وزير الخارجية: نرفض توسيع العمليات العسكرية في غزة وتصفية القضية الفلسطينية

التقى وزير الخارجية والهجرة والمصريين في الخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، بممثلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة في مصر في اجتماع موسع مساء الثلاثاء 12 أغسطس 2025. يأتي هذا الاجتماع في إطار اللقاءات الدورية التي تعقدها وزارة الخارجية مع ممثلي وكالات الأنباء والمؤسسات الإعلامية العالمية لاستعراض العوامل التي تشكل موقف مصر تجاه التطورات الإقليمية والدولية.
استهل الوزير عبد العاطي كلمته باستعراض مبادئ السياسة الخارجية المصرية في التعامل مع الأزمات الإقليمية خلال هذه الفترة الاستثنائية. وترتكز هذه المبادئ على دعم الدولة الوطنية ومؤسساتها، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكد أن هذه المبادئ والمفاهيم تهدف إلى تعزيز الأمن والسلم، وبناء الشراكات، وتحقيق المصالح المشتركة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وجرى خلال اللقاء مناقشة مستفيضة لمختلف الأزمات الإقليمية، وخاصة قطاع غزة، والتطورات في السودان وليبيا والبحر الأحمر، والأمن المائي لمصر، والعلاقات المصرية الأفريقية.
وفيما يتعلق بالتطورات في غزة، جدد الوزير عبد العاطي رفض مصر القاطع لتوسيع العمليات العسكرية في غزة ومحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. وأكد على ضرورة حقن دماء الشعب الفلسطيني وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني من ظروف كارثية ناجمة عن سياسة إسرائيل الممنهجة في استخدام الجوع كسلاح. وشدد على أهمية معالجة هذه الأزمة الإنسانية العاجلة على وجه السرعة. وأكد الوزير عبد العاطي أن معبر رفح الحدودي من الجانب المصري لا يزال مفتوحًا، وعلى إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، أن تتحمل مسؤوليتها في السماح بمرور المساعدات الإنسانية من الجانب الفلسطيني من المعبر الذي تحتله وتسيطر عليه.
في هذا السياق، استعرض وزير الخارجية الترتيبات الجارية لاستضافة مصر للمؤتمر الدولي للإنعاش المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، فور اتفاق وقف إطلاق النار. ويهدف المؤتمر إلى حشد الدعم اللازم لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية، بما يُسهم في توفير مقومات الحياة الكريمة لسكان قطاع غزة وضمان ثباتهم على أرضهم. كما قيّم آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا على ضرورة طرح حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق سياسي لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
كما أكد وزير الخارجية على أهمية تحقيق وقف إطلاق النار في السودان، مؤكدًا موقف مصر الداعم لمؤسسات الدولة، وضرورة احترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه. وفي سياق حديثه عن التطورات في ليبيا، أكد وزير الخارجية عبد العاطي على الأهمية القصوى لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة في أقرب وقت ممكن، مشددًا على أن الضمان الوحيد للأمن والاستقرار في ليبيا هو حل الميليشيات وانسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة.
فيما يتعلق بالأمن المائي لمصر، أعرب الوزير عبد العاطي عن قلق مصر إزاء السد الإثيوبي ونهر النيل، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة. وأكد الوزير أهمية التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة استنادًا إلى القانون الدولي، ورفض الممارسات الأحادية لإثيوبيا التي تنتهك القانون الدولي.
تناول اللقاء أيضًا التطورات في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، والتحديات الأمنية المتنامية المرتبطة بانتشار التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة. واستعرض وزير الخارجية جهود مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين الدول الأفريقية. وفي هذا السياق، أكد اهتمام مصر بمنطقة الساحل باعتبارها امتدادًا لجوارها الاستراتيجي، وقيّم نتائج جولته الأخيرة في غرب أفريقيا.
في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية المصري عبد العاطي إلى دعم مصر الكامل لجهود تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي، وأكد على أولوية قضية البحر الأحمر وأمن الملاحة البحرية، لا سيما لارتباطها المباشر بالأمن القومي والاقتصاد المصري.