إلهام أبو الفتح تكتب: إنها مصر

منذ 2 أيام
إلهام أبو الفتح تكتب: إنها مصر

في برنامج “صباح البلد” على قناة NNi مصر، استعرضت الإعلامية نهاد سمير مقالاً للصحفية إلهام أبو الفتح، رئيسة تحرير جريدة الأخبار ورئيسة شبكة قنوات ومواقع NNi مصر. نُشر المقال في جريدة الأخبار تحت عنوان “مصر”.

إن رفض مصر القاطع لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين، وإصرارها على عدم اجتثاث القضية الفلسطينية من جذورها، هو موقف أخلاقي وتاريخي لا يقبل المساومة. لم تكتفِ مصر برفضه، بل تحركت ودافعت عن حقوقها وحمت كرامتها، كما قالت إلهام أبو الفتح.

أنا أكثر فخرًا بموقف مصر وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه غزة. بدأت الأصوات تتغير عالميًا. من فرنسا إلى المملكة المتحدة، يتضح جليًا أنه لا سلام بدون دولة فلسطينية. أعتقد أن هذا انتصار لمصر ورئيسها، الذي قاوم الضغوط وتحدث باسم الشعب قبل أن يتحدث باسم الدولة. شهدتُ انطلاق القافلة رقم 11 للتحالف الوطني للعمل المدني والتنموي. مئات الشاحنات المحملة بآلاف الأطنان من الغذاء والدواء مصطفة على طريق القاهرة-الإسماعيلية، ومئات المتطوعين تطوعوا بدافع الحب والتفاني والإيمان بالقضية.

كان الحضور لافتاً: السفيرة نبيلة مكرم، التي لعبت دوراً محترماً وفاعلاً على أرض الواقع وتستحق كل الإشادة. ووقف بين الحضور النائب محمد أبو العينين، نائب رئيس مجلس النواب، الذي قال: “لم أحضر كسياسي، بل كمواطن مصري يرى أن دعم غزة واجب وطني وإنساني. لا أحد يهزم مصر أو ضميرها. مصر لا تعيش بمواقفها الخاصة؛ مصر تستخدم قوتها ومواردها وطاقتها للعطاء”.

من يرى غزة قضية عابرة يجهل التاريخ. من يتصالح مع الشعب الفلسطيني يتصالح مع كرامة الأمة جمعاء.

ما حدث ليس خطأ الحكومة فحسب، بل خطأ الشعب أيضًا. وراء كل سيارة في الموكب قصة، وخلف كل سيارة مجموعة من الناس سهروا ليلًا وانضموا إلى النضال، يعملون ليقولوا لأهل غزة: “لستم وحدكم”. أثناء وجودي هناك، رأيتُ مواطنين على طريق الإسماعيلية يتوقفون لتحية المتطوعين، ويدعون أن يصبر أهل مصر وغزة ويحققوا النصر.

لقد شعروا أن ما يحدث يأتي من بلد لا يقوم بواجبه بكل إخلاص، بل يعمل بكل حب وإخلاص من أجل قضية هي اهتمامه الأول.

وهنا أستعيد كلمات الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي لخص ما نعيشه اليوم: «مصر.. لا يريدونها أن تنهض، ولكنها نهضت وستنهض لأنها مصر». واليوم، نحن بحاجة إلى سد الثغرات في وجه من يحاول تشويه الحقيقة أو التسلل إلى البلاد من الداخل.

نعرف الإخوان، ونعرف كيف يتعاونون مع المحتلين لتحقيق أهداف لا علاقة لها بفلسطين ولا بالإسلام. ونعرف أن كل ما يريدونه هو انهيار مصر. لكن مصر باقية، وستبقى مع أبنائها ورئيسها ومحبي أرضها.


شارك