصعيد الاقتصادي، صرّح رئيس الوزراء بأن بيانات شهر يوليو تُعدّ مؤشرات إيجابية للغاية، إذ انخفض معدل التضخم من 14.4% في يونيو إلى 13.1%، مما يُشير إلى اتجاه تنازلي واضح. وأضاف أن متوسط معدل التضخم في الربع الثاني من عام 2025 قد انخفض من 29.4% إلى 15.3% مُقارنةً بالربع المماثل من العام الماضي، مُمثلاً انخفاضًا يُقارب النصف. وأضاف أن الحكومة، بالتعاون مع نظيراتها في اتحاد الغرف التجارية، تُواصل بحث اتجاه التضخم التنازلي وإمكانية خفض هوامش ربح الشركات والقطاع الخاص على السلع الأساسية، مما سيُنعكس إيجابًا على المواطن المصري من خلال خفض السعر النهائي للسلع المعمول به حاليًا.
في السياق ذاته، أوضح رئيس الوزراء أن المؤشرات الاقتصادية الراهنة، وزيادة احتياطيات النقد الأجنبي الممولة من الاقتصاد الحقيقي، جاءت نتيجةً للإصلاحات الاقتصادية المُطبقة. وأشار إلى أن الصادرات زادت مؤخرًا بأكثر من 22%، كما شهدت تحويلات المصريين بالخارج وإيرادات السياحة نموًا ملحوظًا، وأن القطاعات الرئيسية التي يعتمد عليها الاقتصاد المصري لا تزال تُحقق معدلات نمو جيدة.
وأشار إلى أن إيرادات قناة السويس هي الوحيدة التي تشهد تراجعًا بسبب الظروف الجيوسياسية الراهنة. ومع ذلك، تشهد جميع موارد النقد الأجنبي المستدامة للبلاد نموًا ملحوظًا. وأكد أن الحكومة تراقب هذه المؤشرات عن كثب، وتعمل على تحديث الإجراءات الداعمة للقطاع الخاص، مما سيساهم في زيادة معدلات النمو خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن القطاع الصناعي يشهد أخبارًا إيجابية يوميًا، مؤكدًا استمرار تحسن المؤشرات الاقتصادية.
أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أننا نشهد كل يوم أخبارًا جديدة. شهدنا صباح اليوم توقيع اتفاقية إنشاء أكبر مصنع للإطارات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باستثمارات تبلغ مليار دولار. وبمجرد اكتمال هذا المشروع خلال ثلاث سنوات، سننتج أكثر من 10 ملايين إطار سنويًا من هذا المصنع وحده.
أكد رئيس الوزراء أن هذا المصنع أُنشئ إلى جانب مصانع أُنشئت خصيصًا لتطوير هذا القطاع وتلبية احتياجاتنا المحلية وتصدير كميات كبيرة منه. كما أشار إلى أن الدولة تتخذ خطوات في جميع مجالات الصناعة لتشجيع المستثمرين على القدوم إلى مصر وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، مما سيؤدي إلى إنشاء مصانع جديدة توفر فرص عمل لآلاف الشباب المصري، وتساهم في التصدير للخارج، وستوفر -بإذن الله- عملة أجنبية للدولة المصرية خلال الفترة المقبلة.
صرح الدكتور مصطفى مدبولي بأنه يجري العمل على متابعة مشروع المليون ونصف المليون فدان، قائلاً: “اليوم، ومع بداية الموسم الجديد، نتحدث عن مساحة مزروعة تجاوزت 500 ألف فدان من إجمالي 800 ألف فدان، وتم تسليمها. وبالتالي، فهذه مساحات تُضاف إلى الرقعة الزراعية في مصر، ونحن نعمل على هذا الملف عن كثب”.